اقتحمت ثقافة «شعراء المهايط»، بكل طقوسها وتفاصيلها وملامحها، الدراما العربية من خلال مسلسل «هوامير الصحراء» الذي يسابق الزمن لإنهاء تصوير مشاهد الجزء الثاني منه، تمهيداً لعرضه في شهر رمضان المقبل على قناة «روتانا خليجية»، إذ استعان منتج العمل وأحد مؤلفيه وأبطاله الممثل السعودي عبدالله العامر بشعراء شعبيين «مغمورين»، لتنفيذ السيناريو الذي يجسد ثقافة بعض الشعراء الشعبيين القائمة على النفاق، والمديح الرخيص، الذي يستجدي شاعره من ورائه الهبات (الشرهات)، والتقرب من ذوي النعمة والوجهاء وعلية القوم. كما يصور «هوامير الصحراء»، الأجواء التي يتكاثر فيها هذا النوع من الشعراء، والخلق الذي يتخلقون به في حضرة الأثرياء طمعاً في «الأعطية»، وهي أجواء تنتقص من قيمة الكائن فيها، وتقلل من قدرة، وتجعل منه مرتعاً للإهانات. ورفض شعراء مشهورون خوض التجربة، ليس خوفاً من الإساءة لهم، ولكن لأن المبلغ الذي عرضه المنتج (6 آلاف ريال) – عن طريق أحد مكاتب تنظيم حفلات وأمسيات الشعر - لم يكن كافياً لإسالة اللعاب، فهم يتقاضون في ليلة واحدة ثلاثة أضعاف هذا المبلغ داخل السعودية، وعشرة أضعافه أو أكثر خارجها، لذا اضطر المنتج القبول بشعراء أقل شهرة، لتنفيذ المشاهد المطلوبة، التي ستحوي شعراً كتب خصيصاً من أجل «المسلسل». ولجأ منتجون خليجيون في الأربع سنوات الأخيرة إلى تطعيم مسلسلاتهم بالشعر، عن طريق تضمين قصص مسلسلاتهم أدواراً لشعراء وشاعرات، إذ لعبت الممثلة المغربية ميساء المغربي دور شاعرة في مسلسل «أسوار 2»، فيما لعب الممثل السعودي ماجد مطرب فواز في الجزء الأول من «هوامير الصحراء» دور ثري يشتري الشعر.