أعلن الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ان هناك "توافقاً في الآراء بين الدول العربية" على انه "حان الوقت كي تستعيد ليبيا مقعدها في الجامعة العربية، وان المجلس الوطني الانتقالي الليبي سيكون هو الممثل الشرعي الوحيد لدولة ليبيا بالجامعة"، مشيراً الى أن هذا "التوافق ظهر في اجتماع" الدول الاعضاء في لجنة مبادرة السلام العربية الذي عقد بالدوحة الثلاثاء. وقال للصحافيين الخميس عقب اجتماع مع ممثل المجلس المجلس الوطني الانتقالي لدى الجامعة السفير عبد المنعم الهوني إنه "تم الاتفاق على الترتيبات الخاصة باجتماع وزراء الخارجية العرب" الذي سيعقد السبت بالقاهرة والذي سيشارك فيه المجلس الانتقالي لأول مرة. وقال الهوني عقب اللقاء انه "اعتباراً من السبت ستكون ليبيا خارج التجميد بالجامعة العربية وستمارس عضويتها بشكل طبيعي". وكان وزراء الخارجية العرب قرروا في 22 شباط/ فبراير الماضي تعليق مشاركة ليبيا في اجتماعات الجامعة وجميع مؤسساتها احتجاجاًً على استخدام العنف ضد المتظاهرين الليبيين بعيد اندلاع الانتفاضة. وقالت مصادر في الجامعة العربية ان الوزراء العرب سيناقشون السبت كذلك "الاوضاع في سوريا". وبدأ الإعداد لمرحلة ما بعد القذافي، والامم المتحدة تناقش رفع تجميد اموال ليبية لمساعدة الثوار وأعلنت فرنسا عن استضافة مؤتمر "اصدقاء ليبيا" في الاول من ايلول/ سبتمبر في باريس. وفي بلدية ميلانو، يلتقي رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني مع رئيس المجلس التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل على امل الحفاظ على الموقع الاقتصادي المميّز الذي كانت تحظى به ايطاليا في ليبيا في السنوات الماضية، حيث سيعاد تشغيل منشآت الشركة الايطالية "ايني" التي كانت قبل الثورة المنتج الاجنبي الاول للنفط في البلاد. وقالت صحيفة ريبوبليكا ان روما تسعى الى تجنب ان تكون خلف باريس ولندن في هذه المسألة بعد ان اعلنت فرنسا الاربعاء عن استضافة "مؤتمر دولي كبير لمساعدة ليبيا الحرة" في الاول من ايلول/ سبتمبر في باريس. اعتباراً من السبت ستكون ليبيا خارج التجميد بالجامعة العربية وستمارس عضويتها بشكل طبيعي. ووقع برلوسكوني والقذافي في 2008 اتفاقية صداقة لانهاء الخلاف حول فترة الاستعمار، وهي معلقة بحكم الواقع لكن روما تعتبرها صالحة لأنها موقعة بين بلدين. وتنص الاتفاقية على تسديد إيطاليا 5 مليارات دولار الى ليبيا كتعويض عن فترة الاستعمار (1911-1942) بصيغة استثمارات في بنى تحتية كبرى (طرق سريعة، سكك حديد). ومنذ الأربعاء يحاول الثوار الليبيون السيطرة على آخر جيوب القذافي في طرابلس والاقتراب من سرت مسقط رأسه ومعقله، فيما رصدت مكافأة لمن يعثر عليه حياً او ميتاً. وطوال يوم الاربعاء تواصلت المعارك في باب العزيزية حول مقر القذافي وفي حي بوسليم معقل القوات الموالية للنظام. وتوقفت المواجهات عصراً وتواصل اطلاق نار متقطع. وافاد مراسلو فرانس برس ان الثوار سيطروا على ما يبدو على وسط العاصمة بكامله. وهم يجوبون مهللين ساحة الشهداء، الساحة الخضراء سابقاً مقر النظام المنحل.. لكن في النهار بقيت الشوارع شبه خالية بسبب وجود قناصة مختبئين. وبالنسبة الى الثوار الذين يقاتلون في طرابلس شكل ضمان امن الطريق المؤدية الى المطار اولوية كبرى حيث واجهوا مقاومة شرسة. وقال العقيد عبدالله بوعفر المتحدث باسم اللجنة العسكرية لتوحيد جبهات القتال والتابعة للمجلس الانتقالي من بنغازي "في عموم ليبيا نسبة 90 او 95% تحت سيطرة الثوار". لكن شرقاً اقر الثوار بمواجهة مقاومة غير متوقعة في بن جواد مما يعيق تقدّمهم الى سرت. وغرباً تحاصر القوات الموالية للعقيد معمر القذافي وتقصف مدينة زوارة (غرب ليبيا) التي يسيطر على وسطها الثوار الذين طلبوا مساعدة المقاتلين في جبل نفوسة، كما اعلن مسؤول في صفوف الثوار الاربعاء. وظهر الخميس، أفرج عن اربعة صحافيين ايطاليين كانوا خطفوا الاربعاء في ليبيا، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الايطالية. وجاء خطفهم بعد إطلاق سراح عشرات الصحفيين الأجانب في فندق ريكسوس بطرابلس في نفس اليوم على أيدي مرتزقة القذافي.