يبدو أن الأمر هكذا فعلاً فكل مكان يجتمع فيه عدد كبير من العمالة الأجنبية، وبخاصة السائبة منها، يحتمل أن تحدث فيه تجاوزات عدة، من ترويج للمخدرات، وارتكاب الأفعال المشينة، والسرقة، والخداع والغش، ولكن تبقى ظاهرة ترويج المسكرات بين أفراد المجتمع، وتصنيعها، الأهم والأخطر على المجتمع بأكمله، ليس لسبب سوى أن عدد مصانع الخمور، في تزايد مستمر، والعقوبات الرادعة التي تطبق على الفاعلين، لا تردع البقية من العمالة، التي لا تفوت الفرص، لارتكاب أية أفعال، تجلب لهم أكبر قدر من المال، في أقل فترة ممكنة. مجموعة من حاويات تصنيع الخمر المصادرة (اليوم) ثقة الكثيرين ويقول محمد الحسن: «يلجأ بعض من العمالة الوافدة إلى استخدام الحيلة، لإبعاد الشبهات عنهم، خصوصاً عندما يصلون إلى أرض هذا الوطن، ويحلون في المكان الذي يريدون أن يعملوا فيه، وبعد أن يجبروا كل من حولهم على احترامهم وتقديرهم باستخدام أساليب الود والعطف، وكسب الثقة من المواطنين والارتياح لهم بدرجة كبيرة»، مضيفاً: «بعد ذلك تبدأ مهام العمل والتخطيط، لكسب الأموال، باستخدام الطرق والأسلحة الهدامة، لجني الأموال، وبمشاريع مختلفة، يجتمع على إنجاحها مجموعة من هذه العمالة»، مشيراً إلى أن هذه العمالة في أساليبها في سوق العمل «تميل إلى الشراكة والعصابات، وعقد الصفقات المربحة، ولعل تنظيم خليات وأوكار تصنيع الخمور الرخيصة التي أخذت تنتشر في الأماكن المختلفة، هي واحدة من هذه الصفقات الرابحة بالنسبة لهم، والتي يجنون منها المكاسب والأموال الكبيرة، وكل هدفهم من ذلك، الكسب وتدمير شباب هذا الوطن». وأوضح عمر الغامدي «لا أدري لماذا أشبه ما يقوم به بعض العمالة الأجنبية من مشاريع وأفعال، بعمليات نصب، تقوم بها العصابات المنظمة، ويكفي أنهم يقومون بعمليات تصنيع للخمور والمسكرات في أماكن تكون بعيدة عن الشبهات والأنظار، أو داخل أماكن تجمعات العمالة، خاصة في المزارع والورش الصناعية، وفي سكن العمال الخاص بهم، والتي سرعان ما تتحول إلى مصانع للخمور، تدار بطريقة محكمة من هذه العمالة، مستخدمين أحدث الوسائل والتقنيات من أجل زيادة الإنتاج، ومن ثم زيادة الإرباح»، مؤكداً أن «هذه العمالة تعتبر عملها الأساسي، التي استقدمت عليه، مجرد تسلية، ويبقى المكسب الحقيقي لهم، في عملية إنتاجهم لهذه الخمور، وبيعها على من يرغبون فيها وبأسعار مختلفة». ويقول سالم العتيبي: «من المهم جداً أن يكون كل مواطن لديه عمالة وافدة، غيوراً على وطنه، وحريصاً على ذلك، أن يتابع العمالة الأجنبية لديه أولاً بأول، وأن لا يكون همه إحضار العامل، يصول ويجول في أسواق العمل، وفي آخر الشهر يربح منه مبلغاً، إذ لابد أن يعلم الجميع أن هذه الأرض هي أرضه وأرض أبنائه وأحفاده، فلا بد من الحفاظ على أمن هذه البلاد، والمساهمة في البناء والعطاء، ولذلك من المهم جداً مراقبة أداء العمالة، التي يملكها كل شخص، ومعرفة كل صغيرة وكبيرة عنهم، ومتابعة أنشطتهم الأخرى، حتى وإن دعا الأمر إلى استخدام طرق مختلفة لكشفهم، حتى لا يساهموا في تكوين تلك الخليات المدمرة لشبابنا». الجهات المختصة ويكشف أحد أصحاب الورش «لاحظت انتشار الروائح الكريهة التي تنبعث وبقوة من إحدى الورش القريبة من ورشتي، إذ كانت مشبوهة السمعة، فما كان مني إلا أن قمت بالتحري ومعرفة ما يدور بداخلها، وعلى الفور أبلغت الجهات المختصة، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتم اكتشاف مصنع كبير لتصنيع الخمور، تم تجهيزه بطريقة محكمة ومتقنة، إذ تأكد وجود المواد المصنعة للخمر، من أكياس كبيرة وكثيرة للسكر والخميرة ومعطرات الجو، ومياه وأجهزة تقطير، وخزانات كبيرة جداً والبراميل، والوايتات والجالونات والسيارات الخاصة بالتوزيع والترويج، والأدهى من ذلك، استخدامهم لوسائل وتقنيات متطورة، مثل أجهزة الاتصال والكاميرات للمراقبة الخارجية، وغيرها من الأمور التي ساعدت هؤلاء العمالة على إدارة هذا المصنع الكبير». وطالب خالد السبيعي بتكثيف الرقابة والمتابعة المستمرة وتكثيف عمليات التفتيش من قبل الجهات المختصة، على أماكن العمالة الآسيوية، وقال: إن «مثل هذه الأماكن، التي تزدحم بالعمالة من ورش ومزارع وسكن، أمر مطلوب ومهم، للكشف عن هذه المؤامرات». ويرى محمد الخالدي أن «أماكن تجمع العمالة الأجنبية، تعتبر خطرة للغاية، كالورش والمزارع وغيرها، التي يوجد فيها أعداد كبيرة منهم، ومن هذا المنطلق، نحن نطالب بأهمية مراقبة ومتابعة هذه الأماكن بشكل مكثف، ومعرفة ما يدور بداخلها، ويكفي أنه تم اكتشاف الكثير من مصانع الخمور، التي تدار من طريق العمالة وتهدد أبناء وشباب هذا الوطن وتدمرهم». تلجأ عمالة أجنبية لاستخدام الحيلة، لإبعاد الشبهات عنهم، خصوصاً عندما يصلون إلى أرض هذا الوطن، ويحلون في المكان الذي يريدون أن يعملوا فيهإدمان وتخريب ويعترف الشاب «فهد.أ» أن أخاه ذهب ضحية إدمان الخمور والمسكرات بشكل دائم، . وقال: إن «هناك بيوتا مستقرة وآمنة، أصبحت ضحية هذه الخمور واستخدامها، بل أن هناك من ضحى بمستقبله وسمعته من أجل هذه المسكرات، فلماذا لا نهتم بمثل هذه الأمور، خاصة من المواطنين، الذين عليهم واجب لابد من القيام به، وهو الإبلاغ عن أي شيء يلاحظونه في أحيائهم، وترك عدم المبالاة، ولذلك لابد من التعاون مع الجهات المسئولة على كشف كل الحقائق»، مثمنا دور رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهات الأمنية. كمية من حاويات الخمور بمختلف اشكالها مصادرة من قبل الشرطة (اليوم) عمالة أجنبية تسيطر على التجارة غير المشروعة (اليوم)