نعم أنا واحد من أولئك المنشدين الحامدين الشاكرين.. الذي يرى بعينيه الاثنتين. يرى الخير خيرًا فلا ينكره ويرى الشر شرا فلا يخفيه.. ولست من «جوقة» الجاحدين الناكرين الرافضين الذين يرون بعين واحدة ويغمضون عينا.. يرون السلبيات ولا يرون الايجابيات.. ويدعون أنهم دعاة التنوير والتغيير والتطوير. ولابد من إقصاء المطبلين والمزمرين و المنشدين في الظلام يا سلام !! هؤلاء الذين تكتظ صدورهم بالحقد والعفن لا يتورعون لحظة واحدة ان يقفوا في صفوف متراصة لشعراء «التربادور» على أبواب من نهبوا وسرقوا وافسدوا ذمم العباد واشاعوا في الارض الفساد ليغنوا لهم ويفترشوا عتبات اغنيائهم ليحصلوا على القليل القليل من الفتات.. وهم يفخرون ويجاهرون انهم لم يكتبوا حرفا واحدا عن منجزات بلادهم. »حسنا» نحن كما ترون ولكن انتم بأي عين ترون انفسكم. هؤلاء الذين تكتظ صدورهم بالحقد والعفن لا يتورعون لحظة واحدة ان يقفوا في صفوف متراصة لشعراء «التربادور» على أبواب من نهبوا وسرقوا وافسدوا ذمم العباد واشاعوا في الارض الفساد ليغنوا لهم ويفترشوا عتبات اغنيائهم .. المهم سأروي لكم حكم عم صابر البحر!! الرجل العجوز الذي بلغ التسعين والذي يقرأ كل شيء ولكنه لا يكتب شيئا فالكتابة في تقديره نوع من الأذى هو في غنى عنه. ( قال لي ذات زمن مضى: يا بني هناك أناس تراهم ولا تراهم!! قلت: كيف؟؟ قال: تراهم بوجوه مقنعة ومزيفة ولهم وجوه أخرى خفية وبشعة!!) قلت: هل تعني بعض الأغنياء الذين نهبوا وسرقوا وافسدوا ذمم العباد. فضحك وقال: لا هؤلاء قد اقتسمنا معهم!! قلت: وما هي هذه القسمة رحمك الله. قال: انظر إلى أعلى إلى السماء ورحمتها إنها لك ولي.. وانظر إلى تحت قدميك إلى الارض وخيراتها انها لهم. قلت: يا عم صابر حيرتني ان الأرض بخيراتها لنا ولهم والسماء برحمتها لنا ولهم ايضا. وقطب ما بين حاجبيه وأشاح بوجهه عني وأخذ يردد أنت لم تفهم.. ثم أردف: السماء لمن يدرك رحمة الله وغفرانه فيعمل خيرا في دنياه فلا يؤذي أحدا ولا يستبد بأحد ولا يظلم ولا يعيث فسادا في الأرض.. في هذه الحالة الخيرة يكون له متسع في السماء ورحمتها.. اما الارض فلا تكون لنا ولهم إلا إذا عمرت بالعدالة والإنصاف وإحقاق الحق ولا أزيد. قلت ضاحكا: صدقت يا عم صابر.. ولا أزيد.