انتقدت رئيسة مركز كارنيغي للسلام الدولي جيسيكا ماثيوس ما سمته القرار المضلل والمأساوي الذي اتخذته إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش المتمثل في غزو العراق، وقالت إن الشعب الأميركي ربما لم يكن يعرف لماذا تم اتخاذ خيار تلك الحرب الباهظة التكاليف. وأوضحت ماثيوس في مقال نشرته لها صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن الحرب على العراق كبدت الأميركيين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وأنها كلفت قرابة تريليون دولار وأسهمت في رفع أسعار النفط إلى خمسة أضعاف. كما أن خيار غزو العراق - والقول للكاتبة - أساء إلى سمعة الولاياتالمتحدة في العالم، وأدى إلى تمزيق علاقتها مع الآخرين على المستوى العالمي، إضافة إلى ما خلفته الحرب في صفوف القوات الأميركية من ضحايا نفسيين وجرحى يتطلبون رعاية صحية مستمرة. وأوضحت ماثيوس في مقال نشرته لها صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن الحرب على العراق كبدت الأميركيين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وأنها كلفت قرابة تريليون دولار وأسهمت في رفع أسعار النفط إلى خمسة أضعاف.وأضافت الكاتبة أن من بين الخسائر التي تكبدتها الولاياتالمتحدة إثر غزوها العراق، عدم قدرتها على التوصل إلى آلية بشأن الحد من الانتشار النووي، مما ترك الباب مفتوحا أمام الطموحات النووية الإيرانية. وقالت رئيسة مركز كارنيغي للسلام الدولي إن تكلفة غزو العراق عام 2003 زادت عن تكلفة الحرب العالمية الثانية، ونسبت إلى وزير الخزانة الأميركي السابق بول أونويل القول إن فكرة الإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين سيطرت على أجواء اجتماع مع بوش بعد مراسم تنصيب الأخير بعشرة أيام، لا بل قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 بثمانية أشهر. وأشارت الكاتبة إلى أن هناك أسبابا عديدة مفترضة للقرار الأميركي بغزو العراق، ومن بينها ما سمته الثأر للهجوم العراقي على الرئيس الأميركي جورج بوش الأب، ووضع الولاياتالمتحدة يدها على نفط الشرق الأوسط، وتوسيع نطاق الديمقراطية في أنحاء المنطقة. وأما السبب الأقوى المفترض والوحيد الذي استطاعت إدارة بوش من خلاله تسويق خيار الحرب لدى الشعب الأميركي، فتقول الكاتبة إنه تمثل في اتهام إدارة بوش لصدام حسين بكونه يقوم بتصنيع أسلحة للدمار الشامل. واختتمت الكاتبة بالقول إنه أصبح واضحا للجميع أن اتهام واشنطن لصدام بتصنيع أسلحة للدمار الشامل كان اتهاما استخباريا باطلا، وإن بوش نفسه أسهم في تضخيم ذلك الاتهام الباطل في محاولاته لإقناع الشعب الأميركي بالقرار المأساوي للحرب على العراق.