يتميز فصلا الشتاء والربيع بتراكم السحب والغيوم وسقوط الأمطار بمشيئة الله , ويتفاعل الانسان بطبيعته وفطرته مع موسم تساقط الأمطار بالفرح ومتابعة الأخبار والمناطق التي أمطرت بفضل الله , ويتسابق البعض منا في السفر والتنقل بين مواقع الخضرة والنباتات البرية «الربيع» ويبدأ البحث الاحترافي عن نبات «الكمأة» الذي يعرف عند العامة (الفقع) المعروف بطعمه الشهي عند طبخه وخصوصا مع بعض الأكلات الشعبية . في المقابل هناك ظاهرة علمية تسمى تساقط «الأمطار الحمضية» (هطول للأمطار يكون به نسبة من تواجد بعض الأحماض) تشرح الواقع العلمي لتفاعل بعض الغازات المحتوية على مادة الكبريت (ثاني أكسيد الكبريت) التي تتحد مع الأكسجين المتوفر في الجو في وجود الأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس لتكون غاز ثالث أكسيد الكبريت الذي بدوره يتحد مع بخار الماء الموجود ليشكل حمض الكبريت الذي يبقى معلقا في الهواء على هيئة رذاذ دقيق تنقله الرياح ليتفاعل مع غاز النشادر وينتج مركبا جديدا يسمى (كبريتات النشادر) ويبقى في انتظار فرصة هطول الأمطار حيث يذوب مع هذه الأمطار والأبخرة , ويعتقد العلماء والباحثون أنه ليس كل ما ينزل من الأمطار يعتبر نقيا بنسبة 100 % . نصيب الانسان من مخاطر هذه الظاهرة العلمية فيتضح من خلال تعرض الأشخاص الذين يعانون من مرض الحساسية الى صعوبة التنفس وعدم انتظامه خطورة المطر الحمضي على النبات والمحاصيل الزراعية (التي يتغذى عليها الانسان) تظهر من خلال عملية الري بالمجاري المائية وأيضا التربة التي يتغير تركيبها الكيميائي بعد سقوط هذه الأمطار الحمضية , ويمتد التأثير كذلك ليشمل الأشجار التي تتلف أطرافها العلوية أولا ثم تموت الشجرة وهي واقفة , الحيوان له نصيب من الخطورة والتأثر من خلال ملاحظة ظاهرة تشوه الأجنة عند بعض الحيوانات التي يتغذى عليها الانسان . أما نصيب الانسان من مخاطر هذه الظاهرة العلمية فيتضح من خلال تعرض الأشخاص الذين يعانون من مرض الحساسية الى صعوبة التنفس وعدم انتظامه مع الارهاق الواضح لمرضى الجهاز التنفسي والقلب بصفة عامة . هل الحديث أو النقاش بعد هذا يعتبر مناسبا أو مقبولا عن أكل نبات (الفقع) ؟ أو عن جمع أو «جني» النباتات والأعشاب الربيعية التي يتلذذ البعض في تناولها من الأرض مباشرة ؟ أم أني تسببت في «جرح الذوق العام» . * باحث و ناشط في الصحة المهنية والبيئية [email protected]