كثيرون لا يعرفون أن أول مطار تم انشاؤه بالشرقية كان موقعه بالرفيعة التى تقع شمال بلدة دارين بالقرب من الربيعية في جزيرة تاروت، هذه الحقيقة التاريخية أكدها باحثون وأثريون، مؤكدين أن المطار التاريخي لم يتبق من معالمه سوى غرفة وحيدة شاهدة على الحضارة في هذه المنطقة، مشيرين الى أن المطار كانت تهبط به طائرة كل أسبوع قادمة من البحرين وأن تهيئة الموقع سياحيا ستضيف موقعا مهما على خريطة السياحة بالمنطقة الشرقية. وطالب باحثون أثريون في المنطقة الشرقية بتدخل الهيئة العليا للسياحة والآثار، وتهيئتها للسياح، مع وضع صور ومعلومات عن المطار الذى تم انشاؤه منذ الحرب العالمية الأولى في غرفة نموذجية خاصة بالقرب منها، وعدم إهمال الغرفة الوحيدة، كما حصل مع كثير من الآثار في المنطقة الشرقية التي اختفت معالمها ولم يعد لها أثر ظاهر. تفيد مختلف الروايات بأن المطار كان عبارة عن حجرتين صغيرتين مستطيلتي الشكل متجاورتين واستخدم في إنشائهما الحجارة البحرية والطين، وتبعد هذه الغرف عن ساحل البحر 600 متر تقريباً المؤرخ والباحث علي إبراهيم الدرورة يقول : كانت آثار البرج الخشبي والمبنى موجودة من 1388ه 1970م قبل أن تزيله بلدية تاروت، وكان البرج عبارة عن عمود خشبي طويل يصل ارتفاعه الى 20 متراً ، يعلق في أعلاه فانوس كيروسين للإضاءة بواسطة حبال، في حين يظل العمود مثبتاً في قاعدة من الحجارة المجلوبة من البحر والطين المصنوع محليا، ويبين الباحث المتخصص في تاريخ الخليج العربي جلال الهارون أن مطار دارين لم يكن موجودا عام 1305ه، فقد اطلعنا على تقرير القائد العثماني نافذ باشا الذي زار القطيف وجزيرة تاروت في هذه السنة، وتحدث هذا التقرير عن أهم المواقع والمنشآت العسكرية في المنطقة في تلك السنة، فذكر - من ذلك مثلاً - قلعة دارين، وتاروت، والقطيف، والدمام، وأشار إلى وجود مستودع للفحم في رأس تنورة، وأضاف ان مطار دارين تم إنشاؤه في الفترة من (1329ه 1346ه)، لذا فنحن أمام فترة مدتها ( 17) سنة، أنشئ خلالها مطار دارين محل الدراسة، وأوضح الهارون أن الرواة المعاصرين في بلدة دارين وتاروت والقرى الأخرى المجاورة لايزالون يتذكرون الهيئة العامة لمطار الرفيعة بدارين، وكان كما تفيد مختلف الروايات عبارة عن حجرتين صغيرتين مستطيلتي الشكل متجاورتين واستخدم في إنشائهما الحجارة البحرية والطين، وتبعد هذه الغرف عن ساحل البحر 600 متر تقريباً، وينتصب قريبا من هاتين الغرفتين عمود مصنوع من الخشب يقع في الجهة الغربية من موقع الغرفتين، ويسمى هذا العمود (البنديرة)، ويقدر ارتفاعها بحوالي عشرين متراً تقريباً، وتبعد (البنديرة) عن غرفتي المطار مسافة تزيد على 100 متر تقريباً باتجاه الغرب، وأكد الهارون انه توجد غرفة أخرى وحيدة متطرفة تقع في الجهة الشمالية الغربية من موقع (البنديرة) تابعة للمطار، ولاتزال هذه الغرفة موجودة حتى الآن، وهذه الغرفة حتى وقت قريب كانت تضم عدة أجزاء من طائرة قديمة مفككة، ومخزنة، وفقا لرواية عدد من شهود العيان، لافتا الى أن مطار دارين بقي قيد الاستخدام حتى عام 1350ه. يذكر أن بلدة دارين التابعة لجزيرة تاروت في محافظة القطيف تعتبر غنية بالآثار القديمة، خاصة أنها تقع على بعد كيلو مترات قليلة من قلعة تاروت التاريخية التي تعود لنحو 500 عام قبل الميلاد.