اطلعت على الخبر الذي بثته قناة «العربية» على موقعها حول تربّع أثرياء السعودية على قائمة أثرى أثرياء منطقة الشرق الأوسط خلال العام الحالي.. مع إيماني الكامل بأن الرزّاق يقسّم الرزق لعباده ويقدر.. ويعزُّ من يشاء ويذل من يشاء ويرزق بغير حساب.. والله الكريم الرحيم يعطي الدنيا للمؤمن والكافر.. ويبقى ان كل نفس بما كسبت رهينة.. والحقيقة أن حجم المبالغ والأموال والأرصدة والحسابات التي طرحت قد تفوق كل تخيل، وتتعدّى كل متوقع لدى البعض، ولكن من يتابع المشهد المالي والاقتصادي والتجاري الحاصل في بلادنا يعلم أن تلك الأرقام ضئيلة جداً.. فتجارنا بارعون في جمع الأموال ورفع أرصدتهم وجادون في المنافسة فيما بينهم على احتلال المراكز الأولى.. فهم يتنافسون كما لو كان هناك (دوري زين للمتخمين).. ولكل غني الحق في (نفخ) ثروته ولكن ليس له الحق في ان يكسب بطرقٍ جشعة او بأساليب ملتوية أو بإغراءات ملوثة. تلك القوائم تذكّرنا بأحوال الفقر وتعطينا دلالة مهمة على أن تنمية الوطن وسدّ حاجات الفقراء فيه تحتاج إلى هؤلاء الأثرياء ولا يقع على عاتق الدولة وحدها علاج الفقر بل هو جهد ودور ينسجم مع مسؤولية الأغنياء وبذلهم وإضافتهم للوطن والمواطن فتخيّلوا تلك المبالغ لو اخرجت زكواتهم بانتظام وحق.لا اعلم حقاً هل نفرح بهذه الأخبار وبتلك الأرقام أم نبكي عليها!!.. وهل نفخر بها أم (نُخفض) رؤوسنا!! وهل تذكّرنا تلك القوائم بفقرائنا أم تلهينا بأغنيائنا.. الواقع مرّ دوماً .. فنحن نتفوّق فيما يجلب لنا (الأسى والانزعاج) حيث نعلم وقتها أن انتفاخ قوائم الأثرياء بأثريائنا وأثرياء العرب الآخرين يعني مزيداً من الفقراء.. بل إن وجود غني واحد ثمنه وجود الآلاف الفقراء. حتى الفقراء للأسف لا توجد لهم قائمة ولا يصنّفون أو يوضعون في تسلسل أو إحصائيات بل إن التعامل معهم بالكمية والنسب.. بالطبع فهم الأكثر والأكثف في العالم. وهم لا يُحصى لهم عدد ولا يبلغ لهم رقم، فتزايدهم أضعافاً مضاعفة. وحظهم تعيس فليس لهم ذكر ولا أخبار، ولا توجد شركات فخمة تهتم بإحصائياتهم وتكاثرهم بطريقة أنيقة، فلا نجد إلا (جمعيات الفقر العالمية) ترهق مسامعنا بنسب الفقراء في عالمنا واحتياجاتهم بينما في الجانب الآخر نرى تلك الجهات المالية والاقتصادية اللامعة بأرقام وأرصدة الأغنياء وتحرص على تتبع كل زيادة أو نقصان. ختام القول: تلك القوائم تذكّرنا بأحوال الفقر وتعطينا دلالة مهمة على أن تنمية الوطن وسدّ حاجات الفقراء فيه تحتاج إلى هؤلاء الأثرياء ولا يقع على عاتق الدولة وحدها علاج الفقر بل هو جهد ودور ينسجم مع مسؤولية الأغنياء وبذلهم وإضافتهم للوطن والمواطن فتخيّلوا تلك المبالغ لو اخرجت زكواتهم بانتظام وحق، وتبصّروا لو تم ايجاد مشاريع تنموية اهتمت بالفقراء وتوظيفهم، وتصوّروا لو ساهم هؤلاء الأغنياء (بفتافيت) من أرصدهم لصالح صندوق الفقر، وفكّروا كما ستنشط الجمعيات الخيرية بمسانداتهم .. اموالهم حقوق لهم ولكن لنتذكر أن صناعة ثرواتهم بدأت من جيوب الفقراء والمحتاجين والمواطنين البسطاء أساساً وما أرباح الشركات إلا دليل واضح على نشاط تجاري هائل يُدار في بلادنا متعدّياً كل الخطوط والحدود تبدأ برفع الأسعار وتنتهي بخفض قيمة الأسهم. نتأمل أن نهتم لاحقاً بانخفاض نسب الفقراء بدلاً من ارتفاع نسب الأغنياء. [email protected]