اختتمت فعاليات منتدى المرأة الاقتصادي الذي أقيم خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين بالدمام تحت شعار "المرأة شريك في التنمية" وبرعاية حرم أمير المنطقة الشرقية الأميرة جواهر بنت نايف بن عبد العزيز، بمشاركة الأميرة لولوة الفيصل، والشيخة الدكتورة حصة سعد العبد الله السالم الصباح. ولاقى المنتدى نجاحاً كبيراً من خلال الجلسات التي اشتمل عليها، حيث خرج بعدة توصيات من أهمها ضرورة تشجيع المرأة على الاستثمار، وتوظيف المدخرات والودائع النسائية بالبنوك والمصارف في مشروعات اقتصادية تسهم في زيادة معدلات النمو وتطوير الاقتصاد ودعم المشروعات الاقتصادية لسيدات الأعمال، وتقديم التسهيلات على نحو يساعدها على إنتاج فرص العمل والوظائف للسيدات والفتيات. كما حث المنتدى المؤسسات والصناديق التمويلية الحكومية والأهلية على دعم المشاريع الاقتصادية للمرأة، وتقديم كل التسهيلات الممكنة. وطالب المنتدى بالعمل على إعلاء ثقافة تقدير المرأة، وإشاعة هذه الثقافة في كافة مؤسسات المجتمع، انطلاقا من المكانة المتميزة للمرأة في الإسلام، وتعزيزاً لدورها في خدمة مجتمعها. كما دعا إلى دراسة تقديم حوافز مادية ومعنوية تشجع المشروعات الاقتصادية النسائية على إنتاج فرص العمل المناسبة للسيدات. وجمعت المشاركات في منتدى المرأة الاقتصادي بين آلية إشراك المرأة في التنمية وضرورة تفعيل دورها في صنع القرار بشكل يدفع عجلة الاقتصاد الوطني بشكل عام في نهاية المطاف. «إن تطوير الأعمال يحتاج الى أن يبني صاحب العمل مهارات القائد الإداري في ذاته لتكون بنظم جودة صحيحة وواقعية». وأبرزت الأميرة نورة بنت محمد بن سعود آل سعود، أسباب الفقر وكيفية التخلص منه وأوصت بحلول لتعدي مشكلة الفقر من خلال دمج قضايا المرأة في الاستراتيجيات الوطنية المعنية بتخفيف حدة الفقر، وإطلاق حملات لمحو الأمية، وزيادة فرص العمل المتاحة للمرأة، ومنح القروض للمزارعات وصاحبات المشاريع الصغيرة، وكشفت سموها عن نسبة قروض (حرفتي) من خلال مشاريع متنوعة فقد بلغ عدد المقترضات 110 وبلغ متوسط حجم القروض النشطة 415525 ريالا، وأشارت إلى أن جهود التمكين للمرأة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية، تراكمية ولن تتوقف، وتشابكية أيضا، لافتة سموها إلى أنه قبل أيام انعقد الاجتماع الأول للحملة الوطنية للأسر المنتجة وحماية التراث السعودي، التي ستركز ، وبشراكة 16 جهة حكومية، في التوعية بأهمية المحافظة على التراث وتوريثه للأجيال ولتطوير منظومة مستدامة للحفاظ على التراث ودعم الأسر المنتجة وتستمر الحملة للعام المقبل. وأكدت سارة بالعبيد مسؤولة خدمة المجتمع ببنك الرياض أن فعاليات المنتدى تميزت بمناقشتها لأهم القضايا الاقتصادية المتعلقة بمساهمة المرأة في مجال الأعمال. كما أنها عززت وجود المرأة السعودية في المحافل الاقتصادية، مؤكدة أن الجلسات الخمس التي عقدها المنتدى لاقت نجاحاً كبيراً تكشفه التوصيات التي خرجت بها. وأكدت مديرة قسم تطوير المنشآت في شركة نسما القابضة روابي صالح التركي أن أكثر من 300 صاحبة عمل في المدن الثلاث الرئيسة (الرياضجدةالشرقية ) بالمملكة تواجههن مجموعة تحديات تعيق من النمو المستقبلي لمشاريعهن معظمها في الأنظمة والقوانين، لكن توجد عقبات أخرى كالحصول على التمويل وغياب الخدمات الداعمة للنمو، مثل استخدام التقنية الحديثة لتسويق منتجات وخدمات مشاريعهن، كذلك الحاجة إلى الالتحاق بدورات تدريبية في الإدارة المالية وإدارة الأعمال. وأشارت التركي إلى دور مراكز سيدات الأعمال بالقول : "إنني أرى أن من أهم أدوار هذه المراكز أو الجمعيات وهي من الأدوار التي تقوم بها حاليا العمل على إزالة العقبات القانونية والتنظيمية التي تواجه المرأة السعودية ورؤيتي جمعيات سيدات الأعمال أن توسع من نطاق عملها لتشمل الوطن بأكمله، بالاضافة الى ان وجود 28 غرفة تجارية بالمملكة من الممكن أن تكون المدن الثلاث الرئيسة (جدة، الرياض، الشرقية) "المطبخ" لباقي المراكز وأن تنظر إلى التجارب الدولية والمحلية الناجحة وتطوير برامج فعالة تستهدف الفئات المختارة، وبإمكان جمعيات سيدات الأعمال أن تكون حلقات الوصل والتنسيق بين جميع هذه البرامج بالتعاون مع الجمعيات النسائية القائمة التي تواصل جهودها الخيرية والتنموية. وطالبت عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية سميرة الصويغ بتعزيز دور المرأة في الشركات العائلية وتنظيم العلاقة بين الشركة والأسرة، والأهم هو تفعيل حوكمة الشركات العائلية من خلال تعزيز الشفافية واستحداث برامج تمكين المرأة في الشركة العائلية تسهم في تدريبها وتمكينها لتولي مناصب قيادية بها.