تغيب أجساد الرجال وتبقى الذكريات، تبقى الأعمال التي تجسّد سيرة رجال جاؤوا إلى الدنيا فغيروها، فلم تعد الدنيا كما هي بعد رحيلهم، نعم رحلوا لكنهم تركوا بصمات في كل مكان حلُّوا فيه أو ارتحلوا إليه، نعم هي قامات الرجال التي عانقت السماء، وحجم الأفعال التي طالت شرق الأرض وغربها، رجال لا يكلون ولا يملون من فعل الخيرات، حتى لا تكاد أيمانهم تعرف ما تنفق شمالاتهم. نجم الثريا أنت يا سلطان... حينما نتكلم عن شخصية الأمير سلطان رحمه الله فإننا بذلك نخوض غمار بحر من المكرمات والأفعال، فلا تكاد تدخله حتى يغمرك بكرمه وجوده، نعم غاب عنا الأمير سلطان بجسده، لكنه ما زال حاضراً في كل حين، حاضراً في كل الأعمال الخيرية التي ما زالت تؤتي ثمارها كل حين، حاضراً في تلك المؤسسات الشامخة التي أسسها رحمه الله لتكون عنواناً لمحبته وعطفه وحبه للخير حتى بعد غيابه، حاضراً بتلك الابتسامة التي لا تفارقه أينما حل وكيفما كان، ألم يقل الشاعر: ليست الأخلاق تهدى أو تباع إنما الأخلاق معناها الطباع نعم هي طباعك وسجاياك الحسنة، هي مكرماتك التي لا زالت تترى وكأنك بين ظهرانينا، حتى أصبحت سلطاناً على القلوب، ليضرب بك المثل في الكرم والتواضع وحبك للخير، فرحمك الله يا سلطان الخير والمكرمات وأسكنك فسيح جنانه. عنوان للعطاء أنت يا سلطان... لم يقتصر دور سلطان الخير في عطائه في الأعمال الخيرية، بل تعداه إلى كل ما يمثل خيراً للإنسانية من مؤسسات ومراكز علمية وخدمية تفيد المجتمع وترفع من المستوى العلمي والثقافي للمجتمع السعودي، كما لم تقتصر أعماله على المحيط السعودي بل وصلت أعماله لما وراء البحار إيماناً منه بأن الخير لا يُأَيَّنُ بِأَين ولا يُكَيَّفُ بِكَيف. لم يقتصر دور سلطان الخير على عطائه في الأعمال الخيرية، بل تعداه إلى كل ما يمثل خيراً للإنسانية من مؤسسات ومراكز علمية وخدمية تفيد المجتمع وترفع من المستوى العلمي والثقافي للمجتمع السعودي مركز الأمير سلطان للعلوم والتكنولوجيا»سايتك» مثالاً... يعتبر مركز الأمير سلطان للعلوم والتكنولوجيا «سايتك» عنواناً جلياً لنظرة الأمير سلطان رحمه الله المتقدمة للمعنى الحديث لأعمال البر والخير، فالعمل الخيري لا يقتصر على بذل المال أو إنشاء المساجد فحسب، بل يتعداه إلى إنشاء المراكز البحثية والعلمية، ومنها مركز «سايتك» هذا المركز الذي أصبح معلماً مهماً من معالم المنطقة الشرقية لا بل المملكة، فكان أن قدم خدمات علمية وبحثية وساعد في التطور العلمي والإدراكي والمعرفي لدى الكثير من الناس، حتى إنه أصبح المقصد الأول والوجهة المفضلة لدى الطلاب. نهاية قولي... حين يفقد الوطن رجلاً بحجم وعطاء الأمير سلطان رحمه الله فإنه ورغم مرارة الفقد، إلا أنه ترك بصماته على كل شبر من هذا الوطن، بصمات لن ينساها المواطن السعودي، فصاحب الأيادي البيضاء ستظل عطاياه مستمرة حتى بعد غيابه، لأننا فقدنا جسد الأمير سلطان لا روحه، فقدنا ابتسامته المميزة لا قلبه الحاني العطوف.