قال محتجون سودانيون الإثنين إن طالبا توفي متأثرا بجروحه بعد أن ضربته بوحشية قوات أمنية أثناء فض مظاهرات محتجين استلهموا الاحتجاجات المندلعة في مصر. من احتفالات جوبا بنتائج الاستفتاء- أ ف ب و قال نشطاء أن الاحتجاجات استمرت حتى وقت متأخر من مساء الأحد في الوقت الذي تعرض فيه طلبة جامعة الخرطوم للضرب و الغازات المسيلة للدموع في بيت الطلبة حيث أصيب خمسة على الأقل بينما نزل شبان إلى الشوارع. و ذكر شهود عيان أن الشرطة و قوات الأمن طوقت الجامعات في الخرطوم و مدنا أخرى الإثنين. وكتب النشطاء في صفحة "شباب من أجل التغيير" على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الإنترنت : أنت شهيدنا يا محمد عبد الرحمن . و هناك أكثر من 16 ألف عضو في هذه الصفحة التي تدعو إلى حل حكومة الرئيس عمر حسن البشير. وأبلغ ياسر عرمان المسؤول البارز بالحركة الشعبية لتحرير السودان وهي الحزب الرئيسي في جنوب السودان رويترز أن مصادر طبية أكدت للحركة أن الطالب توفي متأثرا بجروحه. الانفصال وفي شان الانفصال لم تجد نتائج الاستفتاء الأولية التي رجحت انفصال جنوب السودان اهتماما كبيرا في الشارع الشمالي، حيث سادت فيه حالة من عدم المبالاة لدى الشماليين الذين اهتموا أكثر بأنباء الاحتجاجات المتفرقة في الخرطوم و غيرها من المدن. و أكد نائب رئيس مفوضية الاستفتاء تشان ريك مادوت أن النتائج الكاملة ستعلن مطلع فبراير بعد إحصاء أصوات الجنوبيين في شمال السودان، و ثماني دول خارجية هي كينيا و إثيوبيا و كندا و بريطانيا و الولاياتالمتحدة الأميركية و أستراليا و مصر و أوغندا. وأكد الصحفي عادل مهدي أن نتيجة الاستفتاء لم تكن مفاجئة له ، مستذكرا خطابات رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت التي كانت تحمل في طياتها فكرة الانفصال، و تحرّض الجنوبيين عليه. و أكد أن أغلب قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان دعت بدورها شعب الجنوب إلى الانفصال، بداية بالقيادي باقان أموم. والأمر الأهم هو طرح القادة الجنوبيين لمقترحاتهم قبل إعلان نتيجة الانفصال مثل الجنسية المزدوجة، و حرية الانتقال مما كان مؤشرًا على وقوع الانفصال، و بالتالي أصبح الشمال مهيئاً نفسيا لاستقبال هذه النتيجة. كارثة الانفصال من جهته أكد الباحث والمحلل في الشأن السوداني صلاح عبد الحفيظ ل "الجزيرة" أن النتيجة كانت متوقعة لأنصار فريقي الوحدة والانفصال وللمراقبين للشأن السوداني منذ نهاية 2009 حين اتفقت حكومة الجنوب مع ثلاث شركات ضخمة من ضمنها شركة طيران، وشركة اقتصادية لطباعة العملة، وشركة أميركية خاصة بالإنشاءات والطرق. واتضحت المسألة أكثر بعد تصريحات قادة الحركة الشعبية ورئيس حكومة الجنوب الذي طرح اختيار الجنوبيين في الاستفتاء بين العيش مواطنين من الدرجة الأولى في دولة تحترمهم، وبقائهم مواطنين مهمشين من الدرجة الثانية في الشمال. خريطة طريق من جانبه قال الباحث محجوب عثمان "من خلال مراقبتي لكافة مراحل الاستفتاء لاحظت حشد الدعم من الحركة الشعبية التي أوصلت فكرة الاستقلال و الانعتاق من نير الشمال". و أكد أنه " لم يفاجأ بالنتيجة التي أعلنتها المفوضية اليوم أو التي ستعلنها كنتائج نهائية، مشيرًا إلى أنه من المبالغة وصول النسبة إلى 99.6%، مما يعني أن الجنوبيين بقياداتهم في الشمال صوتوا للانفصال، و كانوا يظهرون خلاف ما يبطنون لشريكهم المؤتمر الوطني " . و اعتبر محجوب أن نوايا الانفصال ليست وليدة اليوم بقدر ما هي خريطة طريق انتهجتها الحركة الشعبية و كانت من شروطها التفاوضية مع الأحزاب السودانية في مؤتمر أسمرا 1995.