لقد منّ الله على هذه البلاد الغالية بأن وحدها تحت راية التوحيد بقيادة الوالد القائد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله قبل 81 سنة. استطاع الملك عبدالعزيز برؤيته الثاقبة وحكمته وإصراره أن يكسب ثقة رجال القبائل وغيرهم ليشاركوه في توحيد أرجاء البلاد لتصبح المملكة العربية السعودية. وكانت نظرة الملك عبدالعزيز بعيدة حينما طلب من الولاياتالمتحدة مساعدته في التنقيب عن النفط لأنه يريد أن تكون دولته الفتية ذات قوة اقتصادية وشأن دولي كبير في العالم. استعان الملك عبدالعزيز بالخبرات الأجنبية وحافظ على القيم الدينية والاجتماعية لأمته لينشئ دولة عظيمة فوق الرمال. وقد اهتم الملك عبدالعزيز بالمواصلات، خاصة بين العاصمة ومصادر الحياة الاقتصادية في دولته الفتية، وذلك حسب الإمكانيات المالية المتاحة. ولم يتجاهل مقومات الدولة الحديثة في التعليم والصحة والأمن والشئون الاجتماعية وغيرها، حيث وجّه المسئولين بإنشاء المؤسسات المدنية في هذه الشئون. اليوم الوطني للمملكة ذكرى عظيمة تربط السعوديين بموحدهم وباني دولتهم الحديثة، بل يعد ترسيخاً للمواطنة وربط الحاضر بالماضي، فلا تاريخ لمن لا يقدرون ماضيهم ويحترمونه ويستذكرونه. الخلاصة أن قيام المملكة في هذه البقعة الصحراوية من العالم معجزة كبيرة فوق رمال متحركة، ولولا الله ثم حكمة وذكاء وحنكة وشجاعة الملك عبدالعزيز ما تحققت وحدة بلادنا الغالية. ويستلهم السعوديون في هذا اليوم المجيد ماضيهم وما واجهه موحد هذا الكيان العظيم من تحديات ليصلوا إلى ما وصلوا إليه من مكانة دولية بين دول العالم. وقد وصف كثير من مشاهير المؤرخين السياسيين قيام المملكة بأنه معجزة فوق الرمال لأن دولة قامت في منطقة جغرافية كبيرة بأقل ما يمكن من الموارد المالية في صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا حياة تذكر، فقد تقاطر المؤرخون من الشرق والغرب لتدوين إنجازات الملك عبدالعزيز لأنه متميز عن غيره من قادة العالم حتى يومنا هذا. كتبوا ما يغني المكتبات العالمية عن حكمته وذكائه الفطري وسياسته وشجاعته وعدله وشهامته وكرمه وقربه من عقل وقلب كل سعودي، بل أعجب بشخصيته العرب والعجم سواء من المسلمين أو غيرهم لأنه استطاع توحيد القبائل في كيان واحد وموحد أصبح له شأن عظيم. واليوم تلعب المملكة العربية السعودية أدواراً بارزةً ومؤثرة ومتميزة في السياسة والاقتصاد والسلام العالمي، فقد ساهمت إيجاباً في إيجاد الحلول المناسبة للعديد من القضايا الاقتصادية والسياسية والأمنية. وكان للمملكة دور كبير في تقليص الأثار الاقتصادية السلبية على الاقتصاد العالمي خلال الأزمة الاقتصادية العالمية عندما حافظت على استقرار سعر برميل النفط ودعم صندوق النقد الدولي الذي ساهم في إنقاذ اقتصادات بعض الدول التي أوشكت على الانهيار. وللمملكة دور كبير في محاربة الإرهاب ومناصرة الشعوب المظلومة وعلى رأسها الشعب الفلسطيني. والخلاصة أن قيام المملكة في هذه البقعة الصحراوية من العالم معجزة كبيرة فوق رمال متحركة، ولولا الله ثم حكمة وذكاء وحنكة وشجاعة الملك عبدالعزيز ما تحققت وحدة بلادنا الغالية، فعسى الله أن يديم الأمن والأمان على المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ودعم عضديه ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز. وعسى الله أن يديم اللحمة بين القيادة الرشيدة والشعب السعودي الكريم. جامعة الملك فهد للبترول والمعادن [email protected]