عندما كان محبو الاتحاد يخططون لجلب اللاعب الهداف ناصر الشمراني كان حينها رئيس الاتحاد السابق منصور البلوي يخطط لتنفيذ كوبري اللاعب المنتهي الصلاحية «طلال المشعل»، وعندما اقترب الاتحاديون من حسم صفقة ثاني هداف بارز في الملاعب السعودية بعد الهداف الموهوب ياسر القحطاني كان البلوي انتهى من تنفيذ الكوبري مع تقاطع التحلية عفواً مع صفقة عبدالرحمن القحطاني بأغلى صفقة إعارة كادت دكة الاحتياط أن تنهيها لولا عودته للاتفاق. لم تنجح محاولات الاتحاديين المخلصين في جلب صفقة الشمراني الصغير في السن والقادر على خدمة الاتحاد أكثر من عشر سنوات بدلاً من المشعل، الذي أفسد مخططات البناء في الأهلي، وغادر للنصر فكاد يتسبب في هبوطه، وأتى الاتحاد فضيعه من كل بطولات الموسم الماضي ومن عدد من اللاعبين الموهوبين القادمين للساحة من أبناء الاتحاد، الذين أحرقتهم صفقات رجيع الأندية (فيصل سيف، علي الشهري، المشعل، خالد مسعد، خالد قهوجي) والقائمة تطول. من المؤكد أن عضو الشرف الاتحادي المؤثر منصور البلوي استعاد الذكريات وهو يشاهد ناصر الشمراني يشق طريقه نحو النجومية ويبعثر أوراق الاتحاد في نهائي العام الماضي ونهائي هذا الموسم، ويحول البطولتين للشباب، ومن المؤكد أن البلوي تذكر من جلب شقيق الشمراني لمنزله وأغراه بأهمية الصفقة، ويتذكر حاشيته التي ترقصه بعبارات المديح وهو يوقع صفقات أو صفعات أو ينفذ كباري لفك اختناقات مدينة العشاق «الاتحاد». بعد خمسة مواسم مليئة بالصفقات الوهمية ورجيع الأندية هل اقتنع البلوي بأن صفقاته مضروبة؟ وأن البركة في أبناء النادي؟ وأن رجيع الأندية لو جمعهم في باص ومرّ بهم على كل أندية الدرجة الأولى لن يقبلوا بهم ببلاش؟ وهل اقتنع البلوي أن حبه وإخلاصه ينقصهما رأي أهل الخبرة، وأنه حان الوقت لإعطاء الخبز لخبازه ولو أكل نصفه، بدلاً من اعتماده على فلوسه وحاشيته. خسر البلوي كثيراً ودفع من جيبه الكثير ووقّع صفقات سليمة وصفعات مضروبة، ولن نحاكمه من أجل خسارة بطولة، فقد حقق الاتحاد الأهم ومسك بصولجان الموسم المحلي بعد حصوله على بطولة الدوري ومن أمام العملاق الهلال، والبلوي شريك بل مهندس هذا الإنجاز. ولن نهمش تاريخه من أجل لحظة انفعال، ولكن الصفقات أو الصفعات يجب أن تعيده إلى حضن الحقيقة المرة، ويجب أن يخلص النادي من كل الصفقات التي ورطه فيها، فكل الذين جمعهم رجيع «استكات» منتهية الصلاحية، وما على الاتحاديين المخلصين سوى إشعار البلوي بأن حبه قتل الاتحاد، وأن «الباب الذي يفوت جمل» يجب أن يكون مفتوحاً لشبان النادي فقط بدلاً من التعاقد مع لاعبين شارفوا على الاعتزال، ويجب ترك ترقيع الثقوب الفنية للأجهزة الفنية فقط، فما قدمه كالديرون من نجوم مبدعين يكفي لتغيير سياسة الصفعات والكباري التي لا «تودي ولا تجيب». [email protected]