نسمع بين الفترة والأخرى أن هناك أمرا أو تعميما جرى تجاهله. ودائما نسأل لماذا لم ينفذ هذا الأمر أو لماذا لم نطبق ذلك التعميم؟. وعندما نمعن في الاستفسار نجد أن من قام بتعطيل الأمر أو التعميم ليس إلا من الناس الذين ليس لهم أي شأن في الموضوع أو ليس لهم صلاحية. فمثلا عندما يأتي أمر بتثبيت من هم على بند الأجور, يأتي من لا دخل له ويسأل هل يتم تعيين من أمضى مدة معينة أم لا؟ وهل ينطبق على جميع المناطق أم لا؟ وهل هناك فئة عمرية أم لا؟ وهل يبقى الراتب كما هو أم تشمله الزيادة؟ وهل تحسب له الخدمة السابقة أم يبدأ من جديد؟ وعندها تمضي الشهور ومن هم على بند الأجور لا يزالون على بند الأجور. وهذا يذكرني بأحد القادة العسكريين الذي أراد أن يكافئ جنوده ويكسب ولاءهم فقرر أن يعطي كلا منهم هدية. ورأى أن يعطي كل واحد منهم قلما. وقام بإعطاء أحد مساعديه الأمر ليقوم بالمهمة وقال لا تهتم لأمر النقود. وسمع الجنود بالخبر وفرحوا. ولكن لم يقم المساعد بالشراء. بل قام بطرح الأسئلة. وكان القائد يجتمع مع مساعديه كل شهر. وفي الاجتماع الشهري سأل المساعد قائده.عندما يأتي أمر بتثبيت من هم على بند الأجور, يأتي من لا دخل له ويسأل هل يتم تعيين من أمضى مدة معينة أم لا؟ وهل ينطبق على جميع المناطق أم لا؟ وهل هناك فئة عمرية أم لا؟ وهل يبقى الراتب كما هو أم تشمله الزيادة؟ وهل تحسب له الخدمة السابقة أم يبدأ من جديد؟ هل نشتري لهم قلما باركر أم وترمان؟. فقال القائد اشتروا باركر لأنه نوع معروف. وفي الشهر الثاني سأل المساعد قائده. هل تريد قلم الباركر حبرا أم جافا؟. فقال القائد جاف لأنه عملي أكثر. وفي الشهر الثالث سأل المساعد قائده. هل نغلف الأقلام في علب هدايا أم نعطيهم إياها كما هي في العلب الأصلية؟. فقال القائد من الأفضل أن تعلب في هدايا لإعطائها جمالا أكثر. وفي الشهر الرابع سأل المساعد قائده. هل نعطيهم الأقلام في حفل رسمي أم نسلمها لهم كلا على حدة. فقال له القائد وبنظرة غاضبة. هل اشتريت الأقلام أم لا؟. فقال المساعد لا. لأنني أردت التأكد من كل شيء. هنا رد عليه القائد وقال له... خلاص لا نريد أن نشتري هدايا لأحد. وهنا سمع الجنود بالخبر وحزنوا. ولكنهم لم يعلموا من تسبب في إلغاء قرار توزيع الهدايا.. يا لقف بعض المسئولين وحبهم للأسئلة. [email protected]