في ذكرى يوم الوطن تنتفض الأجنحة المبتلة بمطر الحياة وتنتشي اللحظات لتسطر في عرس السعودية أجمل القصيد حيث ينطق الشعراء حرفا ونبضا خاصا لايليق إلا بالوطن ... الشاعر عبدالمحسن الحقيل يقسم على الحروف وتر الأغنية ويعزف قصيدته شموخ الكبرياء عندما تعصف الغربة ويلجأ المحتاج لتكون السعودية ملاذا آمنا ..فيقول: «إن جئت دارا كلها كرم وجود وأتيت قوما كلهم قلب ودود ونسيت فيهم غربتك وظننت أنك صاحب الدار الوحيد ووجدت فيهم حاجتك غمروك بالفضل المديد فاعلم بأنك بيننا هذي بلاد الخير والوطن العظيم هذي ملاذ المسلمين نحن الذين لنا القمم عشنا وتغمرنا النعم من فضل رب العالمين فإذا أتيت وعمك الفضل العظيم ونالك الخير الوفير فاعلم بأنك قد وصلت ديارنا ردد معي وارفع نداءك عاليا: سين وعين ثم واو دال وياء ثم تاء هذا أنا أنا صوتها.. أنا روحها.. وأنا ابنها ردد معي : فالسين سيف صارم والعين عمري دونها والواو وصل ليس يغلبه انقطاع والدال دوما مشرقة والياء يسكنها اليقين والتاء تصميم الكبار والسيف يرفل إذ يطاع ........... ........... -اما الشاعر ناجي حرابة فيجمع عناقيده اليانعة من قلب الطبيعة ويخضل شعرا رائقا من قصيدته (عَنَاقِيدٌ مِنْ خَابِيَةِ الوَطَن) أَيَا وَطَنِيْ يَا وَاهِبَ الأُفْقِ شَدْوَهُ فِدَاكَ الذي قَدْ أَصْخَبَ الأُفْقَ مِدْفَعَا هَنِيْئاً حَمَامَاتِ السَّلامِ فَهَا هُنَا بَنَى عُشَّهُ طَيْرُ السَّلامِ و(رَبَّعَا) هُنَا الشِّعْرُ إِنْ جَاعَتْ صَحَارى وَأُظْمأَتْ تَهَادَى فَأَرْوَى ثُمَّ جَادَ فَأَشْبَعَا هُنَا الشِّعْرُ إِنْ أَوْرَتْ ( عُكَاظٌ ) نُجُومَهُ يَتِيْهُ مَسَاءٌ في ( المُشَقَّرِ ) شَعْشَعَا هُنَا ( طَرْفَةٌ ) في الشِّعْرِ يَدْفُنُ سِرَّهُ فَيَحْفِرُ مِنْ ( ذُبْيَانَ ) شَيْخٌ لِيَطْلَعَا وَمَا( الخَيْمَةُ الحَمْرَاءُ ) في أُفْقِ دَارِنَا سِوَى هَزَجِ التَّارِيْخِ بَاحَ فَأَسْمَعَا هُوَ الشِّعْرُ نَبْعُ البِيْدِ، رَاحِلَةُ الهَوَى، كِنَانَةُ صَدْرٍ، ( عَبْقَرٌ )، رَاحَتَا دُعَا أَيَا وَطَنِيْ يَا مِرْجَلَ اللَّحْنِ لَمْ تَزَلْ مَشَاعِلُ لَحْنٍ مِنْ فَمٍ فِيْكَ أُوْلِعَا ........... الشاعر جاسم عساكر يمضي مع العمر ويركض نحو البياض ليغزو مدائن لاتشيب ولاتهرم في حب الوطن في قصيدته «في عيدك يا وطني . وطني .. يا نجمَ أمانٍ قدسيّ اللمعةِ لاحَ علَى الأهدابْ أقسمتُ بأنَّ اللهَ يُقيم بأرضكَ حيثُ اللهُ ينافي الإرهابْ .. عيد الوطن احتفاء بالتراب والإنسان بالقيمة وهامة الجذور ..وليس بالعادة ولا بأي شكل رمزي بل هو الوطن شعورنا بالانتماء دون حد.يا وطنَ النخلِ ومجلىِ التمرِ وشهدَ الشعرِ ومأوى الطيرِ وصفوَ الماءْ أسرفتُ ، أحبّك حباً جماً حتَّى رفَّ الحبُّ لواءْ وأتيتُ أقودُ قوافلَ شعري معنىً معنىً في البيداءْ يا خيمةَ هذي البدْوِ الرحّل ، يا صوتَ الوتَرِ الصادحِ ملءَ ربابتهم يا كلَّ معاني النخوةِ يا معطاءْ يا رائحةَ البنِّ العربيِّ ، يا نَغَمَ الخيلِ إذَا صهلتْ فزّ الرملُ تموسقهُ الريحُ وجالَ الفرسانُ بلثمتهمْ فأزهَرَ في الأرض فداءْ .. من صفوكَ أسبغتُ وضوئي وأقمتُ صلاةَ الحبِّ علَى أرضكْ ووقفتُ أمامَ النخلِ الشامخِ حصناً يدفَعُ يدفَعُ عن عَرضِكْ .. في عيدكَ يا وطني اخضلّ ربيعُ الشوقِ إلى لقياكَ وسالَ أغاني وأتيتُ تسابقني اللهفةُ أنزعُ أرديةَ الخوفِ وألبسُ ثوبَ أماني .. يرحلُ صوتي يرفعُ فوقَ مسامعِ هذَا الكونِ أذاني .. أسرحُ فوقَ مروجكِ طفلاً خلفَ الضوءِ بريئاً يعدُو أقفُ الآنَ على غصن غرامِكَ عصفوراً يشدو.. .. الحبّ أيا وطنَ الحبِّ إذا شئتُ أعرّفُهُ جفَّ الحرفُ علَى شفتي لكنْ من عُمقِ عيونكِ أغرفُهُ .. الحب أيا حُبّي : لغةٌ لا يفهمُها إلاَّ القلبُ الساكنُ فيهِ اللهُ لا يفهمُهَا القاتلُ حينَ يُعدّدُ باسمِ الدينِ جنائزَ قتلاهُ لا يفهَمُها إلاَّ السابحُ في أوردةِ العشقِ الوطنيهْ لا يفهمُها البارودُ ولا النيرانُ وأسلحةُ الحقدِ النوويّهْ .. الشاعر ناجي بن داود الحرز يطوف بقصيدته (سبعة أشواط بين حب الله وحب الوطن ) للوطن ِ أهيِّئُ أشرعةَ الكلماتِ وأُشعِل قنديلي .. وأُبسمِلُ للوِردِ الأولْ : ياوطني حُبكَ ذوّبني في حُمّى العشقِ فلا تسألْ .. *** مِن أوّلِ سهم ٍ صوّبني من عينكَ قمتُ إلى الخندقْ ووقفتُ أمامَكَ جنديّا مرفوعَ الهامةِ مُختالاً يعقدُ زنديهِ على البيرقْ .. مِن أوّل سهمِ صوّبني من عينك أعلنتُ دخولي وفتحتُ لعشقكَ ألفَ مدًى أزليِّ .. وهمزتُ خيولي بأشعة قُدسكَ ياوطني تغتسلُ الشمسُ وتغزلُ للقمرِ المُستبشرِ إكليلاَ وتُرتّلُ قرآنكَ طُهرًا وربيعاً سمْحًا وصهيلا .. ! ولئنْ عبّأتُ جميعَ جهاتِ الوجدِ لأجلكَ أشجانا وشطبتُ النومَ من الأجفانِ لأبقى عندكَ سهرانا ياوطني حبك ذوبني في حمّى العشقِ فلا تسألْ . اما الشاعر محمد خضر فصاغ حرفة نثرا ليحتفي بالإنسان والجذور حيث لامسافة فاصلة بين الروح والوطن فكلاهما واحد ... «يوم الوطن ..عيد الوطن احتفاء بالتراب والانسان بالقيمة وهامة الجذور ..وليس بالعادة ولا بأي شكل رمزي بل هو الوطن شعورنا بالانتماء دون حد، في كل بلد يحتفي بهذا اليوم كلحظة خاصة مع المكان في ذاكرتنا الممتدة عبر أزمنةٍ وبشر وذكريات مرت وبقيت في الروح ،الوطن حيث لا مسافة مع القدر ولا خيار لجهة الروح سواه ، هذا الذي صدح به الشاعر يوما : وطني لو شغلت بالخلد عنه ..نازعتني إليه في الخلد نفسي ..وهو الذي غناه الشعر في تاريخ البشرية كلها حنينا وعشقا « وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق « هو الوطن مجازنا العالي في كل الحقائق وقصيدتنا المشتهاة في سقفها الحر ، كناية عن كل وجودنا ومحبة ترتسم نشيدا أبديا في القلب «.