أطلت علينا يوم الاثنين الموافق 5/11/1432ه رأس الفتنة من قرية العوامية توقظها أيد خفية , وتحركها عقول خبيثة , ولغت في دماء شعوبها , فما ارتوت منها , ولكن تعطشها للدماء وحقدها الدفين الذي يسري في عروقها , دفعها إلى أن تنفث سموم عداوتها , خارج ذاتها , موقدة نيران الفتن, وسرت حمى الفتنة إلى هذه الفئة ولكن رجال أمننا الأشاوس, حصن وطننا الحصين , ودرعه المتين, وسياجه المكين, كانت لها بالمرصاد فوأدتها وهي في مهدها, ورئب الصدع , والتأم الشمل , وعاد مجتمعنا متماسكا , فتحطمت على صخرة صموده كل سهام الفتن والعداوة ورد الله هذه الفئة الحاقدة بغيظها لم تحقق هدفها , ما حدث في العوامية نسجت خيوطه أيد أجنبية حاقدة يتنزى الشر من رؤوسها , هدفها تقويض دعائم هذا البلد الآمن , وهدم صرح حضارتنا ومنبع خيراتنا , بل هو حرب على الإسلام وأهله كما قال مفتي المملكة أيده الله. السعودية قابلت الإساءة بالإحسان في مواطن كثيرة , والشر بالخير تأسياً برسولنا صلى الله عليه وسلم , وثقة بأن الله معنا وهو ناصرنا وأملاً في أن تظل جبهتنا الداخلية متماسكة يسودها الحب والأمان , لقد بني هذا الوطن على قواعد التوحيد أرساها الملك عبدالعزيز وسقاها أبناؤه من بعده , إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله. العلماء امتطوا صهوة الكلمة في هذه المحنة فدعوا إلى تحكيم العقول ورص الصفوف, والالتفات إلى أعداء الوطن والمواطن ويستحضرني في هذا المقام قول سمو أميرنا أمير المنطقة الشرقية محمد بن فهد حفظه الله أن هذه الدولة تبني ولا تهدم ..الخ,. فما أن سمع بالحادث المؤلم حتى هب هو وسمو نائبه الأمير جلوي بن عبدالعزيز وسمو الأمير محمد بن نايف حفظهم الله ورعاهم لزيارة المصابين من رجال الأمن والمواطنين لتضميد الجراح واستئصال شأفة الفتنة ليصبح مجتمعنا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا. ومما تجدر الإشارة إليه هو أن العلماء قد امتطوا صهوة الكلمة وأدلوا بدلائهم في هذه المحنة فدعوا إلى تحكيم العقول ورص الصفوف, والالتفات إلى أعداء الوطن والمواطن .