- هل تريد أرض رأس بلك، على شارعين رئيسين أحدهما شارع الحب على سطح المريخ؟ انتخبوني وسأحرك منح البلدية التي لم تتحرك منذ سنوات على الأرض، لكن لا بد من التنبيه حرصاً على الوضوح وإثباتاً للمصداقية: أن هذا الوعد مشروط بأن لا يكون مدير البلدية قد وزع أراضي المريخ على جماعته وعيال عمه، ومع ذلك فأنا أقول بكل ثقة، حتى ولو كان الأمر كذلك فثقوا بأن الكواكب القريبة من الشمس والمطلة عليها ستكون من نصيبكم أعزائي المواطنين الكرام. - انتخبوني وسأساهم من خلال المجلس البلدي في محافظتنا الصغيرة والجميلة في معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، وسأجبر الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال وسائل الضغط التي أملكها –مزرعة، حلال، مائة فيزة- على التوقيع على معاهدة كيوتو. - انتخبوني وسأوقف مدير البلدية عند حده، وأبين له أن الشرط أربعون، لنا عشرون وله ثمانون. - انتخبوني يا عزوتي، ويا عيال عمي، وعصابة رأسي، ما لي إلا الله ثم أنتم، واعرفوا إن عيال عمنا من الفخذ الثاني ما لهم أمان فكونوا على حذر، وعليكم بهم!! - تبغون الصراحة؟ أنا عاطل وأبغى أرشح نفسي بحثاً عن المكافآت والميزات. بدأت يوم الأحد الحملات الانتخابية للمجالس البلدية في أرجاء المملكة، وما كتبته أعلاه من شعارات انتخابية –وإن كانت فيها مبالغة- إلا أنها تمثل واقعاً مأساوياً لتصرفات البعض الذي لا يدرك أهمية حرية الاختيار فيسيء التصرف والاختيار. هناك بعض المرشحين سيدخل للانتخابات وهو لا يعرف الصلاحيات التي يملكها، ويظن أن باستطاعته أن يقدم لنا الشمس والقمر، رغم أنه لو قرأ اللائحة التنفيذية لعمل المجالس البلدية –إن كان يحسن القراءة- لعرف أن صلاحيات المجلس هي رقابية بالمقام الأول، وهذا لا ينقصها بل يزيدها أهمية عند من يسعى لخدمة وطنه حقيقة. وهناك بعض المرشحين أتى مجلباً بخيله ورجله ليقتسم ما تبقى من الكعكة وتحقيق الأرباح على حساب الوطن والمواطن الذي يدعي التباكي عليه، وتنتهي علاقته وولائمه له بوصول تلك الورقة لقاع الصندوق الانتخابي. وهناك بعض المرشحين يسبب التشويش والإحراج للناخبين بنداءاته وتوسلاته المتتابعة وكأن هذا الكرسي حياة أو موت بالنسبة له، أما شق اللحمة الوطنية من خلال الاستناد على العنصرية القبلية أو العصبية الفكرية فهذا واضح ولا يحتاج لتنبيه. بودي أن يستفيد المرشحون من حملاتهم الانتخابية في نشر الوعي والانتباه للفقراء، أما نحن فعلينا أن نريح ضمائرنا، ونبرئ ذممنا، ونحرص على اختيار (القوي الأمين)، فقوة بلا أمانة لن نحصل منها إلا على النهب والسلب، وأمانة بلا قوة لن نستفيد منها إلا الكوارث والنكبات.