وجد تجار فواكه في الطائف، ضالتهم في المنطقة الشرقية، فقرروا أن يحملوا ما يقدرون عليه من فاكهة الرمان، والمجيء بها إلى الدمام، لبيعها على سكانها الذين يشتاقون لهذه الفاكهة الموسمية. وانتشرت في الأونة الأخيرة، ظاهرة قيام مجموعة من الباعة من الطائف، سواء من كبار السن أو الشباب، بالمجيء إلى المنطقة الشرقية، من أجل بيع الرمان الطائفي بجميع أنواعه على أهالي المنطقة، ورغم حرارة الاجواء والرطوبة العالية التي تشهدها المنطقة الشرقية هذه الايام، إلا أن ذلك لم يثن من عزيمتهم، وذلك عندما استغلوا بعض الطرق الرئيسية والأماكن العامة، سواء في مدينة الدمام أو الخبر، لعرض ما لديهم من أنواع الرمان على عابري الطرق، مقابل أسعار معقولة». ويقول عبدالله الاسود (أحد البائعين): «الرمان الطائفي يعد من أشهر أنواع الرمان الذي ينتج داخل المملكة، ويعد هذا الوقت هو موسم حصاده من قبل المزارعين في محافظة الطائف، لأنه أصبح ناضجاً للأكل، فهو فاكهة لذيذة، ويحبها الناس، لما يمتلكه من فوائد غذائية كاملة». وأضاف الاسود: «حرصت أنا وغيري من الباعة على المجيء الى هنا، من أجل بيع ما لدي من رمان، بالرغم من بعد المسافة التي بين محافظة الطائف والمنطقة الشرقية، إلا أن ذلك لم يمنعني من السفر والمجيء إلى هنا، بغرض كسب لقمة العيش، وأيضاً استغلال وقت الفراغ»، مضيفاً «أمكث هنا قرابة يومين وبعد بيع كل ما لدى، أحمل أغراضي وأعود إلى الطائف، لإحضار كمية أخرى من الرمان». وأضاف الأسود «الرمان الطائفي له عدة أنواع، ولكن أشهر أنواعه هو الذي يعرف باسم الخزامي، حيث يمتاز هذا النوع بطعمه الحلو، وهذا النوع يلقى إقبالاً كبيراً من الناس، لأنه طيب ومفيد صحياً، حيث تكون حبة الرمان من الداخل حمراء اللون، وتكون قشرته الخارجية بنفس اللون، وهناك نوع آخر يعرف باسم الكرور، وفيه تكون لون حبة الرمان بيضاء، ويكون طعمه حامضا». ويضيف سامي الانصاري (بائع آخر) «الرمان الطائفي من الفواكه التي تتوفر بكمية كبيرة في فصل الصيف في مدينة الطائف، حيث نقوم بشرائه من السوق المركزي في المدينة بأسعار رخيصة، نجني منها أرباحاً بعد بيعه». وعن السعر يقول الانصاري: «يصل سعر الصندوق 5 كيلوجرامات بحوالي 120 ريالاً، أي أن الكيلوجرام منه يصل إلى 25 ريالاً، وهذا السعر يعتبر مناسبا مقابل الجهد الذي نبذله أثناء سفرنا من الطائف الى المنطقة الشرقية، وعلى الرغم من ذلك، فإن الأسعار تعتبر مناسبة، ولا يوجد بها مبالغة»، مشيراً إلى أن «غالبية الباعة يمتلكون سيارات نقل صغيرة، حيث يسافرون بها المدن، بحثاً عن الزبائن التي تشتري منهم بضاعتهم، وهذا يحصل معهم على مدار العام، ولكن في أيام المواسم التي تكثر فيه المحاصيل الزراعية من الفواكه، سواء كان الرمان أو الخوخ أو العنب أو التوت، وكذلك التين البرشومي، نرتحل كثيراً بغرض كسب لقمة العيش، وهي فرصة لشغل أوقاتنا بالبيع والشراء، وكسب المال لسدّ حاجتنا».