لن أدعي بان لدي الحل الشافي لقضية حوادث المرور التي يذهب ضحيتها عدد من بناتنا الطالبات وأخواتنا المعلمات كل عام. ولا ازعم بأنني الوحيد من بين الناس ممن يغلي الدم في عروقهم حزنا وقهرا وألما بعد كل حادث تزهق فيه أرواح وتسيل فيه دماء طاهرة ويزيد جراءه عدد الضحايا وتتضاعف معه المآسي والأحزان. لكنني كأي مواطن اشعر بما يشعر به إخواني المواطنون من ألم وحسرة. هذه المجازر كانت تتكرر كل عام فإذا بها تتكرر كل أسبوع، وبدلا من تقليص أعداد الضحايا إذا بها تتضاعف، فهل يستطيع أي مسئول في التربية أو النقل أو المرور أو امن الطرق أن يخبرنا أو يشيع لنا سرا قد يضع حلولا أو يقترح توصيات للتعامل مع هذا الملف؟! لم اسمع عن أي اجتماع عقد أو توصية اتخذت أو خطوة نفذت منذ أن وعينا على هذه الأحداث الموجعة وحتى هذه اللحظة. فماذا عسانا نسمي ذلك غير التبلد والاستهتار!! وسائل نقل الطالبات والمعلمات سيئة وخطيرة والطرق لا تتوافر فيها أدنى شروط السلامة المرورية وقيادة تتسم باللامبالاة بأرواح الناس دون أن يجد المستهترون من يعاقبهم، ناهيك عن توزيع جغرافي غير متكافئ للمعاهد والكليات. مسلسل الموت سيستمر طالما بقيت هذه الأسباب. ولكم تحياتي [email protected]