استطاع ثلاثة شعراء مخضرمين تحويل الحلقة الرابعة من البث المباشر لمسابقة «شاعر الملك»، لملحمة وطنية حواراً وحماساً إلى جانب صرامة لجنة التحكيم في مناقشة صفات الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي نسجها الشعراء المشاركون في الحلقة في مضامين قصائدهم. وأبدع الشاعر حبيب العازمي بابتكار أوبريت حواري بين خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي، ليشدو به الفنان الشاب عباس إبراهيم ما بين مخاطبة الجمهور وشخصية الملك عبدالله من خلال الكلمات الموجّهة للشعب والمبثة على شاشة العرض للمسرح. ورافق الفنان عباس عند غنائه الأوبريت فرقة بيشة المكونة من 25 شخصاً قدموا أربعة نماذج لعرضة (الرايح) الشهيرة في محافظة بيشة. فيما ألهب الشاعر العريق مساعد الرشيدي الحماس في نفوس الجمهور والمشاهدين بحضوره الشعري المسرحي، قائلاً: قصيدة مطعمة بالسياسة وحكمة القائد وبذله للوطن والأمة، مما دفع الجمهور للتصفيق بحرارة مع كل بيت شعر يلقيه من قصيدته السياسية الوطنية الدينية. غمر اللون الأخضر «الوطني» الحلقة الرابعة من البث المباشر لمسابقة «شاعر الملك»، عندما ارتدى كل شاعر مشارك في الحلقة وشاح علم المملكة على عنقه وزيّنه بصورتي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.. من جانبه، أضفى الأمير الشاعر خالد بن سلمان آل سعود، سمة الوقار والحب الصادق لشخصية خادم الحرمين الشريفين، من خلال قصيدة وطنية كشفت عن الاعتزاز والتلاحم بين الشعب والقيادة. وكانت لجنة التحكيم حازمة في نقدها لقصائد الشعراء المشاركين في الحلقة، ولم يتمكّن منهم سوى اثنين لينضما إلى قائمة ال 16 المرشحة للتأهل للجولة الثانية من المرحلة النهائية وهم فيصل حامد السواط الذي تصدّر الحلقة ب 90.66 درجة من مائة، فيما حل بعده زميله محمد سعد الهجلة ب 89.33 درجة، أما بقية المتسابقين فلم يتمكنوا من دخول القائمة، ودرجات تقييمهم من لجنة التحكيم ما بين 84.33 إلى 88.33 درجة. وكشفت أعضاء اللجنة بشكل عام عن قراءات فاحصة ودقيقة في التراكيب الشعرية للقصائد ولياقتها لمقام الممدوح وتناسب التعبير مع ما تتمتع به شخصية الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأن عددا من الشعراء لديهم الموهبة الشعرية العالية ويتوقعون لهم مستقبلاً شعرياً ناجحاً. وغمر اللون الأخضر «الوطني» الحلقة الرابعة من البث المباشر لمسابقة «شاعر الملك»، عندما ارتدى كل شاعر مشارك في الحلقة وشاح علم المملكة على عنقه وزيَّنه بصورتي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. وكان للجمهور حضور تفاعلي يتناسب مع ذكرى اليوم الوطني 81، ميّزه مشاركة الطفلة ذات التسعة الأعوام مها منصور الشمري، لتكون أول طفلة تحضر لمسرح المسابقة. الطفلة لم تكف عن التلويح بعلم الوطن وحمل صورة الملك عبدالله وهي تتدثر ثوباً أخضر مزيناً بصور خادم الحرمين الشريفين، ولسان حالها يقول إنها سفيرة الأجيال المقبلة في ضرب أنصع صور الوفاء والمحبة لقائد الأمة ومليكها المحبوب حتى بين أطفالها. وحصل كل من الشعراء المشاركين في الحلقة على تقييم لجنة التحكيم ليكون ترتيبهم كالآتي: فيصل حامد السواط 90.66، لافي ضيف الله المطيري 88.33، متعب فارس بن طواله 85.66، متعب مبارك العنزي 86.33، متعب نصار الشراري 87.66، محمد حسين بن فجيجه اليامي 85.33، محمد رافع عبدالله الدحيمي 87.33، محمد سعد الهجلة 89.33، محمد ضيف الله زايد الحارثي 85.00، ومبروكة المنصوري 84.33. وعبّر الأمير خالد بن سلمان آل سعود أثناء وجوده على خشبة المسرح عن اعتزازه بالمسابقة والمتنافسين فيها، قائلاً: «سعدنا بسماع النخبة من الشعراء الذي أتحفونا شعرياً بما كنا نريد قوله لقائدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وما يجد له أصداء في قلب كل مواطن». من جهته، وصف الشاعر مساعد الرشيدي مسابقة شاعر الملك ب (العمل الملحمي) المكتمل من جميع جوانبه قائلا: «أستطيع أن أشبّه المسابقة بالمهرجان الوطني ويدل على حسٍّ وطني عال استمد من وحي قدوم خادم الحرمين الشريفين متعافياً من رحلته العلاجية». وأكد الرشيدي الذي تجلى كعادته في نص شعري عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن جميع الشعراء المشاركين في المسابقة فائزون، مشيداً في الوقت نفسه بدعم رجل الأعمال مسعد بن سمار الذي جمع الشعراء في ملحمة يتبارزون فيها ويعبّرون فيها عن صادق مشاعرهم تجاه الوطن، وأن المسابقة تنطلق من أهداف سامية قامت من أجلها. وقال: «يجب أن نبتعد عن السلبيات ونقف مع مبدأ المسابقة التي نجحت قبل أن تنطلق من جميع النواحي من التنظيم والنقل الإعلامي والحضور الجماهيري وكل الترتيبات الخاصة بها». وحث الرشيدي الشعراء المشاركين على بذل العطاء واستغلال الفرصة التي نالوها من أجل إثبات أنفسهم، كما طالبهم بفرض هويتهم وبصمتهم الخاصة وحثهم على تجاوز جيله (جيل الثمانينات) وأن يظهروا بشكل يعبّر عن تطلعات جيلهم الحالي. من جانبه، أكد الفنان عباس إبراهيم أن مشاركته في مسابقة «شاعر الملك» هي وسام فخر واعتزاز على صدره كون المسابقة تحمل اسم شخصية لها مكانتها وثقلها السياسي في جميع العالم، واصفاً المسابقة بأنها حدث كبير جداً ومسماها أعطاها بُعداً ومضموناً مختلفاً عن غيرها من المسابقات. وقال: «أبهرني تفاعل الجمهور والتنظيم، وحسن الاستقبال من القائمين على المسابقة التي أتمنى أن تستمر ولا تتوقف، وأحث جميع الشعراء على تقديم أفضل ما لديهم». وأوضح عباس أنه كان مستمتعاً بأداء الأوبريت من دون موسيقى مؤكداً أنها التجربة الأولى بالنسبة له ويعتقد أنه نجح فيها بتوفيق الله متمنياً أن يكرر التجربة في عمل وطني آخر. وبنهاية الحلقة الماضية اكتمل عقد نحو 40 من المشاركين في هذه الجولة من المرحلة النهائية، ويتبقي نحو 10 متسابقين للحلقة الخامسة التي ستكون الأسبوع المقبل، ومن ثم تحسم قائمة ال 16 المتأهلين للجولة الثانية من المرحلة النهائية ليتم توزيعهم بواقع ثمانية شعراء لكل حلقة، ثم المتأهلين للجولة الأخيرة من المسابقة لتحديد «شاعر الملك». الجمهور كعادته كان كثيفاً في قاعة الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ونال عشرة منهم، جوائز الحضور التي تبلغ خمسة آلاف ريال لكل حاضر، بعد أن تم في نهاية الحلقة السحب الكترونياً على تذاكر الجمهور.