من بين ثنايا عطاء وافر ، وهدف مفعم بالطموح وجه وزير التربية والتعليم بأن يكون العام الدراسي الجديد عاما يحتفي بالمعلم لأنه يدرك أن الدول التي تخدم المعلم وتشبع طموحه هي الدول التي تطمع أن تبلغ ذرا المجد وآفاق المعالي وهي الدول التي تملك المستقبل المشرق والوطن الأكبر .. فالأرض التي تهتز تربتها وتنتفض مسطحاتها بدوحة وارفة الظل والخير هي أرض ارتوت من ندى معلم أعطى وأخلص .. معلم يعرف أن مهنة التعليم هي المهنة الوحيدة التي نرتكز عليها في ترسيخ الفكر السليم وإنارة الضمير الحي ورقي العقول في مسيرة بناء الوطن ، وهو ليس بحاجة لمن يذكره بما يجب أن يعرف وليس بحاجة إلى من يحيي فيه هذه المعرفة ليكون عونا لبلده من خلال مهنته ، فالوطن الذي ينافس بآماله السحب هو أرض لمعلم لا يعلق الإبداع في العمل والإخلاص في المهنة بالحافز لأنه آمن بأن الحافز لا يوجد البذور ، بذور الحب والعطاء الصادق لعمله وبذور الانتماء للمهنة .. وهل الحافز يجدد في البذور الحياة لتنمو وتكبر من جديد إن طمرتها الأتربة او أضعفتها الصدمات ؟! وهل الحافز مهما كان كبيرا أو رمزا صغيرا يضمن أن يعطينا بذرة وفاء وعطاء تثمر الأشهى والألذ .. وفي الوقت المطلوب وبالمعيار المرغوب ؟ كنا نغمض عينا عن الخطأ في حقنا ونفتح عينا أخرى لنرى بها الدرب ونمضي ، كنا لا نتبذل ولا نترخص مع طالباتنا ، كانت المادة العلمية تعطى من خلال الهيبة والكرامة وإن تطلب ذلك المزيد من الإعادة والتكرار ، فهل اختلف المعلم اليوم ؟ أم تغير الطالب ؟ كنا قديما ندخل الصف فنملؤه بالحماس النابض فينا وبالحيوية والنشاط والمعلومات ونخرج من الصف وقد تركنا خلفنا إنسانا له قلب وضمير له شعار وهدف وتركنا في ذاكرته صورة راسخة بجذورها العميقة عن معلم يقدر فيهم كرامة الإنسان ويقدر ذاته. كنا قديما ندخل الصف كأمهات رؤومات ندنو ونتدلى كالأغصان الرطبة لا تنكسر ولا تنحني ولا تنحرق ونخرج من الصف وقد تحول بعدنا إلى بساتين سامية الهدف ، واضحة المغزى ، سمحة التعامل ، إلى أن قطف الوطن ثمارها كما كنا ثمارا قطفها الوطن ، لم يكن همنا أن يكون لنا أما حنون ترعى مصالحنا وتدرس أوضاعنا وتعالج مشكلاتنا بل كان همنا كيف يستضيء العام الجديد بعطائنا ويحتفي التقدير بقيمتنا ، كنا نتجاهل همومنا واحتياجاتنا وحقوقنا حتى لا نتعطل أو نتراجع في أداء مهنتنا . كنا نغمض عينا عن الخطأ في حقنا ونفتح عينا أخرى لنرى بها الدرب ونمضي ، كنا لا نتبذل ولا نترخص مع طالباتنا ، كانت المادة العلمية تعطى من خلال الهيبة والكرامة وإن تطلب ذلك المزيد من الإعادة والتكرار ، فهل اختلف المعلم اليوم ؟ أم تغير الطالب ؟ الإجابة قادمة...