صحيح أن مبنى القيصرية القديم قد احترق وتمت إزالته بالكامل إلا أن الروح والتاريخ والذكريات عالقة في أذهان الناس حتى بعد أن أعيد بناؤها بطريقة حاول فيها المهندسون الإبقاء على تصاميمها القديمة. زرت الهفوف مؤخرا ولأنني من عشاق تراث الاحساء وتاريخها المفعم بالأصالة، فقد مررت بالقيصرية وقصر صاهود القريب منها. لكنني تمنيت ان لم أقم بتلك الزيارة بعد أن وجدتها خالية ودكاكينها مغلقة وما هو مفتوح منها ليس له علاقة لا بالاحساء ولا بتاريخها ولا بإرثها الجميل. احد الدكاكين يبيع فيه واحد آسيوي المسابح والأقلام والكبكات والدكان الآخر مخصص لبيع الساعات اليدوية لبعض الماركات المعروفة. أما باقي الدكاكين فلا حس ولا خبر فهي مغلقة تزيد المكان وحشة وألما وحسرة على تاريخ مضى. الأمانة حاولت إعادة البناء كما كان عليه قبل الحريق، وقد نجحت في ذلك "شكلا" لكنها لم تستطع بث الروح فيه ولا إعادة الحياة له. وأظن أنها ستبقى كذلك ما لم تتحرك "العائلات" الاحسائية بالتعاون مع الغرفة التجارية والأمانة لإعادة المهن القديمة التي كانت تمارس هناك من خلال برنامج يقوم عبره رجال الأعمال بدفع مرتبات شهرية لكبار السن ليعودوا لممارسة تلك المهن من باب الحفاظ على الإرث لا من باب التجارة. وللحديث بقية. ولكم تحياتي .. [email protected]