في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء الماضي تلقت غرفة العمليات بإدارة الدفاع المدني بالشرقية أكثر من 2000 اتصال من مواطنين ومقيمين يفيدون بانتشار غازات خانقة اتضح أنها ناتجة عن تسرب غازي الهيدروجين والنيتروجين من أحد المصانع بالصناعية الأولى بالدمام, وهي كما ورد في الخبر عبارة عن مادة تسمى "الأيبوكسي" وقامت أجهزة الرصد بتحليل عينات من الهواء التي كشفت عن انتشار هذه الغازات في الأجواء وعملت فرق الطوارئ المتخصصة في المواد الخطرة والكشف عن الغازات بإجراء مسح شامل على مدينة الدمام. تلك بداية خبر تكتمل فصوله بالوقوف على حقائق الأمن والسلامة في المصانع ذات الصفة الخطيرة، وذلك يفتح الباب مشرعا لكثير من علامات الاستفهام حول نظم السلامة المتبعة وما إذا كانت ذات جدوى أو جودة، وما إذا كانت هناك صيانة دورية تتم، وهل تواكب نظم السلامة المعايير الدولية أم أن الأمر يخضع للمجاملة في التفتيش والعمل الروتيني بالتأكد من وجود طفايات الحريق من عدمها ويوقع تقرير سلامة بناء على ذلك، والأهم من كل ذلك هو السؤال الكبير ( هل لدى تلك المصانع أو المدينة الصناعية مستشار أمني ليشعرهم بالخطر قبل وقوعه ؟؟ ) . إدارة الدفاع المدني رغم جهودها الكبيرة التي تبذلها في تحقيق الأمن والسلامة، ليست وحدها المسئولة عن السلامة، بل إن السلامة مسئولية الجميع وعلى المدن الصناعية والمصانع تعيين مستشارين في الأمن في أسرع وقت لتكتمل منظومة العمل في مجال الأمن والسلامة. إن تسرب الغاز وصل إلى بعض الأحياء بشرق الدمام وهي: حي عبد الله فؤاد، حي الناصرية، مدينة العمال، حي الصفا، حي بترومين، وحي إسكان الدمام والحرس الوطني ما أدى إلى تعليق الدراسة في تلك الأحياء. كما علقت جامعة الدمام الدراسة في جامعاتها وكلياتها بحاضرة الدمام اليوم نتيجة هذا التسرب، وتلك إجراءات وقائية ضرورية ومطلوبة في مثل هذه الحالات، كان يمكن ألا نلجأ اليها لو اتبعت الإجراءات بصورة صحيحة واحترافية، ومعدل الخطر كبير للغاية خاصة ممن يعانون أي أمراض، وكذلك الأمر بالنسبة للأطفال الذين يمكن أن نفقدهم لأن هذا المصنع أو تلك المنشأة لم تلتزم بمعايير السلامة سواء بسبب الاسترخاء أو التهاون. إن انتشار تلك المادة في الجو يسبب ضررا كبيرا على مرضى الربو ومن يعانون أمراض الحساسية، لذلك فإنه بمجرد التشغيل يبقى الخطر قائما وهو ما يتناسب طرديا مع تطبيق وتفعيل نظم السلامة في أي لحظة على مدار اليوم، لأن هذه الصناعات الخطرة تتطلب بروتوكولات وقائية وأمنية مباشرة وسريعة وفاعلة، إما ذاك أو تتوقف لأنه في حال حدوث كارثة لا قدر الله فإن النتائج ستكون وخيمة ويدفع ثمنها سكان الأحياء المجاورة، لذلك نأمل أن يصر الدفاع المدني على المطالبة بنقل المصانع التي تستخدم الكيماويات من المدينة الصناعبة الأولى التي أصبحت اليوم في وسط الدمام وبين الأحياء السكنية. [email protected]