هرول قلمي دونما هدف .. هكذا أخذني في الطريق دون أن يحدد محطة بعينها .. استسلمت لهرولته التي أخذت في التسارع .. حسبته سيقف في محطة النصر .. لكنه همس في أذني قائلا "كفاية حزن وألم .. فالدموع لم تجف من نائبات كثيرة حلت بهذا الفارس"..!! لم اقتنع بهمسه بعد ثلاثية الهلال .. لكنني سرت معه "مجبرا أخاك لا بطل" ..!! مضى وقت طويل .. وأنا وقلمي في صراع التوقف عند محطة الفكرة .. قررت أن أمكث في محطة الخليج المذبوح من الوريد إلى الوريد آسيويا في كرة اليد .. لكن قلمي أبعدني عن هذه المحطة .. واقترح التأجيل .. لما فيها من ضرب تحت الحزام .. لأناس غاصوا في العقد النفسية حتى أشفق الجميع عليهم .. ولأناس آخرين كانوا بعد مواجهة الجيش القطري .. يتفاخرون بأنهم من انتشل يد الخليج من القاع للقمة .. وبعد 48 ساعة نسوا كل ما تحدثوا به وتغنوا عليه .. ورموا الحجر في حضن الإدارة .. لذا قررت التأجيل وليس الإلغاء .. !! لم أعرف سر هرولة القلم .. وإصراره على عدم التوقف في المحطتين السابقتين "النصر والخليج" .. إلا عندما فرش لي على الورقة البيضاء سجادة برتقالية داخل خريطة قارة آسيا .. فاستجبت لرغبته الملحة للمكوث في محطة "الأملح" ..!! نعم .. تحتلني تلك اللحظة التي يتراقص فيها الأملح آسيويا .. لم لا وهو يلعب بقلبه وليس بيده .. اليأس ليس موجودا في قاموسه .. كل واحد من أبناء مضر ينسب الإنجاز للآخر .. لم أشعر ولو للحظة .. ان الرئيس أو المدرب أو الإداري أو النجم أو قائد الفريق أو اللاعب ينسب الإنجاز لفئته ومجموعته .. كل مجموعة تقدم الأخرى على نفسها بأنها العامل الأول في الإنجاز .. وهذا الإيثار - لعمري - هو السبب الرئيس فيما وصلت إليه يد مضر .. وهذا الإيثار درس بكل ما تحمله الكلمة من معنى لأولئك المتصارعين والمتناحرين والمتسابقين ليكونوا في القمة .. وهم لم يقدموا لأنديتهم إلا الدسائس والغش والابتزاز ..!! نعم .. هذه هي الحقيقة .. بعطر الإيثار .. يتنفس أبناء القديح .. وبالبراءة وطيبة أهل القرى اغتسلوا .. وبالنية الصافية تعاهدوا .. نعم .. هذه هي الحقيقة .. بعطر الإيثار .. يتنفس أبناء القديح .. وبالبراءة وطيبة أهل القرى اغتسلوا .. وبالنية الصافية تعاهدوا .. وبملح التعب صالوا وجالوا .. وحققوا ما عجزت عنه أندية كبيرة تملك المال والإمكانات ..!! الحرف يتوهج .. وهو يسير في طريق إنجازاتهم وإبداعاتهم .. والكلمات تنساب في حضرة إصرارهم وتصميمهم على تخطي الصعاب .. والمفردة تغرد .. كما هي "ديوك" قريتهم مع خيوط الفجر .. لقد أخذوا من سر قريتهم ..نبراسا يضيء دربهم مهما حل الظلام في بعض محطاته .. هكذا قالوا لنا بعد ظلمة التعادل مع فولاذ .. وشمعة الأمل التي لم تطفأ أبان الخسارة من السد اللبناني في الدور الأول ..!! في عيدك يا مضر بالإنجاز الآسيوي .. يجف الحبر على شفتي الورق .. فنخل قريتك الشامخ يعانق السحاب .. حصاده هذا الموسم ثمرة من ذهب .. سيبقى على ذاكرة الأيام .. بومض الفخر والاعتزاز .. لن تطمسه السنون .. ولن يسقطه الريح .. وهو متدل فوق النخيل الباسقات .. !! لك الله يا مضر .. هزمت كلمة المستحيل في قاموس "فقراء الكرة".. وكتبت رسائل الوله والهيام لمعشوقتك .. وفتحت دربا جديدا لأصحاب الدخل المحدود .. فأنت الذي مسحت كلمة اليأس من طريقهم .. وفجرت إبداعاتهم .. وكبرت طموحاتهم .. لم لا وأنت سيد آسيا بمال معدوم .. وإمكانات قليلة .. وطموحات عريضة !! صوت الوتر الصادح من الهول واليامال الصادر من حناجر جماهيركم أيها المضراويون .. يحمل رائحة اللوز والتوت التي تحتضنهما أرضكم .. يا سبحان الله حتى تراب أرضكم لا يحمل إلا الفاكهة ذات المغزى الذي ينهل منه حب العطاء .. ليكون في متناول الجميع .. الصغير والكبير .. والغني والفقير ..!! تكبر بك الأحلام يا مضر .. ويكبر في حضرتك الإنجاز .. وعلى جبين الساعة تدق بنبرة المنتصر إلى جانب عقاربها .. وتلف معها في إزاحة كل أنواع المثبطات .. لكن المهم في هذا الدوران .. ان دقتك في التخطيط .. توازي دقة عقارب الساعة السويسرية ..!! مضر لقد أصبحت نبضا يجلس على عرش الألغاز .. ينبثق من مرآتك دفء الشمس في برد قارص .. وضوء القمر في ليل حالك .. فلم تعد "العين بصيرة واليد قصيرة" تنطبق على فقراء الكرة .. ولم يعد "المال عصب كل شيء" صحيحا في حضرة إنجازك .. لقد غيرت باللقب الآسيوي مفاهيم كثيرة في الحياة والرياضة .. أليس كذلك .. أيها الأملح .. ؟! مضر .. لم أتعود ترف البوح .. إلا في الأصفرين .. أحدهما قريب منك .. والثاني يقطن في العاصمة .. لكنني مجبر أمام ابداعك .. ان أمارس هذا البوح معك .. والفرق بينك وبينهما .. أنك عزف فرائحي .. لا تحب المكوث في محطة الحزن .. أما الأصفران فهما في قفص الألم والأسى منذ سنوات .. وما زالا حبيسي العزف المنفرد الرومانسي الذي يعيش في وهم كبير اسمه "كان زمان في اليد والقدم" ..!