ظلت القيادات السعودية على امتداد التاريخ المعاصر تلعب دورا محوريا في تحقيق الأمن والسلام العالميين، وذلك لا يأتي إلا بعد استقرار الأوضاع في بلادها التي لم تشهد ما يعكر صفو الأمن إلا لفترات قليلة تم حسمها بصورة نموذجية أصبحت مثالا ومبدأ في التعاطي مع أي حالات إرهابية، وقد قدمت المملكة في هذا الصدد نموذجها العالمي بعد استضافة المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب وتم اعتماد الصيغة السعودية في ذلك، وذلك بالطبع كفيل بأن يضع القيادة السعودية في مرتبة مقدرة من الاحترام، فقيادات بلادنا لها حضورها الدولي الواسع في المجالات كافة السياسية منها والدبلوماسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والعلمية والفكرية. اليوم لا نشيع وحدنا فقيد الإنسانية الأمير سلطان بن عبد العزيز وإنما العالم كله معنا يبكي سلطان ويدمع لفقده، فللراحل نفوذه المؤثر في وجدان العالم الذي عمل بجد واجتهاد من أجل أمنه وسلامه والمساهمة الفاعلة في تضميد جراحاته والتعامل مع متاعبه البشرية والطبيعية، فقد كان رحمه الله متقدما كل مبادرة لإغاثة الملهوفين والمنكوبين في كل أنحاء العالم لا يفرق بين أديانهم أو أعراقهم فقد كانت إنسانيته كبيرة لتغطي كل فقير ومسكين ومحتاج. اليوم لا نشيع وحدنا فقيد الإنسانية الأمير سلطان بن عبد العزيز وإنما العالم كله معنا يبكي سلطان ويدمع لفقده، فللراحل نفوذه المؤثر في وجدان العالم الذي عمل بجد واجتهاد من أجل أمنه وسلامه والمساهمة الفاعلة في تضميد جراحاته والتعامل مع متاعبه البشرية والطبيعية، رحل سلطان الخير الذي بذل كل ما في وسعه من أجل تطوير قدرات وطنه ومواطنيه وتحقيق نمط الحياة المرفهة، وإننا لنشهد أنه بلغ جهده حتى أعياه المرض من أجل أن يقوم بواجباته على الوجه الأكمل من أجل راحة وأمن واستقرار بني وطنه والامتداد بخيره الى أمته العربية والإسلامية، بل والبشرية أجمعها، فهو نموذج قيادي من سلالة قيادات ظلت وفية ومخلصة لشبعها في ملحمة بدأت قوية واستمرت بذات القوة تستمد طاقتها ووهجها من الحب الصادق والإخلاص الكبير لبناء وطن يتطور وينمو بتكاتف الجهود بذات الأسس التي قامت عليها ملحمة البناء والتأسيس. كان سلطان الخير رحمه الله محبا لوطنه ومواطنيه، ترتسم على وجهه ابتسامته التي تفتح أبواب الأمل لكل من يراه، وظل طوال حياته باذلا للخير ولا يتوقف عطاؤه حتى وهو على سرير المرض ضاربا أروع أمثلة الفداء والتضحية من أجل الوطن، وكان جميع كلماته ومواقفه يعزز اللحمة الوطنية، مؤكدا على الدوام أن الدولة تسعى إلى تطوير شامل للمجتمع كله مع ضرورة مراعاة مدى تقبل المجتمع وتأهيله لذلك، وقال في ذلك : إنه لن يتم القفز على واقع المجتمع لكن سيتم بالحوار خدمة مصالح ومتطلبات أمتنا، وكان يرى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مثلما هو رائد بارع في صيانة وحدة مجتمعه وصيانة مكاسبه هو رائد أسس تجذيرا رائعا لفكرة تخاطب المجتمع مع ذاته من خلال الحوار بين مختلف الأفكار والتوجهات والمطالب, كل ذلك يأتي عبر الحوار الوطني وهو تكريس للوحدة الوطنية. لقد كان للأمير سلطان رحمه الله دوره الكبير في تعضيد تلك الوحدة وطبقها على أرض الواقع بإخلاصه لمليكه ومساندته في إدارة أمور الدولة بصورة نموذجية كانت وستظل مثالا في إعانة القائد، فقد كان نعم السند والعضد وتجلّى ذلك في الوصول بالمملكة الى هذا الموقع العالمي الرائد، فقصة الملحمة التاريخية وعبقرية القيادة السعودية نجني ثمارها في هذا الصعود التنموي القياسي الذي ينظره العالم بانبهار ، حيث تواصل بلادنا نموها في مناخ وبيئة مستقرة رغم الظروف الإقليمية والدولية المتقلبة التي تحيط بنا، والوصول بالتنمية الى شواطئ الأمان دليل على حكمة وذكاء القيادة وصدقها فيما تفعله وتقوم به. ونحن نودع سلطان بن عبد العزيز، الإنسان الرمز والقيادة المحنكة، لا نملك إلا الدعاء لله سبحانه وتعالى أن يوسع عليه بقدر ما وسع على عباد الله في مشارق الأرض ومغاربها، وأن يجعل مسكنه في الجنة نظير ما صدق في أمانته وولايته على أمر وطنه ومواطنيه وما قدمه من خير وبر وإحسان، إنه نعم المولى ونعم النصير بعد رحيل رجل كان يحمل عبئا ثقيلا وأمانة عظيمة. [email protected]