كلنا يعلم ما تعرضت له الحدود الجنوبية لوطننا الغالي من جماعات الحوثيين المسلحة فتصدت لهم صقورنا وجنودنا البواسل حيث استطاعوا إفشال محاولاتهم للتسلل إلى أرض الوطن أو الاعتداء عليه. وواصلت القوات المسلحة السعودية عملياتها العسكرية على الشريط الحدودي بكل بسالة و شجاعة الأبطال، فقد خاضوا أرض المعركة و ميدان الشرف للدفاع عن دينهم ووطنهم وشعبهم ضد العناصر المخربة و ذلك بتوجيهات ودعم من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين – حفظهما الله- لحماية بلاد الحرمين لتبقى أرضنا شريفة مقدسة و لضرب من أراد المساس بديننا وأرضنا وأمننا بيدٍ من حديد. إنهم الأسود التي استنكرت العبث بأمن البلاد و هم الذين أفهموا الأعداء عملياً أنه عندما يتعدى على أراضينا فهناك من يأدبهم و يصد كل معتدٍ و يدافع بكل بسالة ليكونوا الشوكة في حلق من يجرأ على شبر من أراضينا. فقواتنا بحمد الله على أهبة الاستعداد لتجسيد الوفاء لولاة أمورنا و لحماة وطننا، وقد جاء اليوم الذي ادخرتهم الدولة من أجله، تساوى لديهم الموت و الحياة فداء للوطن، ننام وهم ساهرون في أرض القتال، رجال امتشقوا سيف الفداء وامتطوا صهوة العطاء في يومهم الأغر يقفون على الثغور صامدين، رجال ناداهم الواجب فلبوا النداء واستنهض هممهم الوطن فلم يتوانوا حيث كانوا كما أمّل فيهم المليك والشعب و الوطن فطوبى لهم... و لقد كان أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بصرف مليون ريال لكل أسرة من أسر الشهداء المشاركين في الاشتباكات بين القوات المسلحة السعودية ضد المتسللين لأراضي الوطن مع منحهم ترقية لرتبة عسكرية أعلى وكذلك توظيف أبنائهم أو إخوانهم في القطاعات العسكرية، لمسة وفاء و أمر كريم من رجل كريم ، يكرم فيه- حفظه الله - الجندي حيا وميتا و ليست مستغربة عليه، فقد عودنا على لمساته الحانية على شعبه في السلم قبل الحرب، وأبطالنا في الجنوب يستحقون ذلك من والدهم الحاني و هي لفتة سامية تضيف للشهداء معاني أكبر للشرف والتضحية والفداء من أجل الوطن وأوسمة لايضاهيها أي وسام أو تكريم آخر، فالموت دفاعا عن الوطن شرف لا يساويه أي شرف آخر، والجنة مثواهم بإذن الله ، قال تعالى ((إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدًا عليه حقًا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)). و تؤكد هذه الفترة التي يمر بها وطننا الغالي أننا وطن واحد و مصير واحد وشعب واحد ، و يد واحدة ملتفوون حول قيادتنا الرشيدة. فها نحن اليوم نرى صورا مشرفة وأروع الأمثلة لتلاحم الشعب السعودي للدفاع عن الوطن وذلك من خلال ماطالعتنا به الصحف من تكاتف الوزارات والهيئات الحكومية والمؤسسات الخيرية والمواطنين لحماية النازحين وإيوائهم وتوزيع ملابس العيد على أطفالهم، كما سجّل عدد من السائقين الوطنيين من مالكي شاحنات النقل الصغيرة والكبيرة موقفاً وطنياً رائعا ًحيث أبدى عدد منهم استعداده التام وغير المشروط بتقديم شاحناتهم لنقل المؤن والمساعدات التي تقدمها الدولة - أيدها الله -. دعاء اللهم احفظ قادتنا وولاة أمورنا ووفقهم لكل خير، اللهم احفظ بلاد الحرمين من كل باغٍ و حاقد واحمها من كل سوء و مكروه، اللهم أدم علينا الأمن و الأمان، اللهم كن عوناً ونصيراً لجنودنا البواسل ، اللهم الق الرعب في قلوب أعدائنا و زلزل الأرض من تحت أقدامهم وانصرنا عليهم يا كريم. اللهم آمين * عميدة كلية العلوم جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن