عندما نقول ان موسم حج هذا العام هو موسم ناجح بكل المقاييس واننا نجحنا في ادارة اكبر تجمّع بشري على وجه الارض.. فماذا يعني هذا؟؟ قبل ان أجيب عن هذا السؤال دعوني اسرد حقيقة مهمة، لكنها قد تكون غائبة لدى البعض وهي ان الحج موسم يتكرّر سنوياً يفد فيه ما يقرب من مليونين ونصف المليون حاج إلى مدينتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة فيرتفع سكان المدينتين في فترة تزيد او تنقص عن الشهر الى ما يزيد على 4 ملايين في مكةالمكرمة و3 ملايين في المدينةالمنورة، ألا يعني هذا ان مسؤولية أجهزة الدولة السعودية تتعاظم وإمكاناتها تستنفر، فبعد ان كانت تقدّم خدماتها المتعدّدة لعدد معروف ومحدود من سكان المدينتين، تجد نفسها فجأة - في زمن قصير جداً - وقد ارتفع العدد الى اكثر من الضعف مُحتماً عليها توفير جميع الامور الحياتية (ماء وغذاء وعلاج ومواصلات وامن) بشكل حضاري يتناسب مع ما وصلت اليه مملكتنا من التقدّم الحضاري وعلى مستوى يليق بمقام المسلمين الذين يفدون الى بلادنا من مختلف بلدان العالم ليس هذا فحسب بل ان دولتنا في سباق مستمر بمشاريعها التي لا تتوقف لتجعل المشاعر المقدّسة تواكب التقدُّم المدني في اكثر دول العالم تقدُّماً وتسخّر الأفكار الخلاقة في مشاريعها للتغلب على بعض الاشكالات. الإنسان الذي نذر نفسه لخدمة ضيوف الرحمن ونسمع باسمه ونراه في وسائل الاعلام منذ صغرنا وما زال الى الآن يقوم شخصياً بخدمة ومتابعة شؤون الحجيج بلا كلل او ملل، فهو صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا.لقد كانت العرب قديماً تتفاخر بخدمتها لحجاج البيت العتيق.. فلقد أخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة وابن عساكر عن أنس قال: قعد العباس وشيبة يفتخران، العباس يقول: أنا أشرف منك، أنا عم النبي «صلى الله عليه وسلم»، وصنو أبيه، وساقي الحجيج، ويقول شيبة: أنا أشرف، أنا أمين الله على بيته وخازنه، فهلا ائتمنك كما ائتمنني، فاطلع عليهما علي، رضي الله عنه، فأخبراه بما قالا، فقل علي «رضي الله عنه»: أنا أشرف منكما، أنا أول من آمن وهاجر، فانطلقوا ثلاثتهم إلى النبي «صلى الله عليه وسلم»، فأخبروه، فما أجابهم بشيء، فنزل عليه الوحي بعد أيام، فأرسل إليهم، فقرأ عليهم الآية في سورة التوبة: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} خدمة ضيوف الرحمن شرف لا يماثله شرف، حظيت به مملكتنا الغالية، ويكفينا ان نفخر نحن ابناء هذه المملكة امام اشقائنا من المسلمين بأن قائدنا وملكنا يسمّى بخادم الحرمين الشريفين وهو شرفٌ ليس بعده شرف وهو اسم على مسمّى، فملكنا وولاة امورنا يقومون شخصياً بالاشراف على امور الحجيج ويُفرغون انفسهم أثناء موسم الحج ليكونوا في مكةالمكرمة جنباً الى جنب مع العاملين في خدمة ضيوف الرحمن. اما الانسان الذي نذر نفسه لخدمة ضيوف الرحمن ونسمع باسمه ونراه في وسائل الاعلام منذ صغرنا وما زال الى الآن يقوم شخصياً بخدمة ومتابعة شئون الحجيج بلا كلل او ملل فهو صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا وهو الانسان الذي يبتغي بعمله وجه الله، ولا ينتظر جائزة ولا شكراً من احد، فهو يملك من خير الله ما يشاء، لكن ابتغاء المثوبة من المولى «عز وجل» والمسؤولية والشرف الذي اسند اليه بخدمة ضيوف الرحمن هو الدافع له باستمرار العطاء . لقد تابعت الحفل السنوي الذي اقامه خادم الحرمين الشريفين لرؤساء بعثات الحج والشخصيات الاسلامية التي ادت فريضة حج هذا العام في القصر الملكي بمِنى واناب «سلمه الله» ولي عهده الامين ورئيس لجنة الحج العليا صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز لحضور الحفل نيابة عنه.. ولقد لاحظ كل من شاهد هذا الحفل تواضع سموه الكريم وتبسّطه مع الحضور، بل انه كان يتحدّث ويسأل كل من صافحه من الضيوف حتى شعر كل واحد منهم وكأنما هذا الحفل كان لتكريمه شخصياً بسبب حُسِن معاملة الامير النبيل لهم، ولو كان الامر بيدي لجعلت هذا الحفل تكريماً لسموه «سلمه الله وأطال في عمره»؛ لأنه المستحق وبجدارة لهذا التكريم، فهو رُبان سفينة الحج، وله الفضل بعد المولى «عز وجل» في نجاح موسم حج هذا العام والمواسم السابقة.. فمن يُثلج صُدورنا بتكريم هذا الرجل؟؟؟. ولا يفوتني في هذا المقام ان اشكر جميع من خدم الحجيج واقدّر لهم ما قاموا به من عمل جليل، فبينما نحن في بيوتنا ومع اهالينا نفرح ونستمتع بالعيد، نجدهم واقفين يواصلون الليل بالنهار لخدمة ضيوف الرحمن لإنجاح موسم الحج، وأدعوا من هذا المنبر الاعلامي جميع وزراء دولتنا ومديري ورؤساء مؤسساتنا ان يأمروا بإقامة حفل سنوي بسيط في كل جهاز شارك منسوبوه بالحج في كل منطقة من مناطق المملكة توزع فيه شهادات الشكر والتقدير لكل من خدم ضيوف الرحمن وان يحتفي المديرون بمن خدم الحجيج كاحتفاء صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز آل سعود برؤساء بعثات وشخصيات الحج. [email protected]