بول بوجبا.. اسم سطع في تشكيلة منتخب "الديوك" الفرنسي بعدما قاده نحو تكرار انجاز 1998 ببلوغ الدور ربع النهائي من مونديال البرازيل 2014، وذلك بفوزه الصعب على نظيره النيجيري 2-صفر على ملعب "استاديو ماني غارينشا الوطني" في العاصمة برازيليا. ويدين المنتخب الفرنسي بتخطي الدور الثاني بصيغته الحالية للمرة الرابعة من اصل اربع (1986 على حساب ايطاليا و1998 على حساب الباراجواي و2006 على حساب اسبانيا)، الى لاعب وسط يوفنتوس الايطالي بول بوجبا الذي منحه التقدم في الدقيقة 79 قبل ان يهديه قائد ابطال افريقيا جوزيف يوبو الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع عن طريق الخطأ، وبات على بوجبا مسؤولية مضاعفة في موقعة اليوم مع ألمانيا في ربع النهائي. ويعد بوجبا أحد العناصر الواعدة في صفوف المنتخب الفرنسي ومطمعا لأندية كبرى، ووضع وكيله مينو رايولا حدا لشائعات رحيل موكله عن يوفنتوس بطل الدوري الإيطالي، مشيرا إلى أن اللاعب سعيد جدا في تورينو. ونقلت صحيفة "أس" الإسبانية تصريحات مينو رايولا لإحدى الصحف الإنجليزية أكد من خلالها أن موكله ينوي الاستمرار مع السيدة العجوز في الموسم المقبل، وأنه سعيد جدا مع الفريق، كما أكد مينو رايولا أن النجم الفرنسي المشارك مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم لن يلتفت إلى أي عرض سيقدم له حتى انتهاء العرس العالمي. وقال رايولا: "قررنا عدم النظر في أي عرض يقدم لنا حتى انتهاء بطولة كأس العالم، ولكن أستطيع أن أقول بهدوء أن مستقبله في يوفنتوس، فهو يشعر بالسعادة هناك". وذكرت الصحيفة المدريدية أن الغزال الأسمر الفرنسي كان يعد أبرز أهداف النادي الملكي لتعزيز صفوف الفريق في الموسم المقبل، لكن مغالاة النادي الإيطالي في ثمن اللاعب قد يجعل إدارة الريال توجه أنظارها صوب النجم الألماني توني كروس لاعب وسط بايرن ميونخ الإيطالي، وكان ريال مدريد سبق له أن عرض مبلغ 40 مليون يورو من أجل الظفر بخدمات الشاب الفرنسي، بالاضافة الى 8 ملايين يورو للاعب كأجر سنوي، علما أن بوجبا مطلوب من قبل العديد من الاندية الأوروبية ومنها باريس سان جيرمان الفرنسي. وأحرز بول بوجبا جائزة "الفتى الذهبي 2013" المخصصة لافضل لاعب صاعد في اوروبا، والتي تمنحها صحيفة "توتوسبورت" الايطالية، كما أنه توج ايضا بلقب افضل لاعب في كأس العالم تحت 20 سنة مع منتخب بلاده، اضافة الى المستويات الرائعة التي يقدمها مع يوفنتوس في اخر موسمين. وأشارت صحيفة سبورت المقربة من الفريق الكتالوني برشلونة إلى احتمال وجود صفقة ضخمة يتم تحضريها في الأفق بين يوفنتوس الإيطالي وريال مدريد الإسباني خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، وتطرقت الصحيفة إلى إمكانية توصل إدارتي يوفنتوس وريال مدريد إلى اتفاق يرضي الطرفين، بحيث يحصل النادي الملكي على اللاعب الفرنسي بول بوجبا بينما يحصل السيدة العجوز على اللاعبين فابيو كونتراو والمهاجم الشاب موراتا. ولا يعد دخول هؤلاء اللاعبين شرطاً أساسياً في الصفقة، حيث يعد العامل المادي هو الأهم في إتمام هذه الصفقة، وتوقعت الصحيفة أن يتقدم ريال مدريد بعرض مادي يصل إلى 65 مليون يورو؛ وذلك من أجل إقناع إدارة البيانكونيري بالموافقة على رحيل اللاعب عن ملعب يوفنتوس أرينا هذا الصيف، وتوقعت الصحيفة أن الأمور لن تنتهي بهذه السهولة؛ وذلك نظراً لوجود احتمال أن تقف ادارة الفريق الإيطالي في طريق الصفقة عن طريق طلبها تنازل الملكي عن نجم الفريق خلال الفترة الأخيرة أنخيل دي ماريا أفضل لاعب في نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم المنقضي، وبالتأكيد لم تخفِ الصحيفة الإسباني دور مساعد المدير الفني زين الدين زيدان والذي يقوم بدور مهم في المفاوضات باعتباره الوسيط بين ريال مدريد والفرنسي الشاب بول بوجبا، كما يقع دور آخر على كل من كريم بنزيمه ورافائيل فاران من أجل إقناع اللاعب بالانضمام إلى صفوف المرينغي. يذكر أن العديد من الأندية أعلنت عن رغبتها في ضم الموهبة الشابة بول بوجبا؛ نظراً للإمكانيات الفنية المميزة التي يمتلكها اللاعب، ويأتي ريال مدريد الإسباني على رأس هذه الأندية بجانب أندية باريس سان جيرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الإنجليزي. ورحل بوجبا عن يونايتد عام 2012 بعد حرب كلامية مع اليكس فيرجسون مدرب الفريق في ذلك الوقت بعدما اتهمه بعدم الاحترام عقب انتقاله إلى يوفنتوس الايطالي بسبب عدم مشاركته مع الفريق الأول سريعا، ومنذ ذلك الحين أثبت بوجبا (21 عاما) نفسه على أرض الملعب بعدما أصبح ركيزة أساسية في ناديه ومنتخب بلاده. ويتميز بوجبا بقوة بدنية كبيرة وتحركات رائعة اضافة لتمتعته برؤية جيدة وفنيات رائعة ونال استحسان كثيرين بسبب أدواره الدفاعية والهجومية في وسط الملعب. كما أن موهبته جعلته المرشح الأبرز لخلافة اللاعب الايطالي المخضرم اندريا بيرلو في وسط يوفنتوس. وبالنسبة لفرنسا، فإن وجوده في وسط الملعب بجانب يوهان كاباي وبليز ماتودي يعطي منتخب "الديوك" قوة بينما تساعد لياقته البدنية على تعزيز الأداء الهجومي مع كريم بنزيمة واوليفييه جيرو وزملائه الآخرين. وبدأ بوجبا المولود في فرنسا لأبوين من غينيا مشواره الدولي في مارس 2013، لكن موهبته بدت واضحة لأكثر من ذلك، فكان قائد منتخبي فرنسا تحت 17 و20 عاما وقاد الأخير للفوز بكأس العالم في تركيا العام الماضي، اضافة للتتويج بلقب الدوري الايطالي مرتين، والعام الماضي حصل على جائزة أفضل لاعب شاب في اوروبا ليسير على خطى وين روني وليونيل ميسي وسيسك فابريجاس في الحصول عليها، وإذا كانت هناك نقطة ضعف لبوجبا فهي ميله للالتحامات العنيفة، وفي 2013 وبعد فوز يوفنتوس بالدوري خرج مطرودا في مباراة باليرمو بعد بصقه على اللاعب سلفاتوري ارونيتشا. ومع منتخب فرنسا تلقى بطاقة حمراء في ثاني مبارياته الدولية وحذره زملاؤه من الطرد في أولى مباريات كأس العالم في البرازيل بعد مشادة مع ويلسون بالاسيوس لاعب وسط هندوراس، لكن بوجبا قاد فرنسا للفوز 3-صفر في أول مباراة لها في المجموعة الخامسة، وبوجود المدرب ديدييه ديشان فإن لديه فرصة لتعلم السيطرة على أعصابه. وقال ديشان لوسائل الإعلام: "هناك جدل حوله كما توجد دائما مغامرة في ظل حديث البعض عن كونه نجم كأس العالم"، وأضاف: "هذه ليست بيئة سهلة للتعامل حتى وإن كان يلعب في ناد كبير، هو ما زال صغيرا ولديه خطوات كثيرة ليقطعها". وقبل مشكلة يونايتد ويوفنتوس تصدر بوجبا عناوين الصحف بعد انتقاله كلاعب شاب من لوهافر إلى الفريق الانجليزي بطريقة غير مشروعة، ورحيله عن الفريق جعل فيرجسون يعبر عن سعادته بذلك لكن الآن يبدو أنه أخطأ، وتشير وسائل إعلام إلى أن أندية اوروبا الكبرى ومن بينها يونايتد قد تدفع 60 مليون جنيه استرليني (101 مليون دولار) من أجل التعاقد معه، وهذا المبلغ قد يرتفع بعدما حققت فرنسا نجاحا في البرازيل. وقال بوجبا لصحيفة ليكيب الفرنسية قبل انطلاق المونديال: "نويل لوجرات رئيس الاتحاد الفرنسي قال إن التأهل إلى دور الثمانية سيكون إنجازا"، وأضاف: "بالنسبة لي؟ أنا أثق في هذه المجموعة، لذا أقول لنفسي لماذا لا نفعلها؟". بدأ بوجبا حياته الكروية في السادسة من عمره، مع نادي يو إس لبري رواسي، الذي يبعد أميالاً قليلة عن مسقط رأسه، وفي تلك الفئة أمضى سبعة مواسم، قبل أن يشغل منصب قائد فئة تحت 13 سنة، وبعد موسم واحد بدأ مسيرته مع نادي لوهافر، وكان في موسمه الثاني قائداً لفئة تحت 16 سنة، ووصل إلى المرحلة النهائية من البطولة الوطنية، تم استدعاء بوجبا في ذلك الوقت ليشارك مع المنتخب الفرنسي تحت 16 سنة، وانتقل ليلعب مع واحد من أكبر أندية العالم، مانشستر يونايتد. لم يكن انتقال بوجبا إلى مانشستر يونايتد قصة سهلة، فحسب نادي لوهافر فإن مسؤولي مانشستر يونايتد لم يقوموا بما يجب القيام به لنقل لاعبهم، بل اتجهوا لمفاوضة والدي بوجبا من أجل نقل ابنهم، وفي أغسطس 2009، أصدروا بياناً رسمياً انتقدوا فيه طريقة مانشستر يونايتد وعائلة بوجبا كذلك، وهددوا بتصعيد الأمور إلى الفيفا، وبالفعل قام نادي لوهافر بشكوى مانشستر يونايتد إلى الفيفا واتهموا بوجبا بالذهاب إلى إنجلترا من أجل الأموال، وهو ما نفاه اللاعب قبل أن يقوم الفيفا بتبرئة مانشستر يونايتد من أي تهمة؛ نظراً لعدم ارتباط بوجبا مع ناديه الفرنسي بأي عقود أو أوراق، انتهى الانتقال الرسمي لمانشستر يونايتد في أكتوبر 2009، وشارك لأول مرة مع فريق تحت 18 سنة في نفس الشهر ضد كرو ألكسندرا وفاز فريقه الجديد 2-1، انهى بوجبا موسم 2009/10 ب 19 ظهور و7 أهداف، وفي موسم 2010/11، تم استدعاء بوجبا لأول مرة إلى الفريق الرديف لمانشستر يونايتد تبعها عدة استدعاءات، وسجل العديد من الأهداف هناك، وفي فبراير 2011 بوجبا كان واحداً من أربعة لاعبين في الفريق الرديف تمت ترقيتهم إلى الفريق الأول لمانشستر من قبل السير أليكس فيرغسون قبل مباراة ضد كراولي تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي، وحصل بوجبا على القميص رقم 42، ولكنه لم يشارك في المباراة، وتم استدعاؤه مرة أخرى ليكون على مقاعد البدلاء في إحدى جولات البريميرليج ضد وولفرهامبتون واندررز، ولكنه لم يشارك كذلك، وبسبب عدم مشاركته تم إعادة إرساله إلى الفريق الرديف. في موسم 2011/12، أكد فيرغسون أن بوجبا سيتم ترقيته ليلعب مع الفريق الأول، وقال: "إذا لم نعتمد على بوجبا، ماذا سيحصل؟ سيذهب إلى فريق آخر، لذلك يجب علينا منحه فرصة في الفريق الأول"، إلا أنه بقي مع الفريق الرديف، وفي سبتمبر 2011 تم استدعاؤه للمشاركة مع الفريق الأساسي ضد ليدز يونايتد، وكانت أول مشاركاته الرسمية في الفريق الأول حينما شارك كبديل في تلك المباراة التي فاز بها مانشستر يونايتد 3-صفر، وشارك بوجبا للمرة الثانية ضد آلدريشوت تاون في الدور الرابع من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة في أكتوبر 2011. وفي يناير 2012، شارك بوجبا لأول مرة في البريميرليج ضد ستوك سيتي، بعد خروج هيرنانديز في الدقيقة 72، وشارك مرة أخرى ضد ويست بروميتش ألبيون في مارس 2012، وبعد أربعة أيام شارك بوجبا في مباراة فريقه ضد أتلتيك بيلباو في الدوري الأوروبي بعد دخوله كبديل. في يوليو 2012، أكد أليكس فيرغسون أن بوجبا غادر النادي لعدم تجديد عقده، وكان أول ظهور له ضد بنفيكا، كما شارك في بطولة تيم الودية ضد ميلان في كأس برلسكوني، وقدم أداء كبيراً جعله محط أنظار الجميع، حتى أن أحد المشجعين رفعة لافتة يقول فيها: "إنه باتريك فييرا الجديد". شارك في بداية الموسم احتياطياً بديلاً لثلاثي الوسط ماركيزيو بيرلو وفيدال، وتمكن من تقديم اداء لافت للنظر مع البيانكونيري في الكالتشو ودوري ابطال أوروبا، وتمكن من تسجيل اول اهدافه مع اليوفنتوس بعد ان شارك بديلا لبيرلو عند نهاية مباراة نابولي، ولعب في المباراة التالية في الدوري أساسياً ضد بولونيا بسبب غياب ارتورو فيدال للايقاف وماركيزيو للاصابة، وتمكن من صنع الهدف الأول لجاكيريني وكوابياريلا بطريقة جميلة وتسجيل هدف الفوز في الدقيقة 92 برأسية. وشارك بوجبا مع جميع الفئات السنية للمنتخب الفرنسي للشباب، وبسبب مشكلته مع نادي لوهافر وانتقاله إلى مانشستر يونايتد تم تعليق مشاركته الدولية مع المنتخبات الفرنسية لمدة 6 أشهر، كذلك تم تجريده من شارة القيادة، وفي فبراير 2010، عاد بوجبا للمشاركة مع منتخب تحت 17 سنة، وكان جزءاً من المنتخب الذي شارك في بطولة أمم أوروبا، كما تم إعادة شارة القيادة له بعد مستواه الرائع، وشارك بوجبا لأول مرة مع منتخب تحت 19 سنة أمام إيطاليا في سبتمبر 2011، و ساعد في تسجيل هدفين، وفي فبراير 2012 تأهل المنتخب بعدها لنصف نهائي بطولة أمم أوروبا تحت 19 سنة ضد إسبانيا وسجل هدفا، ولكن خسرت فرنسا بركلات الجزاء الترجيحية، ثم تدرج للمنتخب الأول ويأمل أن يكون أحد الأوراق الرابحة في صفوف "الديوك" للظفر بلقب مونديال البرازيل.