أحداث رياضية متسارعة شهدتها الأيام القليلة الماضية جعلتني أطرح تساؤلات عديدة أهمها كيف تفكر أنديتنا ؟ وماهي المعايير التي تعتمد عليها في بناء قراراتها ؟ ولماذا رؤساء الأندية بالتحديد يتخذون قرارات فنية جريئة على الرغم من وجود مدربين متخصصين من المفترض أن تكون مثل تلك الصلاحيات في متناول أيديهم هم فقط ؟ وكل هذه التساؤلات جعلتني أتيقن بأن بعض رؤساء الأندية لا يزالون هم من يتخذون القرارات الفنية وهم وحدهم من يعبثون بالاستقرار الفني الذي تعيشه فرقهم . ·صفقة انتقال سعد الحارثي من النصر الى الهلال أكبر وأقرب مثال على ما ذهبت اليه في بداية المقال ، فكل المقاييس الفنية وبشهادة أهل الاختصاص من المدربين والمستشارين تؤكد بأن لاعبا مثل الحارثي لا يمكن أن يمثل ناديا يبحث عن البطولات ولا يمكن له ايضا استعادة مستواه على الأقل خلال الموسم الجاري ، وطرح فني مثل هذا يجبرنا على رسم علامات استفهام كثيرة حول إقدام الهلال على هذه الخطوة والتي بالتأكيد لم تدرس بعناية ، ولن تأت بثمارها على الفريق الأزرق . ·سبحان مغيّر الأحوال .. فالهلال الذي لا يرضى ( بانصاف اللاعبين ) تعاقد مع مهاجم النصر سعد الحارثي ليفتح الابواب على نفسه من كل جهة لتلقي الانتقادات ، فبعد فشل الادارة الهلالية في التعاقد مع الثلاثي عيسى المحياني ووليد الجيزاني وسلمان الخالدي تعيد الكرة هذه المرة ولكن بصفقة لم تخل من الإثارة و ( الأكشن ) المفتعل ، فما الذي بإمكان سعد الحارثي ان يقدمه مع الهلال ؟ ، وكيف للاعب فقد حساسيته مع الكرة ان يتطلع للمشاركة الفعالة مع فريق لا يضيع نجومه طريق المرمى ؟ اعتقد انها قمة التناقض ، وتعزيزا لفقدان الهلال قوته التعاقدية المحلية التي اشتهر بها على مدى تاريخه . ·صفقة غريبة مثل هذه تجعلنا نستعيد الماضي ونسترجع مذكراتنا القديمة ، فالنصر تعاقد مع فهد الغشيان وخطفه من الهلال فكتب اللاعب نهايته بطريقة غير لائقة بتاريخه ، ليعاد السيناريو من جديد ولكن هذه المرة على ضفاف الساحل الغربي عندما أقدم طيب الذكر منصور البلوي على خطف خالد مسعد وخالد قهوجي من الأهلي وضمهم للاتحاد ولم يستفد العميد من هاتين الصفقتين سوى تذمر الجمهور ، وخسارة مالية كبيرة لم يحسب البلوي حسابها ، ليعيد الاهلاويون المشهد مرة أخرى ويتعاقدون مع محمد الخليوي والذي كان وقتها لا يستطيع ان يجري داخل الملعب ، وكل هذه السيناريوهات أكدت وبما لا يدع مجالا للشك بان صفقات مثل هذه كانت ولا تزال غير مجدية وبالمصطلح العامي ( صفقات مضروبة ) ، واذا أحسنا الظن ولم نتطرق لمعركة ( كسر الخشوم ) فإن الهلال بحث عن التسويق الإعلاني والإعلامي من الصفقة أكثر من بحثه عن حاجته الفنية ، وخطوة مثل هذه أراها جماهيرية وتسويقية أكثر من كونها فنية . ·أما النصراويون فإن حالهم بات يرثى له بعد هذه الصفقة ، ولم يعد يعرفون ماذا يجري في ناديهم ، واحتاروا في أمرهم هل يبكون من الألم ، أم يضحكون من ( الهيسترية ) التي أصابتهم بها إدارة ناديهم ؟ .. أعتقد أنه قمة الإحباط .. ( والله يصبركم يا نصراويون على ما ابتلاكم به ) . وعلى المحبة نلتقي [email protected]