ورثت الأمريكية غيل بوسنر عن والدها ثروة ضخمة، أكبر بكثير من تلك التي ورثها ابو الجعافر عن والده فصار هدفا للحسناوات والشمطاوات الحالمات برغد العيش، يتجاذبنه كما تجاذبت فتيات الجزائر تامر حسني وقطعن ملابسه للتبرك بها عندما نزل في مطار العاصمة الجزائر قبل أعوام.. غيل بوسنر ورثت ملايين الملايين وأكثر من بيت فخم، وكان عقد ماس واحد حول عنقها يساوي من حيث القيمة النقدية، ما ورثه جعفر وما سيرثه أحفاد أحفاده على مدى القرون الثلاثة المقبلة، وعاشت حياة البذخ وهي تنفق إنفاق من لا يخشى الفقر، ثم «نفقت» السيدة بوسنر عن 67 سنة.. العرب تقول مات فلان وتقول نفق الحمار/ الكلب/ الضفدع، فلماذا وصفت وفاة بوسنر بالنفوق؟ عندما نفقت غيل فوجئ المحامي الخاص بها بأنها أوصت ب12 مليون دولار لكلابها الثلاثة، و25 مليون دولار لحراس وخدم الكلاب.. وكان لها ابن واحد يدعى بيرث،.. أتعرفون بكم أوصت بنت الك..... لولدها؟ بمليون واحد!! أهه نفقت أم ماتت؟ بل وتركت بيتها الضخم الفخم للكلاب والحراس والخدم ليعيشوا فيه مدى الحياة.. قبل نفوقها كانت غيل بوسنر هذه تستعين ب»خبير رعاية» ليشرف على كلبها المسمى كونشيتا ليفوز بلقب أكثر كلب مدلل في العالم.. وطبعا الخبراء «يعجبونك»، وبالتالي فقد أوصى بأن تكون قلادة كونشيتا مرصعة بالماس الحر وأن يكون له حلاق خاص وحوض جاكوزي خاص (أعرف أن 90% من القراء لم يروا الجاكوزي بالعين المجردة وأن نحو 40% منهم لا يعرفون ما يكون هذا الجاكوزي.. وقد كتبت عدة مقالات في الصحف السودانية متباهيا بأنني ورئيس الجمهورية المشير عمر البشير نعيش في نفس الحي.. (الإنجاز الحقيقي الذي يدعوني للتباهي هو أن المقاول الذي يبني بيت الرئيس هو نفس المقاول الذي بنى بيتي.. واليوم بيتي مؤثث وبيت السيد الرئيس لم يصل مرحلة الطلاء!!)وبكل فخر فقد أكملت بناء بيتي بينما بيت الرئيس ما زال قيد الإنشاء.. الإنجاز الحقيقي الذي يدعوني للتباهي هو أن المقاول الذي يبني بيت الرئيس هو نفس المقاول الذي بنى بيتي.. واليوم بيتي مؤثث وبيت السيد الرئيس لم يصل مرحلة الطلاء!! وكنت قد قلت للمقاول إنني لا أريد أي حوض بانيو في بيتي بل سأكتفي بالدُش، وعند تسلمي للبيت فوجئت بأن حمام غرفة النوم الرئيسية يضم حوضا لا هو مثلث ولا هو ربع دائرة فسألته: شنو ده؟ فقال: جاكوزي، فسألته مجددا: ما هي وظيفة الجاكوزي؟ فشرع يفتح عددا من الحنفيات ورأيت الماء يتلاطم متدفقا من عدة اتجاهات والمقاول ينتظر مني كلمة تنم عن الشكر والتقدير فقلت له: ومن قال لك إنني أريد أن أتجكوز؟ أنا أستمتع بأن يأتي الماء على رأسي وجسمي من أعلى وليس أن يزغزغني من مختلف الاتجاهات؟ باختصار يا فقراء يا غلابة فالجاكوزي عبارة عن حوض بانيو تدخله المياه بشكل عشوائي مزعج ولا قيمة له من حيث النظافة بل فقط من حيث «الوجاهة»!!) وبالمقابل انظروا ماذا أعلن الرجل الفنجري الجواد بيل غيتس أغنى أغنياء العالم (70 مليار دولار) قال إنه سيترك لكل من عياله الاثنين 14 مليون دولار وبقية ثروته لمكافحة الفقر والمرض.. وغيل زفت تلك تريد ان تتفشخر وهي في قبرها بأن كلابها مدللة.. هي صنف من الأغنياء تؤكد تصرفاتهم أن نقطة النون في «أغنياء» ينبغي ان تكون من «تحت». [email protected]