“ما شاء الله!” نشرت “ويلث إكس” وهي شركة سنغافورية متخصصة في المعلومات والتفاصيل المختلفة عن توزيع الثروة في أنحاء العالم، تقريراً عن الأثرياء في بلادي، وقالت إن “ألفاً و225 ثرياً سعودياً يمتلكون ثروة قدرها (851) بليون ريال أي (227) بليون دولار”، اللهم لا حسد! وجود هذا الغنى الفاحش لا يتناغم تماماً مع المعدلات العالية لأناس يعيشون في الدرك الأسفل من الفقر في واقع مؤلم دون مبالغة أو تجميل. والحديث هنا عن الفقر والغنى يقود لحديث آخر، لا عن فوائض الميزانيات الترليونية معاذ الله، فأنا دون أدنى شك طيب ومسالم جداً وأصدق الحكومة، وليس عندي مشكلات مع أحد. لكن كل ذلك لن يمنعني من السؤال عن زكاة تلك الأموال، حيث لو عدنا بحسبة بسيطة إلى أصدقائنا الأثرياء الذين يملكون (227) مليار دولار لوجدنا أن زكاتهم (21 مليار ريال وعليها فتافيت!)، ولو تحدثنا عن الأراضي البيضاء التي أكد الكاتب المتخصص في صحيفة “الاقتصادية” محمد العمران، أن زكاتها لو أخرجت ستبلغ رقماً فلكياً يتراوح بين الأربعين والخمسين ترليون ريال! لكم أن تتخيلوا بعد ذلك أن إيراد مصلحة الزكاة والدخل في عام 1431ه بلغ (16.1) مليار ريال فقط، بينما بلغ (16.5) مليار ريال في العام الذي يليه، وهي أرقام أقل من المستحق بكثير. ويقول مدير عام المصلحة في أحد تصريحاته إن البقالات والحلاقين يشكلون أغلبية دافعي الزكاة والضريبة! الحديث ذو شجون، ومن لا يتحرك ضميره يحركه القانون، ونحن ندور ونتوه في حلقة مفرغة!