تظاهر المئات من أنصار الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن الليلة الماضية في أحياء مدينة عدن كبرى مدن الجنوب، فيما اعتقلت السلطات العشرات. وسار المتظاهرون في الشوارع استجابة لدعوة نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض الذي يعتبره الحراك "رئيسا شرعيا للجنوب"، ورئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي حسن باعوم . وردد المتظاهرون هتافات انفصالية مناوئة للوحدة اليمنية في أحياء المنصورة و كريتر وخور مكسر و التواهي، فيما أكدت مصادر من الحراك وشهود عيان و مصدر أمني أن أجهزة الأمن اعتقلت العشرات خلال تفريق التظاهرات . و رفع المتظاهرون أعلام دولة اليمن الجنوبي السابق و رددوا شعارات مثل " ثورة ثورة يا جنوب " و"برا برا يا استعمار". من جهته نفى وزير الدولة للشئون القانونية في اليمن، رشاد الرصاص، أن يكون الهدف من التعديلات الدستورية الأخيرة هو إتاحة المجال أمام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ليستمر في الحكم إلى الأبد عبر تعديل المادة 112 المتعلقة بمدة الرئاسة و عدد دوراتها . و أكد الرصاص، في مقابلة عبر الهاتف مع وكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ ) ، أن التعديلات الدستورية الأخيرة تعتبر " نقلة نوعية في الحياة السياسية اليمنية " . و قال" تم تخفيض مدة الرئاسة من سبع سنوات إلى خمس سنوات و النص الدستوري الحالي يقيدها بفترتين رئاسيتين.. أما التعديل الجديد، فلا يقيدها، و من حق من تتوافر فيه شروط الترشح للمنصب، أن يمارس حقه بالانتخاب و الترشح لرئاسة الجمهورية دون أي قيود سواء كان حزبيا أو غير حزبي". و تابع " يعي الشعب اليمني تماما أين تقع مصلحته ومن يحاول بقدر الإمكان أن يحل مشاكلهم.. أي أن الشعب يعرف تماما مع من سيذهب، أما مسألة التوريث فالكلام عنها لا يمكن أن يكون صحيحا بالمرة".ونفى الرصاص أن تكون هناك ضغوط أمريكية على اليمن للتراجع عن تلك التعديلات . من جانبه ، توقع محمد عبد الملك المتوكل ، رئيس "المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك" المعارض في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) احتمال إبداء النظام اليمني استجابة للضغوط الأمريكية التي تنشد تحقيق قدر من الإصلاح السياسي في البلاد "منطلقة في ذلك من مصالحها الخاصة في تحقيق الاستقرار بتلك المنطقة الاستراتيجية وحتى لا يجد الإرهاب فيها مناخا ملائما".وذكر أن " الضغوط الأمريكية والأوربية مؤثرة لأن النظام باليمن محتاج للتأييد الدولي ، الأمريكي و غيره " .