يحبس اللبنانيون أنفاسهم ترقبا لما سترسو عليه لعبة حافة الهاوية التي تجري على ساحة استشارات التكليف الحكومي المقرر ان تبدأ الإثنين. جعجع اثناء التوقيع على اتفاقية الدوحة (اليوم) ولعل الفرصة الزمنية الفاصلة عن موعد انتهاء الاستشارات النيابية الملزمة مساء الثلاثاء، ستكون الأطول في عمر الصراع السياسي المفتوح منذ نحو ست سنوات، وهي تقتضي من جميع اللبنانيين، وفي المقدمة، من الجيش اللبناني وباقي الأجهزة الأمنية، عيونا ساهرة ومفتوحة على مدار الساعة، مخافة أن يحاول الأميركيون والإسرائيليون، التخريب بالأمن والحرب الناعمة، تعويضا عما عجزوا عن فعله كاملا في السياسة. جعجع: سباق محموم من جهته اكد رئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية سمير جعجع السبت أن الاستشارات النيابية المقررة بداية الاسبوع المقبل بهدف تسمية رئيس جديد للحكومة في لبنان ستجري في ظل «سباق محموم من اجل كل صوت». صراع كبير وقال جعجع في مؤتمر صحافي : «نحن في سياق صراع كبير جدا ومحموم على كل صوت في المجلس النيابي». وأضاف «سنسعى بكل قوتنا وبكل جهدنا لمحاولة تأمين الاصوات اللازمة حتى يتم تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة». ويتجه لبنان الى مواجهة حادة في معركة اختيار رئيس جديد للحكومة بين سعد الحريري، الرئيس الحالي لحكومة تصريف الاعمال، ومرشح تحالف حزب الله الذي ترجح وسائل الاعلام ان يكون رئيس الوزراء السابق عمر كرامي. وستكون المواجهة يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين متقاربة جدا، خصوصا بعد اعلان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الجمعة وقوفه الى جانب المقاومة. وقوى 14 آذار (الحريري وحلفاؤه) ممثلة حاليا في البرلمان بستين من اصل 128 نائبا، وقد اعلنت تأييدها للحريري، مقابل 57 نائبا لقوى 8 آذار (حزب الله وحلفاؤه) التي تحتاج الى ثمانية اصوات اضافية من اجل ترجيح كفة مرشحها الى رئاسة الحكومة. دعا سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية الذي ينتمي حزبه الى قوى 14 آذار، «نواب الامة» وقال انه «يتوقف على تصرفاتكم بقاء هذه الامة او زوالها». وتتألف كتلة جنبلاط من 11 نائبا، خمسة دروز وخمسة مسيحيين وسني واحد. وتفاقمت الازمة بين فريقي الحريري وحزب الله على خلفية المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري (والد سعد الحريري) عام 2005، التي يطالب حزب الله بوقف التعاون معها، متوقعا ان توجه اليه الاتهام في الجريمة. وتسببت الازمة في سقوط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الحريري الاسبوع الماضي نتيجة استقالة احد عشر وزيرا بينهم عشرة يمثلون حزب الله وحلفاءه. بقاء او زوال وتوجه جعجع الذي ينتمي حزبه الى قوى 14 آذار، الى «نواب الامة» بالقول انه «يتوقف على تصرفاتكم بقاء هذه الامة او زوالها». وقال ان عملية تشكيل كرامي للحكومة اذا تمت تسميته «ستكون بين اللواء رستم غزالة والحاج وفيق صفا»، في اشارة الى مسؤول جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية قبيل انسحابها من لبنان اثر مقتل الحريري، ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله. كوضع غزة وحذر من ان وضع لبنان في ظل حكومة برئاسة كرامي «سيكون تقريبا كالوضع في غزة من ناحية الوضع الخارجي». وتقاطع معظم دول العالم الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة بقيادة حركة حماس.