اختتم مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني أمس اللقاء الوطني للخطاب الثقافي السعودي الرابع، والذي عقد تحت عنوان «الإصلاح والتطوير في المجتمع السعودي»، بعد أن طرح المشاركون والمشاركات فيه عددا من الأفكار والرؤى حيال مفهوم الإصلاح والتحديات التي تواجه برامج الإصلاح والتطوير في المجتمع السعودي، واستشراف مستقبلي للإصلاح والتطوير. وأوصى المشاركون في اللقاء بتشكيل لجنة تتولى صياغة رؤية وطنية، تكون مرجعاً للعمل على تحقيق الإصلاح والتطوير، وفي نهاية اللقاء أكد الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر ،أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني سيواصل عقد اللقاءات الوطنية والثقافية الخاصة بالإصلاح والتطوير في المجتمع السعودي، مشيرا إلى أن توصيات المشاركين تمحورت حول إصدار وثيقة وطنية للإصلاح والتطوير في المجتمع السعودي . وقال الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح الوهيبي: إن من التحديات التي تواجه الإصلاح، «البيروقراطية « التي ضربت أجهزة الدولة ،وتكاد تشل أي جهد إصلاحي بسبب رتابة العمل وبطء الإجراءات ، و أشار الوهيبي خلال كلمته التي ألقاها صباح أمس إلى أن بعض الأنظمة التي خرجت من مجلس الشورى لم ترَ النور منذ سنوات، ومازلنا نعيش على بعض الأنظمة القديمة ، و أضاف في مداخلته : إن «الشك» في كثير من برامج الإصلاح والنظر إليها، إنها وسيلة للنصر هو أحد التحديات ايضا ،ورأينا ذلك في بعض البلدان العربية، فهناك عدم اطمئنان لهذه البرامج ،وان الهدف والنوايا وراءها غير صافية. وقال الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي: أعتقد أننا نتخطى تلك الصعاب باعتماد الشفافية لكي يطمئن الناس، لأن المسيرة واضحة وشفافة ولأنها صادقة، مشيرا إلى وضع آليات لإشراك المواطن في مراجعة خطوات الإصلاح ونقدها من خلال مؤسسات المجتمع المدني أو أي آلية أخرى، وجعل الأمور مفتوحة واعتماد الكفاءة والأهلية عند الإسناد للمناصب للأفراد واعتماد آلية واضحة وشفافة عند التعيين للمناصب الكبيرة. وفي مداخلة للدكتور عبد الرحمن الدعجاني، أكّد من خلالها أن الإصلاح و التطوير ليس قضية، وإنما عملية مستمرة ومتواصلة، مشيرا إلى أن هناك تحديات تتعلق بالتخطيط والقضاء والتعليم والرقابة والأسرة ،لكن هناك عاملاً مشتركاً يتربع على قمة هذه التحديات وهو الضعف الأخلاقي وغياب الأمانة والحياء. وقال الدعجاني: نحن في مجتمع مسلم ،ولكل دين خُلق، وخلق الإسلام الحياء، إذا غاب الحياء والأمانة فسيقف تحدي كبير للمجتمع، فنحن لا نفتقر للأنظمة، لدينا المئات بل مجلدات من الأنظمة واللوائح والقواعد والشروط والإجراءات ،ولدينا العديد من الكوادر البشرية المؤهلة على مستوى العالم العربي من الرجال والنساء ،صُرفت عليهم بلايين الريالات، ومع ذلك لم تدفع لعملية الإصلاح والتطوير نحو المتوقع، وكذلك لدينا أطر تنظيمية لأجهزة الدولة ،ومع ذلك لم تتم هذه الهياكل في عملية الإصلاح والتطوير، كما لدينا أجهزة رقابية ،ولكن للأسف هذه الأجهزة لا تفعل بالشكل المطلوب.