مبدعة في حوارها لمن أمامها وكلماتها ترفض بأن يكون للفن عنوان وللإبداع جنسية, شجاعتها تؤكد موقفها في الطرح والمضي نحو النجومية ، مؤكدة بأن الفطرة وحدها لا تكفي لصناعة فنان مبدع، فيجب أن يكون مسلحا بالممارسة من الجيل السابق ،يتمكن من جلب الخبرة والعلم معا, عطفاً على احترام الوقت والالتزام بالمواعيد واستشعار حجم المسؤولية وحب العمل, ورغم أن دخولها لعالم التمثيل كان محور نقاش الكثير ممن حولها وإصرارها في سيرها لركب الفنانات اللاتي يعتمدن على الإغراء والإثارة كمقياس للنجاح وفقاً لوصف النقاد, إلا أنها تعتبر ما تقدمه لا يندرج ضمن هذا الإطار , بل تعتبر أنها تقدم رسالة إنسانية لمن حولها, فهي تعتبر الإذاعة أولى محطاتها والفيلم السعودي "كيف الحال" انطلاقها نحو بوابة الشهرة, وحبها للأطفال قادها للمشاركة في تقديم دوبلاج صوتي لشخصيات كرتونية أحبها الصغار وعرفوها ، باختصار الفنانة السعودية "هند محمد"التقيناها في جدة وإليكم التفاصيل : - كيف كانت بداياتك ؟ - بداياتي كانت إعلامية مذيعة ومعدة في برنامج "المؤشر"، والذي تغيراسمه إلى "أموال ومسارات" على قناة الإخبارية ، ومن ثم اتجهت للتمثيل ، ثم انتقلت لمشاركتي في الإعلانات التجارية، بعد ذلك اتجهت إلى سوريا وشاركت في أحد برامج الأطفال على قناة "سبيس تون" في دوبلاج أصوات ،و جلست لفترة أتدرب على يد مخرج سوري في مسألة التمثيل كونه شاهدني أتميز بموهبة وقدرات عالية وأخيرا يعتبر الفيلم السينمائي السعودي "كيف الحال؟" كان بمثابة انطلاقتي نحو العبور لبوابة الفن وهو فكرة أيمن حلواني وإخراج الكندي إزاد ور مسلم، وكاتب النص اللبناني محمد رضا، والسيناريو للمصري بلال فضل. - سفرك إلى سوريا هل كان مؤشرا لإبحارك إلى عالم الفن وخوض التجربة ؟ - نعم سفري لسوريا كان بالنسبة لي الخطوة الأولى تجاه مسيرة الفن، لأنني كما ذكرت سابقا بأنني تدربت على يد أحد المخرجين عن أداء التمثيل، وكوني أيضا مع جروب ممثلين ومخرجين عرب فهذا أيضا جعلني استفيد من خبراتهم الفنية, أضف إلى ذلك الدعم المعنوي الذي لاقيته من قبل الأسرة مما زاد إصراري لخوض هذا النوع من الفن. - كيف كان ردت فعل الأسرة تجاه الفن؟ - أحمد الله أهلي من شريحة تعي تماما وتؤمن بحرية الاختيار ،وعودتنا من الصغر على الاعتماد على أنفسنا وكيف نصنع القرار السليم. فهم الذين وضعوا الأسس الصحيحة من البداية. - عثرات واجهتك أثناء إصرارك لخوض المنافسة ؟ وهل عمد أحدهم إلى تعويق مسيرتك ؟ بالتأكيد فقد واجهتني عثرات في طريقي ولكن بالإصرار تم التغلب عليها لخوض هذا المجال من الفن وكان محور نقاش ممن هم حولي قد يكون هناك فئة معارضة منهم لكنهم لم يشكلوا ضررا لي وإعاقتي عن المسيرة المشكلة لا تكمن هنا إنما بالفن نفسه هناك من يحاول عمدا تعثري من الفنانين و المنتجين من دافع الغيرة والمصالح الشخصية وهذا الأمر موجود لا محالة حتى في المجالات الأخرى. كنت أعلم من البداية بأنني سألتقي مع هؤلاء الأشخاص لهذا قد هيأت نفسي بالتأقلم عليه ولم أجعله يؤثر على نفسيتي أو حتى يقلل من جهدي ومواهبي. - هل صحيح بأن الكاتب السعودي لا يقتنع بقدرات المرأة السعودية وأدائها ؟ - لا ليس الكاتب بل بعض المنتجين هم الذين لا يعترفون بقدرة المرأة السعودية ومازالوا يعتمدون على الكوادر الأجنبية والعربية الأخرى رغم أن الفنانة السعودية لا ينقصها إلا إعطاؤها قليلا من الثقة لإبراز قدراتها ومواهبها الفنية فأنا لست عنصرية بهذا الكلام ولكن أتحدث من رؤيتي المستقبلية لوطني والتأثير السلبي الذي قد ينتج من اثر الاعتماد على غير أبناء الوطن من الناحية الاقتصادية وغيرها من النواحي الأخرى - هل تتضايقين إذا عمد أحدهم بانتقادك في أحد أدوارك الفنية؟ - بالعكس أنا لا أنزعج وأنا حريصة بأن آخذ برأي من حولي، وأرحب بالنقد البناء والهادف كونه يخدم من حوله, وللعلم أنا أنتقد نفسي عندما أشاهد أعمالي وهذا يدفعني بأن أضاعف جهدي وأشتغل على نفسي وأقدم أفضل في المستقبل. - ماالذي يضايقك ويعكر صفوك؟ - بصراحة ما يضايقني هو المحاباة والإفراط في التلميع وعدم التقيد بالضوابط والتعليمات الموضوعة والمعينة كذلك غفل الرقابة للرجوع إليها مما يساهم في فقد المصداقية لدى الغير, الأمر الذي يزيد من تواجد بعض ضعاف النفوس ممن يسمحون لأنفسهم بإعطائها الحق وتنصيبها منصب الخبير وهم لا يملكون أن يقدموا لأنفسهم شيئاً ولا لمن حولهم كأن ينصب نفسه خبيراً وهو لا يملك الخبرة في ذلك فكل ذلك يحدث في غفلة عن المجتمع لمثل هؤلاء عطفاً على عدم الرقابة - عملك في هذا المجال هل أخذ وقتا من حياتك الأسرية ؟ وما هي مواصفات الفنانة الناجحة برأيك؟ - بصراحة نعم أخذ من حياتي الأسرية كثيراً، وليست هناك مواصفات ثابتة فهي متغيرة تتعثر وقابلة للتطوير المستمر فكل إنسان طبيعي وواع حريص على تطوير ذاته وأخلاقه للأفضل ومنها إحساسه بالآخرين وحرصه على تقديم ما من شأنه أن يساهم في الوقوف إلى جوارهم وإيصال صوتهم للأخر. - ماذا عن مشاركاتك الفنية على النطاقين محلياً وخارجياً ؟ - الفيلم السينمائي السعودي "كيف الحال" أما عن مسلسل الساكنات في قلوبنا فإنني شاركت بالجزء الأول والثاني والثالث وحاليا أنا أشارك في مسلسل بيني وبينك الجزء الثالث والذي عرض خلال شهر رمضان هذا العام و شاركت بمسلسلات إذاعية ومسلسل شروق وغروب وً شاركت في برنامج " ألوان" والذي كان يعرض كل يوم أحد لعدة أيام بالإضافة إلى عمل قدمته على التلفزيون السعودي مسلسل محلي ياناس ياهو وهو من الأعمال التي تم عرضها في رمضان الماضي ومسلسل محلي كوميدي مميز هو أبجد هوز والذي عرض على القناة الأولى. وشاركت في مسلسلات عدة منها مسلسل المقطار ومسلسل عذابنا ومسلسل شوشة ومسلسل كوميدي مع حبيب الحبيب وقد عرض على الجوال الجيل الثالث. وايضا عمل تليفزيوني عن وزارة التربية والتعليم و أيضا مشاركتي بمسلسل آخر عن التربية والتعليم ومسلسل أيام السراب ويعتبر أضخم مسلسل على مستوى الدراما الخليجية إضافة إلى عملي مشاهد كوميدية على قناة روتانا في برنامج كوميدي روتانا كوميدي والمفاجأة التي حققتها لنفسي وللجميع بأنني أول امرأة سعودية أيضا شاركت في الجنادرية في تقديم أوبرت شمس الشموس مع الدكتور الفنان راشد الشمراني والفنان حسن عسيري كممثلين وكنت سعيدة جدا بهذه المشاركة التي تعتبر تاريخية بالنسبة لي. اما على النطاق الخارجي فقد تلقيت دعوة لاستضافتي في مهرجان القارات الثلاث حيث تلقيت الدعوة للحضور من قبل القائمين على المهرجان والذي عرض بفرنسا تحت إشراف مسئولين من السفارة السعودية إضافة لتكريم سمو الأمير الوليد بن طلال وشاركت بالفيلم السينمائي السعودي كيف الحال وتكريم سموه لكافة المشاركين في الفيلم خلال هذا المهرجان.