أصبح الفنان حسن يوسف علامة بارزة في الأعمال الدرامية الدينية والتاريخية لما يتميز به من صدق وموضوعية ودراسة وافية للشخصية التي يقدمها وحول تجسيده للأدوار الدينية والتاريخية التي قدمها وكيفية انتقائه لأدواره وما الذي تعلمه من خلال تاريخه الفني وأمنياته كان هذا الحوار مع الفنان الكبير حسن يوسف. * ما الذي تريد أن تقوله من خلال آخر عمل مثلته وهو مسلسل (مسألة كرامة) الذي تم عرضه في رمضان الماضي؟ - في مسألة كرامة أقول إن في كل بيت مصري يوجد عبد التواب كرامة خاصة الأسرة المتوسطة فهذا الرجل الذي يشغل منصب مدير عام. والذي يشبه عبد التواب كرامة فعلا هو والدي أوجدي أو عمي ووالدي كان عبد التواب كرامة فقد واجه نفس المشاكل فوالدي كان يعمل مديرا عاما في المطابع الأميرية وراتبه يربي به سبعة أبناء وواجه مشاكل في عمله ووقف محتجا أمام المطابع وتم ايقافه عن العمل ثلاثة شهور وهذا ما جعل الدور قريبا منى فكنت أجسد شخصية عبد التواب كرامة وأتذكر ما حدث مع والدي في الحقيقة. * ما المقومات الفنية التي جذبتك في مسلسل (ابن ماجه) لتعود من خلاله للتمثيل؟ - أنا لم أعتزل التمثيل حتى أعود إليه ولكنني عاهدت الله عز وجل الا أقدم من خلال فني سوى ما ينفع الناس ويحمل رسالة جادة وهادفة للجميع استنادا لشرح الآية (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).
* هل ترى أن تطوير شكل وأسلوب وتنفيذ المسلسل الديني والتاريخي.. قد وصل إلى الشكل المطلوب؟ - أعتقد أن هناك جيلا من الممثلين والمخرجين نجح في تطوير شكل وأسلوب وتنفيذ المسلسل الديني والتاريخي في وقت نجح فيه الكتاب والمؤلفون في صياغة سيناريو وحوار المسلسلات الدينية والتاريخية بأسلوب أكثر جاذبية وتشويقا أو تملكوا دفة الإيقاع فأبدعوا فيه وأصبح إيقاعهم يشد المشاهد دون ملل. وهناك ظواهر أخرى ساعدت على نجاح المسلسل الديني منها الإقبال الكبير من زملائي النجوم والفنانين لتجسيد الأدوار المحورية في الأعمال التاريخية بفهم ووعي وإدراك بأن المسلسل الديني أو التاريخي يصلح للتعبير عن حالنا في الواقع كنموذج وقدوة لما نعيشه حاليا. * وماذا عن المسلسل التليفزيوني الديني ( الإمام النسائي) الذي قدمته منذ سنوات؟ - العمل كانت أحداثه تدور حول سيرة أحد أئمة الحديث الشريف الذين أسهموا في اثراء المكتبة الإسلامية بما قدمه من كتب منها سنن النسائي والذي تضمن الآف الأحاديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم وتضمن فقها وتشريعا وأحكاما للصلاة والصوم وغيرها.
* وبعد تاريخك الفني الطويل هل ترى أنك أعدت اكتشاف نفسك بتقديمك للأعمال الدينية؟ - اتفق معك تماما.. فقد وجدت نفسي في هذه النوعية من الأعمال والحمد لله فقد وفقني لأن أفتح لنفسي خطا جديدا في مسيرتي الفنية. * هل آن الأوان لإنتاج أعمال سينمائية تقدم كنماذج دينية مستنيرة إلى الشباب؟ - المشكلة الآن في الإنفاق المادي علي الأفلام فلا يوجد الآن من يستطيع أن يصرف الملايين على فيلم رسالة دعوية إلا الدولة وهناك أفلام دينية وتاريخية كثيرة قدمتها السينما المصرية مثل: (ظهور الإسلام) و(انتصار الإسلام) و(بلال مؤذن الرسول) و(هجرة الرسول) و(عظماء الإسلام) و(خالد بن الوليد) و(الشيماء) و(الناصر صلاح الدين) وهذه الأفلام قدمت الإسلام بشكل جيد وما زالت تعرض في جميع أنحاء العالم الإسلامي ويقبل على مشاهدتها. السوق يتطلب مثل هذه الأعمال، ولابد من مجاراة الساحة الغنائية وهذا ما عملت عليه جاهداً منذ انطلاقتي وأغنية "ويلي" لامست ذائقة الجمهور وحققت بصمة مرتبطة باسمي , أما عن خوضي الأغنية الثقيلة فلا أنكرها ولكن شاءت الظروف ظهوري بهذا العمل * ما تعليقك على غياب الأعمال الدينية عن الشاشة في الفترة الأخيرة؟ - الأعمال الدينية متوقفة منذ ثلاث سنوات من وقت مسلسل الإمام الدكتور الشيخ عبد الحليم محمود وكنت أتمنى تقديم الإمام الغزالي قالوا لي لأن الدول العربية والإسلامية والقنوات الخاصة لا ترحب بشراء مسلسلات دينية وتفضل الأعمال التي تحتوي على الرقص لكني فؤجئت بالمحطات الفضائية تشتري المسلسلات التاريخية لكن أعمالا مثل الشيخ الشعراوي أو د. عبدالحليم محمود أو ابن ماجه التي يعتبرونها مسلسلات إسلامية تتكلم عن أحكام الإسلام والشريعة فيقولون يكفي أن الناس في رمضان يصومون ويصلون ويقرأون القرآن. وفي المسلسلات التاريخية أرى أن السوريين تفوقوا علينا في هذا المجال وأتمنى أن أكون أحد أبطال هذه المسلسلات. * وماذا تمثل لك الأعمال الإسلامية التي تقدم للأسرة والطفل؟ - أنا غيور وحريص في أعمالي الفنية أن تكون نافعة ومفيدة لكل من يشاهدها وقدمت منذ سنوات من انتاجي موسوعة (السلوكيات الإنسانية في الإسلام) وشملت سلوكيات الإنسان المسلم بعباداته ومعاملاته وعلاقاته الإجتماعية وسلوكياته داخل وخارج العمل ولأني استشعرت بقيم كثيرة غائبة عن حياتنا فقد سعيت لتقديم مسلسل متميز للأطفال اسمه (جند الخير) جسدت دور معلم يتولى تدريس القيم الإسلامية والفضيلة ومباديء الدين من الكتاب والسنة. * أحب الأعمال الفنية إلى قلب الفنان حسن يوسف؟ - مسلسل (إمام الدعاة) والذي جسدت فيه شخصية الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله ومسلسل (العارف بالله) والذي جسدت فيه شخصية الإمام الراحل د. عبد الحليم محمود وأسعدني أنه حقق نجاحا كبيرا ومذهلا داخل وخارج الوطن العربي. * وهل ستقتصر كل أعمالك القادمة على الأدوار الدينية فقط؟ - إنني لن أمانع في تقديم أي دور ملتزم من خلال عمل له قيمة في المجتمع ويهدف للخير والإصلاح ويفيد كل من يشاهده. * الفنان حسين رياض له وضع مميز في مشوارك الفني.. كيف تراه؟ - قبل سفر أعضاء المسرح القومي لعرض إحدى الروايات في سوريا ولبنان والمغرب اجتمع أستاذي ومعلمي الفنان الكبير حسين رياض وأعضاء المسرح للنظر في طلب التعيينات بالمسرح القومي وكنت ضمن المتقدمين للتعيين.. وغضب حسين رياض لاكتشافه تعيين اثنين ليس لهما نشاط في المسرح لأنهما يمثلن بصلة لبعض مخرجي المسرح فاعترض - رحمه الله - على هذه المحسوبية.. وطلب تعييني قبلهما وأن يكون اسمي الأول وهدد بتقديم استقالته فتم تعييني بالمسرح القومي. * هل صحيح أن الفرصة كانت مهيأة لك للاشتراك في فيلم عالمي؟ - الفرصة جاءت من خلال فيلم ولد وبنت والشيطان الذي صور فى خمس دول أوربية، اليونان وإيطاليا وألمانيا والنمسا وفرنسا وكانت بطلة الفيلم ألمانية تدعى بريجت هاربر وقد وجهت الدعوة لي وزوجها المخرج لأكمل العمل معهما في ألمانيا. ولكني رفضت لأن السينما الألمانية لم تكن في مستوى الأمريكية أو الفرنسية أو الإيطالية واعتذرت عن الدعوة. * هل تشاهد أفلامك السابقة.. وما رأيك فيها؟ - أحيانا.. وأرى أفلامي في مجملها لا تسيء إلى تاريخي الفني. ولا أتبرأ منها وأعتبرها جزءا لا يتجزأ من كتاب حياتي. * هل كنت شقيا في طفولتك مثلما ظهرت في السينما؟ - شقاوتي في لعب كرة القدم فقط. وبالمناسبة أنا لعبت الكرة في أشبال نادي الزمالك ولولا التمثيل لأصبحت لاعبا مشهورا أيضا. * وماذا عن الانتاج في الفترة القادمة؟ - لن أفكر في الانتاج مرة أخرى، أولا لأن موضوع الانتاج المشترك ألغي وكان إلي حد ما يريح المنتج لأنه كان جهة محترمة تشارك المنتج وتتعاون معه لكن لكي أنتج عملا من البداية للنهاية فهو عمل صعب ولم أجد نفسي فيه لذلك فضلت الابتعاد عنه وأركز فقط في التمثيل والمشاركة في عمل واحد وبتركيز.