حال من الجدل تفجّر في الشارع الرياضي السعودي بعد إعلان المدير الفني للمنتخب الأول لكرة القدم الهولندي فرانك ريكارد قائمة من 27 لاعباً لخوض المعسكر الإعدادي الذي سينطلق في إمارة أبو ظبي الإماراتية في 22 آب (أغسطس) الجاري قبل بداية الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم بالبرازيل 2014. إذ جاء قرار استبعاد لاعب وسط اتحاد جدة محمد نور بمثابة مفاجأة غير متوقعة للجماهير خصوصاً بعدما تألق مع (الأخضر) في مباراتي الدور الثاني أمام هونغ كونغ، ما جعل محبي اللاعب وجماهير الاتحاد على وجه الخصوص يعبرون عن غضبهم على صفحات التواصل الاجتماعي "فيس بوك" فضلاً عن تنظيمهم حملات غاضبة في المنتديات الرياضية احتجاجاً على القرار، وربط بعضها استبعاد نور بعودة مهاجم الهلال المنضم حديثاً إلى العين الإماراتي ياسر القحطاني، خصوصاً أن القحطاني يغيب عن تشكيلة منتخب بلاده منذ كأس آسيا 2011 في (كانون الثاني) يناير الماضي إذ تلمح الجماهير الاتحادية حسب وجهة نظرها إلى أنه لا مكان لنور بوجود القحطاني الذي يريد أن يستعيد شارة القيادة التي حملها نور في مباراتي هونغ كونغ وأن القرار يرجع إلى تقرير حصل عليه المدرب الجديد ريكارد يؤكد أن اللاعبين دائماً على خلاف على شارة القيادة، لذا تجنب التصادم والمشاكل واختار القحطاني. وكانت الصدمة الكبيرة لمحبي نور جعلت الكثير من التقارير تؤكد أن محمد نور يفكر في الاعتزال دولياً بسبب عدم اختياره ضمن قائمة المنتخب السعودي المشاركة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2014. وذكرت تلك التقارير أن نور ينوي تقديم ورقة اعتزاله هذا الموسم بعد أن حقق مع الفريق الكثير من الإنجازات محلياً وخارجياً، وأيضاً بعد قرار عدم اختياره لتشكيلة المنتخب، وسيجتمع نور مع عدد من أعضاء الشرف بناديه للتباحث حول هذا الموضوع. لعب نور للاتحاد منذ عام 1996، وحقق مع الفريق الكثير من البطولات منها 7 بطولات دوري، وثلاث بطولات كأس ولي العهد، وكأس خادم الحرمين الشريفين في نسخته الجديدة مرة واحدة 2010، وكأس الاتحاد السعودي مرة واحدة 1999. وعلى المستوى الدولي حقق 8 بطولات من أهمها دوري أبطال آسيا دوري أبطال العرب، وشارك نور مع المنتخب السعودي في مونديال 2002 في اليابان و2006 في ألمانيا. من جانبها ردت الجماهير الهلالية مؤكدة ان نور لاعب كبير في السن (32) عاماً، وانه لا يصلح ليكون احد عناصر المنتخب السعودي في كأس العالم 2014 إذ سيكون تخطى ال 35 عاماً، فيما لا يزال المستقبل أمام القحطاني الذي سيبلغ ال 29 في الشهر المقبل وبمقدروه أن يعطي حتى مونديال البرازيل. أصحاب الرأي البعيد عن الانتماء للاتحاد أو الهلال يؤكدون ان قرار ريكارد سيجلب مشاكل كان المنتخب بمنأى عنها في هذه المرحلة الحرجة التي تحتاج تكاتف الجماهير لا انقسامها، مشيرة إلى أن استبعاد نور وهو في قمة مستواه الفني وانضباطه السلوكي لا بد ان يثير عاصفة من الجدل، وكان يجب على مسؤولي الاتحاد السعودي أن ينبّهوا ريكارد لخطورة هذا القرار لأن نور لاعب كبير ويتمتع بشعبية كبيرة وإبعاده بهذه الطريقة إهانة لتاريخه لن يقبلها وستشعل غضب جماهير الاتحاد. إبعاد نور وضمّ القحطاني جدلية جديدة.. وعاصفة التغيير تهبُّ بالإطاحة بمن هم فوق الثلاثين ويشتهر ريكارد بالدفع بالعناصر الشابة إذ كان يعوّل على تشافي وديكو وميسي وايتو إبان إشرافه على برشلونة الأسباني على رغم قلة خبرتهم ثم صاروا نجوماً لامعة في القارة الأوروبية، ونجح ريكارد بفضل حماسه ومغامراته الهجومية في الفوز بالدوري الأسباني مرتين، كما قاد الفريق "الكتالوني" إلى التتويج ببطولة الاندية الأوروبية ابطال الدوري بعد عروض رائعة. ويبدو أن ريكارد مصمّم على النهج ذاته إذ أكد بعد تولي الإشراف على "الأخضر" أنه يسعى إلى التعرّف على المواهب الشابة لأنه يهدف إلى بناء قاعدة للكرة السعودية. يُذكر ان التشكيلة شهدت أيضاً عودة سعود كريري وأحمد الفريدي بعد تعافيهما من الإصابة، فيما خلت من مشعل السعيد وعبدالملك الخيبري وخالد الزيلعي وسلطان النمري. وأكد ريكارد على نظريته بضم الوجوه الشابه والاعتماد على المواهب الجديدة بالاستعانة بنجوم المنتخب الأولمبي الأولمبي الواعدة مثل ابراهيم غالب وسعود حمود ويحيى الشهري والحارس حسن شيعان. ومشكلة ريكارد الرئيسة في مرحلته القادمة أنه سيواجه ضعفاً في الشق الهجومي للأخضر بعد تراجع مستويات نجوم الكرة السعودية نايف هزازي وياسر القحطاني ومالك معاذ وسعد الحارثي، والأخيران تم استبعادهما من قائمة الأخضر قبل قدوم ريكارد، ومعاناة الأندية مع المهاجمين انعكست بشكل كبير على المنتخب السعودي الأول، ويبدو أن ناصر الشمراني هداف الدوري ومهاجم نادي الشباب هو الوحيد الذي يغرّد خارج السرب من المهاجمين في الآونة الأخيرة. وما ينطبق على خط الهجوم يمكن أن ينطبق على مركز الحراسة الذي يعاني هو الآخر منذ ضعف كبير ونهائيات كأس آسيا الأخيرة بالدوحة كشفت هذه المعضلة في الفريق الأخضر. ويبقى خط الدفاع متجدداً بوجود أسامة هوساوي أفضل لاعب سعودي وأسامة المولد صمامي الأمان، وأعاد ريكارد لتشكيلة الأخضر أفضل لاعب آسيوي في العام 2005 حمد المنتشري الذي بدأ يستعيد تدريجياً مستواه المعروف عنه. أما خط الوسط فهو من أفضل الخطوط لوفرة النجوم حتى مع غياب محمد نور، كما أنه طعّم بلاعبين من أفضل النجوم في الموسم الماضي وهما الموهبتان الشابتان نواف العابد وإبراهيم غالب. ويقيم المنتخب السعودي معسكراً لمدة أسبوع في أبو ظبي يبدأ من 22 الجاري قبل بداية الدور الثالث من التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014. وتغادر بعثة الأخضر إلى مسقط لمواجهة المنتخب العُماني في الثاني من أيلول (سبتمبر) المقبل في الجولة الأولى، قبل أن يعود إلى الدمام ويلاقي نظيره الأسترالي في السادس من الشهر ذاته، ضمن مباريات المجموعة الرابعة. وضمّت القائمة الجديدة كلاً من: حسن العتيبي ووليد عبدالله، وياسر المسيليم وحسين شيعان في حراسة المرمى، وعبدالله شهيل وحسن معاذ وماجد المرشدي وأسامة هوساوي وعبدالله الزوري وحمد المنتشري وأسامة المولد وراشد الرهيب في الدفاع، وسعود كريري وأحمد عطيف ومعتز الموسى وتيسير الجاسم ويحيى الشهري ونواف العابد ومحمد الشلهوب وإبراهيم غالب وأحمد الفريدي وعبدالعزيز الدوسري في الوسط، وناصر الشمراني ونايف هزازي ويوسف السالم ومحمد السهلاوي وسعود حمود وياسر القحطاني في الهجوم. الذهاب لمعترك شارة القيادة لإدانة الهولندي الجديد وأوقعت قرعة الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل المنتخب السعودي في المجموعة مع منتخبات أستراليا وعمان وتايلاند. وقرر الاتحاد السعودي إقامة مباراة أستراليا في مدينة الدمام، فيما ستستضيف العاصمة الرياض مواجهتي تايلاند وعُمان. يُذكر أن المنتخب السعودي تأهل إلى هذا الدور بعدما تجاوز هونغ كونغ في الدور الثاني، إذ فاز ذهاباً في الدمام 3- صفر ، قبل أن يكرر فوزه إياباً في هونغ كونغ 5- صفر. وتحلم الجماهير السعودية بعودة "الأخضر" إلى المونديال خصوصاً أنه شارك أربع مرات في نهائيات كأس العالم، في 1994، 1998، 2002، 2006 وكانت أفضل نتائجه في نسخة 1994 عندما بلغ الدور الثاني كما سجّل سعيد العويران أجمل هدف في تلك النهائيات. كما تعول الجماهير السعودية الكثير على مدربها الجديد ريكارد في استعادة الإنجازات الغائبة عن الكرة السعودية منذ سنوات إذ حقق "الأخضر" كأس الخليج 3 مرات، (1994، 2002، 2003) وحقق كأس العرب 2003.