أنا أعرف أن أمانة مدينة الدمام حنونة ورقيقة وتخاف كثيرا على مشاعر الآخرين ولمن يخالفني هذا الرأي أرجو أن يقرأ معي هذا الخبر الذي نشرته جريدة «اليوم» في عددها أمس الأحد : ضبط مراقبون صحيون في أمانة المنطقة الشرقية مطعما شهيرا ( لم يذكر اسمه خوفا على مشاعر صاحبه الرقيقة ) في مجمع تجاري بالظهران ( لم يحدد خوفا على مشاعر أصحابه ) أثناء استخدامه مواد غذائية فاسدة ومنتهية الصلاحية في تصنيع وجباته المباعة بأعداد كبيرة لزوار المجمع من مواطنين ومقيمين ( وهنا أقف احتراما للإجراء الصارم الذي اتخذته الأمانة ). فقد وجهوا له إنذارا نهائيا ( يعني سبق أن صادوه وأنذروه من قبل !! ) لصاحب المطعم ( برضه حريصين على مشاعره من أن يجرحها ذكر اسمه ) لتلافي المخالفات التي رصدتها الفرق الصحية أو إغلاقه في حالة عدم تصحيح وضعه ( لا أعرف كيف سيصحح وضعه !! عنده مواد غذائية تالفة الواجب أن تصادرها الأمانة وتتلفها !!) ويستمر مسلسل الحنيّة عندما يوضح مصدر مسؤول ل «اليوم» أن المراقبين الصحيين ضبطوا الأسبوع الماضي، إضافة للمواد الفاسدة داخل المطعم عددا من الأواني التي تستخدم للطبخ بطريقة غير صالحة للاستخدام الآدمي، مشيرا الى إيقافهم أربعة من العمالة الأجنبية التي تمارس مهنة الطبخ دون حصولها على شهادات صحية !! ما ذنب الذين تعاملوا مع هذا المطعم وأكلوا من أطعمته الفاسدة وقدموها لأطفالهم ؟ ما ذنب الذين سيتعاملون معه ريثما ( يصحح وضعه ). هل بقيت مخالفة في الدنيا لم يرتكبها صاحب هذا المطعم ؟؟ وبالتأكيد لا يمكن أن يقول أحدهم : لم يكن يقصد، فكل فعل من هذه الأفعال لا يصدر إلا عن سابق إصرار وترصد. ما ذنب الذين تعاملوا مع هذا المطعم وأكلوا من أطعمته الفاسدة وقدموها لأطفالهم ؟ ما ذنب الذين سيتعاملون معه ريثما ( يصحح وضعه ) ؟ ليس هناك أكثر جرما من غش الناس في طعامهم أو دوائهم. هل يكفي أن يوجه لمثل هذا إنذار ؟؟ في نظري أن اللوم لا يقع عليه، فبالتأكيد من يمارس هذا العمل سبق ان وضع ضميره في ثلاجة تخزين الأطعمة الفاسدة في مطعمه، لكن اللوم يقع على من وجه لهذه المطاعم الإنذارات في المرة الأولى والتالية والإنذار النهائي !! اللوم يقع على من حجب اسم المطعم واسم صاحب المطعم !! اللوم على من لم يغلق المطعم نهائيا !! ألم أقل لكم : إنها الحنية والخوف على مشاعر الآخرين !! [email protected]