الدكتور يوسف الجبر لم يكن يؤمن بفكرة أنَّ السلف الصالح قد كفانا مؤونةَ كلِّ شيء ويجب أن نتوقف عند عطاءاته، وإنما كان إيمانه بأنَّ النهائيّ لا يمكن أن يحكم في اللانهائي وما دامت الحياة مستمرَّة فيجب أن يكون الوعي هو دائما صانع المستقبل. كان طموحُهُ الأكبر أن تكون الأندية الأدبية في كلّ مناطق المملكة محطاتٍ لتوليد المشاريع الحضارية الكبرى التي يمكن من خلالها إعادة تشكيل الوعي الاجتماعي الذي ما زال يُدار بعقليَّة (الأعراب).. كان طموحُهُ أن يُعيد إنتاج الإنسان الأحسائي في المصانع الثقافية المسماة مجازا: أنديةً أدبية.. تحيةَ إجلالٍ للدكتور يوسف الجبر المثقف الطليعيّ الواقف أبداً على نافذة الأفكار الجديدة لاستقبال كل خاطرةٍ مبدعة.. تحية إجلال لهذا الرجل الذي تعايشنا على عرش قلبه الكبير سنواتٍ عديدة وما انفكَّ يزرع داخلنا عاطفة الورد.. تحيَّة إجلال لهذا المحبِّ الذي علَّمنا أنَّهُ لا يمكن ترسيمُ الحدود بين القلوب العاشقة كان طموحُهُ أن يطردَ الروح الشريرة من جسد الحياة.. كان طموحُهُ وكان طموحُهُ... ولكنَّهُ دفعَ ضريبةَ هذه الطموحات عبر السقوط في بئر المكابدات، إلا أنَّهُ مع كلِّ مكابدةٍ كان يأخذ دورةً دراسيَّةً في الأمل.. الأمل الذي جعلهُ أكثر إصرارا على مواصلة مشاويره الخضراء حتَّى رضيَ الواجبُ عنه. وها هو الآن يتركُ لنا نسيمَ ذكرياته لتهوية الأروقة في مقرِّ النادي ويعلِّق في قاعة الاجتماعات مصباحَ حكمته كي يضيء لنا القاعةَ والآراءَ في الاجتماعات القادمة. وسوف يبقى الرنينُ المتواصل لخطواته وهو يسعى من اجتماع إلى اجتماع ويهرول من مهرجان إلى مهرجان.. سوف يبقى هذا الرنين يعلِّق أجراسَهُ في ذاكرتنا كلَّما استدرجتنا الراحةُ إلى مخادعها الأثيرة. تحيةَ إجلالٍ للدكتور يوسف الجبر المثقف الطليعيّ الواقف أبداً على نافذة الأفكار الجديدة لاستقبال كل خاطرةٍ مبدعة.. تحية إجلال لهذا الرجل الذي تعايشنا على عرش قلبه الكبير سنواتٍ عديدة وما انفكَّ يزرع داخلنا عاطفة الورد.. تحيَّة إجلال لهذا المحبِّ الذي علَّمنا أنَّهُ لا يمكن ترسيمُ الحدود بين القلوب العاشقة حيث تنفتح المساحات على بعضها وتتوحَّد في مساحة واحدة بحجم العشق كلِّه.. تحيَّة إجلال لهذا الأحسائيِّ الأصيل الذي يأبى أن تكون الأحساء نقطةً تائهة على كرَّاسة الجغرافيا، وإنما بقعةً فردوسية أناخت على خارطة الأرض وتجذَّرت فيها وأصبحت بوصلةً تشير باتجاه الحبِّ والإنسانية.