عندما يغيب الإحساس الصادق عن القصيدة ويصبح الأمر مجرد صف كلام موزون وقوافٍ سامجة مملة ومتكررة لا إبداع فيها، فإنها حتماً ستفقد أهم المقوّمات التي تدفعها للوصول إلى المتلقي، الأمر الذي سيجعل الشاعر عرضة للانتقاد بغض النظر عن اسمه وتاريخه. والأَمَرُّ هنا عندما يدافع الشاعر عن هذه القصيدة ويصفها بأنها من أجمل قصائده، وطبعاً هو غير مقتنع بذلك، ولكن الأمر مجرد دفاع لا أكثر، ومحاولة إقناع من ينتقدونه بأنه شاعر كبير ولا يكتب من أبيات الشعر إلا أحلاها وأجزلها. هنالك شعراء معروفون ومشهود لهم بالحضور القوي والمميّز، ويعرفون جيداً انه ليس كل ما يُكتب من قصائد يندرج تحت مسمى الإبداع، فمستويات القصائد تتفاوت من قصيدة إلى أخرى، فلو أبدع الشاعر اليوم في كتابة قصيدة رائعة فليس معنى هذا أن تكون قصيدة الغد في نفس المستوى. يعتقدون أنهم أكبر من النقد وهذا فهم خاطئ كان سببه كلمات الإعجاب والثناء ولكن رغم كل هذا نجدهم حريصين على الكتابة لمجرد التواجد وزيادة النتاج الشعري، بقصائد أقل من المستوى المأمول، بل ويعتقدون أنهم أكبر من النقد وهذا فهم خاطئ كان سببه كلمات الإعجاب والثناء بأن كل ما يكتبه من شعر هو استثنائي ويستحق المديح. مطلوب من الشاعر خصوصاً المعروف جماهيرياً ألا يستعجل في طرح قصائد ربما تغيّر من نظرة الجمهور من الإعجاب لما يُطرح إلى نظرة أخرى يكون فيها هو الخاسر، وأن يقتدي بالعديد من الشعراء المعروفين الذين قل تواجدهم، ولكن لم يقل عطاؤهم الشعري فهم حريصون على المحافظة على مكتسباتهم التي حققوها سنوات طويلة، ولذلك تجدهم لا يبحثون إلا عن الظهور الجميل وفي الوقت المناسب وبقصائد رائعة تترك أثراً بعد النشر. فاصلة شكراً لكل من اتصل أو ارسل مهنئاً بالعيد، أعاده الله على الجميع باليمن والخير والبركات، وكل عام وأنتم بخير. [email protected]