لا تزال مشكلة الباعة الجائلين تطل برأسها بين الوقت والآخر خاصة في شهر رمضان وفي أوقات الاجازات، ويبدأ نشاطهم في الازدياد لتتضاعف المشاكل الصحية والبيئية للأطعمة التي تباع على قارعة الطرق، كما يتسبب هؤلاء في زحام مروري على الأرصفة، وعلى الرغم من محاولات وزارة الشئون البلدية تنظيم عمل الباعة الجائلين الا أن المشكلة لم تحل حتى الآن. وانتشرت عربات الباعة الجائلين في هذه الأيام في مواقع التجمعات وخاصة أمام المساجد وعقب انتهاء الصلوات، حيث يتسابق الباعة الجائلون لعرض بضائعهم في حرارة الشمس غير عابئين بما قد يحدث لهذه البضائع من تلف، ويقبل المستهلك على الشراء منهم بسبب رخص البضائع التي يتم عرضها. ويقول سالم المقرني: إن هناك أكلات تكون معروفة للمشتري ولكن المشكلة الأكبر عندما لا تعرف طبيعة الطعام الذي يباع وكيف تم تصنيعه .. وهذه الآفة تتواجد عند الباعة المتجولين من أبناء الجنسية الآسيوية، حيث ان هناك مواد تباع من دون معرفة طبيعة هذا الطعام وطرق اعداداه. ويضيف احمد بن سعيد: إن الباعة المتجولين أصبحوا يحتلون العديد من المواقع المعروفة، ويبيعون الخضراوات في الطرق وأحيانا ما تكون طرقا رئيسية، ويفاجأ المستهلك بانتشار الأتربة على الخضراوات وتعرضها لحرارة الشمس المرتفعة هذه الأيام بالمنطقة الشرقية، مما يؤكد تعرض هذه الأطعمة للفساد والتلف، بالاضافة الى الزحام الذي يسببه هؤلاء الباعة في المناطق التي يبيعون منتجاتهم بها. ويؤكد بدر العتيق ان أغلب المواد الغذائية التي تباع عن طريق العربات المتجولة من الأطعمة التي أوشكت صلاحيتها على الانتهاء، وهي أيضاً قد تكون من مصادر غير معروفة، بالإضافة إلى ان الأشخاص الذين يقومون ببيع هذه الأطعمة غالبتيهم من المخالفين لأنظمة الإقامة، ويشير إلى ان الكثير من الباعة المتجولين من الجنسية الآسيوية يقفون أمام المساجد ويقومون ببيع كميات كبيرة من الخضراوات في الشمس الحارقة بالاضافة الى الغبار الذي يمكن أن يطول هذه المنتجات، ويجب على الجهات المعنية القضاء على مثل هذه الظاهرة والقبض على هؤلاء الباعة المتجولين في الشوارع وعلى الطرقات العامة. ويقول تركي الشليل: إنه سبق أن قرأ خبرا يتضمن تحذيرا من الهيئة العامة للغذاء والدواء، من أن الباعة المتجولين يقومون عادة بتجهيز الوجبات الغذائية مسبقاً تحت ظروف غير صحية، وحفظها في ظروف غير مناسبة في أغلب الأوقات، كما أن العاملين على إعداد الأطعمة غير مؤهلين مهنياً غالبا ولا يلتزمون بأي اشتراطات صحية، وهو ما يؤدي إلى تلوث تلك الوجبات إلى الحد الذي يجعل تناولها غير مأمون، والسؤال الذي يفرض نفسه: هل تكتفي هيئة الغذاء والدواء بالتحذيرات؟. من جهته قال مدير عام العلاقات العامة والاعلام بامانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان: إن أمانة المنطقة الشرقية ممثلة في وكالة الخدمات (الإدارة العامة لشؤون الاسواق والبلديات الفرعية والمرتبطة) تعمل وبصفة مستمرة على متابعة الباعة الجائلين والبساطين، وخاصة بائعي المواد الغذائية (المخالفة لأنظمة صحة البيئة) والعمل على اتلاف ما يثبت عدم صلاحية استخدامه للاستهلاك، مبينا انه يتم مصادرة أي بضاعة من صاحبها ان كانت البضاعة لا تصلح للاستهلاك الآدمي ويتم إتلافها وفق إجراءات مقننة وخاصة بمثل هذه الحالات، إضافة الى إن كانت البضاعة مواد غذائية سريعة التلف وتم تركها بالموقع فيتم رفعها والتحفظ عليها، وعند عدم مراجعة صاحبها يتم تسليمها للجمعيات الخيرية حتى لا تتلف وتفسد، حيث يتم اتخاذ الاجراءات النظامية بحقهم وفق لائحة الجزاءات والغرامات البلدية، كما انه في حالة هروب المخالف يتم رفع المتروكات واتخاذ الاجراءات اللازمة حيالها وبعث بيانات المخالف في حال توفرها للجهات الامنية لاستكمال الاجراءات بحقه، علما بأن الفرق الميدانية تعاني الكثير من اعتراض المواطنين على منع مثل هؤلاء الاشخاص بحجة عدم قطع ارزاقهم أو عدم مضايقتهم، مما يعيق العمل ويحدث الفوضى بالميدان ويعمل على اضعاف الانتاجية. العصير يباع دون اشتراطات صحية