بينما حط الشاب ماجد الدوسري رحاله في الغرفة 307 في الطابق الثالث من مبنى البرج الطبي، التابع لمجمع الدمام الطبي، للعلاج من السمنة المفرطة التي يعاني منها، ترقد شقيقته رنا في الغرفة 507 بالطابق الخامس من المبنى نفسه، آملين ألا يبرحا هذا المبنى إلا بعد شفائهما مما يعانيانه. رحلة ماجد وأخته من رأس تنورة حيث يسكنان، إلى البرج الطبي، جعلت العيون مسلطة على مبنى البرج، الذي استضاف مجبراً الشقيقين اللذين يعانيان السمنة المفرطة منذ سنوات، ووصل وزنهما مجتمعين أكثر من 700 كيلو جرام من اللحم والشحم. في الوقت نفسه تابع أكثر من 8000 قارئ، حتى موعد إعداد هذا الموضوع للنشر، رحلة المريضين في صفحات «الحياة» لعدد الثلاثاء، رافعين أكف الضراعة والدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، داعين لهما بالشفاء من سمنتهما وأمراضهما العديدة، مطالبين وزارة الصحة بأن تقوم بعملها على أحسن وجه في توفير العلاج المناسب لهما، ولا تتركهما إلا بعد الشفاء التام. وزير الصحة ولا يعرف ماجد (25 عاما) ماذا سيحدث له في رحلة العلاج حتى هذه اللحظة، ويأمل ألا يغادر مبنى البرج، إلا بعد شفائه مما هو فيه، فيما تحلم شقيقته رنا، بأن تجد مكاناً قريباً من غرفة شقيقها، وتؤكد أنها لم تفارق ماجد يوماً واحداً، بعد وفاة أمهما قبل نحو عام. وتنوعت تعليقات القراء في موقع اليوم الالكتروني، بين من واسى ماجد (400 كيلو جرام) في مرضه، ومعاناته، وبين من وجه سهام النقد اللاذع لوزارة الصحة، وتحديداً إلى البرج الطبي الذي رفض التفاعل مع الحالة، لولا التهديد الذي أطلقه أحد أقرباء ماجد لمسؤولي البرج، برفع شكوى إلى وزير الصحة شخصياً، يتهم فيها مديرية الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية بالتقاعس في متابعة حالة ماجد الذي تعرض لإعياء شديد يوم الإثنين، تطلب نقله إلى أي مستشفى خاص.
تنوعت تعليقات القراء في موقع اليوم الالكتروني، بين من واسى ماجد (400 كيلو جرام) في مرضه، ومعاناته، وبين من وجه سهام النقد اللاذع لوزارة الصحة البرج الطبي واتفق قراء كثر على طرح سؤال واحد، تمنوا أن يستمعوا إلى إجابة عنه من أي مسؤول في وزارة الصحة، وهو ما هو مصير ماجد في البرج الطبي الذي ينام فيه حالياً؟، مشككين في أن ماجد ربما يخرج من البرج الطبي إلى بيته في رأس تنورة، دون أن يتلقى العلاج المنتظر. وكانت رنا (29 عاما) شقيقة ماجد، شككت في أن يتلقى شقيقها العلاج الذي يقضي على معاناته، وتوقعت الفتاة التي تعاني من السمنة، بعد أن بلغ وزنها 300 كيلو جرام، أن يخرج شقيقها من البرج، كما دخل، وألا ينعم بالعلاج المناسب لمثل حالته. ويبدو أن تصريح رنا بالأمس، أثر على عدد غير قليل من القراء، رأوا أن العناية الطبية بماجد لن تكون على قدر المتوقع والمأمول، وناشدوا في تعليقاتهم وزير الصحة شخصياً الوقوف بجانب هذا الشاب وشقيقته، ومتابعة حالتهما، حتى يتم الله شفاءه بخير. حدوث مضاعفات وتمنى الشاب ماجد من سريره بالبرج الطبي، أن يحظى بعلاج مناسب، وقال في تصريحه ل»اليوم»: رحلتي من رأس تنورة إلى البرج الطبي، كانت مأساة حقيقية لي ولشقيقتي، وحزنت جداً لأنه تم نقلي في باص تبرع به مسؤولو نادي رأس تنورة مشكورين، وليس في سيارة إسعاف مجهزة لنقل المرضى، وحزنت أكثر أن من قام بمساعدتي في إنزالي من الباص، هم عمال النظافة بمستشفى الدمام المركزي، وليس طاقم تمريض وأطباء، يفترض أن يرافقوا المرضى إلى غرف الكشف والتنويم، خوفاً من حدوث مضاعفات طبية».
رنا: لا تحرموني من رؤية شقيقي.. فلم أفارقه دقيقة واحدة فرت دموع ساخنة على خد الشابة رنا، وهي تتحدث عن شقيقها ماجد الذي فارقها، ليرقد في الغرفة 307، بينما هي ترقد بالغرفة 507، وقالت: «منذ كنا صغيرين، لم نفارق بعضنا البعض، نأكل معاً ونلهو معاً، جمعتنا نفس المعاناة، ونفس المصير، واليوم افترقنا، فهو في غرفة، وأنا في غرفة». وعادت لتقول: «أعرف أنه في قسم الرجال، وأنا في قسم النساء، ولكن أريد أن أزوره وأراه وقتما أشاء، أريد أن يسمحوا لي بزيارته في جميع الأوقات، فهذا يرفع من روحي المعنوية، كما يرفع من معنوياته، وأعتقد أن هذا الأمر يصب في صالح العلاج المفترض أن نتلقاه في البرج الطبي».
قراء يخصصون صفحة لأزمة ماجد ورنا على «الفيس بوك» وصل تفاعل القراء مع حالة ماجد وشقيقته، إلى حد قيام أحد القراء بفتح صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» يجمع فيها الأصوات التي تنادي بتوفير العلاج المناسب للشابين. وخصص القارئ رابطاً إلكترونياً للدخول في الصفحة التي ضمنها صور ماجد، وما نشر عنه في صحيفة «اليوم» التي تابعت حالته قبل نحو عام مضى، بينما وجد قراء موضوع ماجد فرصة سانحة، لتوجيه النقد إلى جهات خدمية عدة، لا تهتم بحسب رأيهم بالمواطن واحتياجاته ومتطلباته، وتساءل أحدهم «إلى متى والمواطن السعودي سيظل في خانة الإهمال، وإلى متى وبعض الجهات الخدمية، لا تهتم بالمواطن كما يجب، وتبادر بتوفير حاجته دون أن يطلب، داعين إلى تفعيل جهات رقابية، تضرب بيد من حديد على المتقاعسين.