لم تكن هزيمة الفتح بتلك المفاجأة القوية للمقربين من البيت النصراوي كونهم يدركون حجم الأخطاء التي تقع بها الإدارة بل وتكابر وتصر انها تقوم بعمل ناجح وبحاجة للصبر الذي مل انتظاره من قبل عشاق العالمي، الذي اعلن الكثيرون منهم تعليق ارتباطهم بالنصر حتى إشعار آخر، فقد وصفوا ناديهم بالميت سريرياً كونه لم يستطع طوال العقد الماضي الإفاقة من غيبوبته على الرغم من تعاقب المدربين واللاعبين، لكن الضلع الثابت الذي لا يتحرك بات هو المسئول الأول لكل مايحدث لفريق صارع في يوم من الأيام عمالقة أندية العالم، ونال ثناء الكثير من النقاد العالميين بعد مشاركته في أول بطولة عالمية للأندية. النصر وجد الجفاء من ابنائه وربما ان اكثر الجحود جاء من لاعبين قدم لهم النصر الملايين وفي مقدمتهم محمد السهلاوي وخالد الزيلعي وعبدالرحمن القحطاني، ولم يقدموا أي جديد له، وايقن عشاق الشمس بان تلك الصفقات باتت صفعات على وجه كل نصراوي، بعد ان تأكد بأن هذا الثلاثي لا يملك الولاء والاخلاص للقميص الاصفر الذي كان مطمعا لنجوم الكرة السعودية قبل ان يأتي أنصاف اللاعبين لحرق دمهم، وباتوا يدركون بان العمل الاداري هو المتسبب فيما حدث، ولولا المجاملة والمحاباة الزائدة لما وصلت المجموعة الحالية للتعالي على كيان كبير مثل النصر. لغة الحسم مفقودة وما يحسب على إدارة النصر الحالية عدم استطاعتها حسم الامور بشكل سريع كما هو حال الاخرين، فقضية الكويتي بدر المطوع أخذت وقتاً طويلاً واللاعب يماطل في العودة حتى جاءت ساعة الحسم التي أدهشت النصراويين بعدم قدرة إدارة ناديهم على اكمال عقد اللاعبين الاجانب كما هو حال نجران والفيصلي الاندية التي لا تملك أي راع رسمي كما هو حال النصر الذي توازي ميزانيته لسنة واحدة ميزانية تلك الأندية لثلاث سنوات. الأمر الآخر استمرار سعد الحارثي مع الفريق برغم دخوله الستة اشهر، فهل كانت الادارة تنتظر تكرم احد الشرفيين في تقديم مبلغ تجديد اللاعب، كما هو الحال لصفقات اللاعبين الاخرين، اما انها لم تستطع اتخاذ القرار خشية غضب جمهور الحارثي الذي اندثر في السنتين الاخريين كما هو حال مستواه الفني، المصارحة يجب ان تكون حاضرة والكيان لا يتوقف على احد، والحارثي لن يأتي بجديد طالما استمر على انضباطيته في التدريبات، وعدم قدرته على اعادة التوهج الفني لنفسه. التعاقدات والنكبات بعد ان مر النصر بموسم اقل ما يقال عنه بانه ضعيف في استحقاقات الموسم الماضي، ادرك النصراويون واولهم ادارتهم بانهم اخطأوا في جلب اللاعبين الاجانب، وللاسف هذا السيناريو تكرر في هذا الموسم ايضاً، وسيستمر لسنوات مقبلة طالما ان المتصرف الوحيد في النادي هو المخول بانهاء كافة الصفقات، واللافت ان صفقات النصر في اللاعبين الاجانب توازي لاعبي الاندية الكبيرة الاخرى مادياً ولكن لا توازيهم فنياً وهذا مايدهش النصراويين. حقيقة جلب العنصر الاجنبي الذي اشتهر النصر بنجاحه في انتداب ابرزهم مثل الجزائري موسى صايب والعاجي يوسف فوفانا والبوليفي خوليو سيزار والالباني حسين زميجاني وغيرهم من الذين كانوا ياتون بأقل الأثمان ويقدمون اجمل المستويات الفنية، وينالون الدرجة الكاملة في التقييم في نهاية الموسم. الناشئون والتكريم المفقود حقق فريق الناشئين في نادي النصر بطولة الدوري الممتاز العام الماضي باداء فني مبهر، وبنتائج قياسية لم يسبق ان حققها أي فريق في السنوات الخمس الماضية، وانتظر صغار العالمي فرحة التكريم وحصاد جهد الموسم، لكن الوعود ذهبت ادراج الرياح، وبدأ الموسم الجديد واللاعبون يأملون بان يتذكر مسيرو النادي بان لديهم ابطالا صنعوا المجد لفريقهم لكن الآمال ربما تطول حتى تستفيق الإدارة من سباتها، أو تضطر لتقديم احدى دفعات الشريك الاستراتيجي لأجل تكريم اللاعبين الصغار. وسار الفريق الاولمبي على نفس تخبطات الفريق الاول، فالفريق استطاع هزيمة البطل ذهاباً واياباً في الموسم الذي لم ينجح فيه الحصول على البطولة او حتى الوصافة، وتكرار الحال في هذا الموسم بفضل المدرب العالمي الن قويدو، فلم يستطع الفريق تجاوز الرائد وسقط امام الاهلي برباعية وكسب التعاون بشق الانفس، والغريب ان المتابع للفريق الاولمبي يجد ان التخبطات الفنية حضرت وبقوة كما هي في الفريق الاول، وتوظيف اللاعبين بعيد كل البعد عن منهجيات كرة القدم الحديثة.