لم تشفع لماجد الدوسري 6 أيام قضاها فوق فراش المرض في البرج الطبي، لدى الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، لتطمئنه على وضعه الصحي، وتكشف له عن برنامج علاجه المقبل، من السمنة المفرطة التي يعاني منها، وأوصلت وزنه حالياً إلى 400 كيلوجرام.ويعيش ماجد، الذي زارته مصادر أمس الأول في غرفته رقم 307، حالة نفسية سيئة، ويشعر أن حياته أوشكت على الانتهاء، مؤكداً أنه لم يكن ينتظر هذا التجاهل من مسؤولي البرج الطبي، والشئون الصحية في البرج الطبي. ممرضات البرج ورفض ماجد، الذي تقع غرفته في الدور الثالث من مبنى البرج الطبي التابع لمجمع الدمام الطبي، الحديث مع ضيوف كثر، زاروه للسلام عليه، وقال: «رغم الهالة الإعلامية التي صاحبت رحلتي وشقيقتي من رأس تنورة، إلى مقر البرج الطبي في الدمام، ورغم الأحاديث عن توصيات عدة وصلت للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية، للاهتمام بي، إلا أنني وحتى هذه اللحظة، لم أشعر بأن هناك اهتماماً، سواء من أطباء أو ممرضات البرج، الذي على ما يبدو لن أحتفظ له بذكريات جميلة بعد أن أغادره»، مضيفاً «الكل هنا لا يعرفون شيئاً عن مصيري الصحي، بمن فيهم الأطباء، الذين ليس لديهم أي تصور عن برامج العلاج التي من الممكن أن أخضع لها». الكشوفات الروتينية ويتابع ماجد اليوم السادس الذي أقضيه هنا، وهي مدة كافية جدا لأعرف ماذا سيفعلون معي، وما هو برنامج علاجي المقترح، إلا أن جميع الأطباء لا يتكلمون في هذا الأمر، وعندما أسألهم، يؤكدون أن ليس لديهم أي معلومات بأي برنامج علاجي مقترح، ويكتفون بعمل تحاليل وإجراء بعض الكشوفات الروتينية، ثم يذهبون إلى حال سبيلهم، متجاهلين حالتي النفسية السيئة، ووضعي الصحي الحرج». جسد ماجد وينام ماجد فوق سريرين منفصلين، قرر الفريق الطبي ضمهما بجانب بعضهما، ليكفي جسد ماجد، ويقول الشاب: «أخاف أن أتحرك بطريقة خاطئة، فيبتعد السريران عن بعضهما، فأقع على الأرض»، مضيفاً «سبق أن طلبت من الأطباء سريراً واحداً لأنام عليه، بدلاً من السريرين، فلم أتلق منهم رداً»، متسائلاً «هل إمكانات البرج الطبي، لا تساعد على تأمين سرير كبير، يتحمل من هم في وزني، وهل أنا الوحيد في المملكة بهذا الوزن، حتى يشعرونني بأنني حالة شاذة، ليس لي مثيل؟. اليوم الثاني ويشكو ماجد من تعامل الممرضين معه، مؤكداً أن هذا التعامل زاد من حالته النفسية سوءاً، وقال: «في اليوم الثاني لي في البرج الطبي، طلبت من الممرضين أن يساعدونني على الاستحمام، خاصة أنني لا أقدر على الحركة بمفردي، فقالوا لي ليس اليوم، وربما غداً، وعندما جاء الغد، لم ينفذوا وعدهم لي، وكررت طلبي، فتهربوا من الرد، ولم أستحم إلا في اليوم الرابع، عندما جاء أخي، وساعدني على الاستحمام». اليوم التالي وتابع ماجد «لم يتوقف مسلسل الإهمال في البرج الطبي عند هذا الحد، وإنما امتد إلى إهمال متعمد في نظافة الغرفة، والعناية بها»، مشيراً إلى أن «طاولة العشاء التي يحضرونها في الليل، تبقى في الغرفة بما عليها من فضلات طعام، إلى اليوم التالي، وعندما أستدعي الممرضة لطلب شيء ما، لا تأتي إلا بعد فترة طويلة من الزمن». تؤنس وحشتي ووجه ماجد رسالة إلى مسؤولي البرج الطبي «إذا عجزوا عن خدمتي، وتوفير الرعاية الكاملة لي، فأنا أعفيهم عن هذه المهمة نهائياً، وأطالبهم بالسماح بأن تعيش شقيقتي معي في الغرفة، فهي تعرف ماذا أريد، وتهتم بي وترعاني، كما أنها تؤنس وحشتي، وتسليني في وحدتي التي أشعر بها منذ دخلت مبنى البرج الطبي». «الشؤون الصحية».. تعلق على معاناة ماجد صمتاً بقدر ما تحتاج قصة ماجد وشقيقته، إلى رد عاجل من مديرية الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، بقدر تجاهلها غير المبرر، وسبق أن دعونا الشؤون الصحية منذ مساء الأحد الماضي، أن تعلق على الموضوع، وعن سبب عدم تفاعلها بما فيه الكفاية في استقبال ماجد وشقيقته في البرج الطبي، لولا التهديد الذي أطلقه أحد أقرباء الشابين، باللجوء إلى وزارة الصحة، إلا أنها تؤجل ردها يوماً بعد آخر، دون أي سبب مقنع. وتمنى ماجد أن يعلق أي مسؤول في مديرية الشؤون الصحية، على سبب عدم استقباله وشقيقته بطريقة محترمة، وسبب عدم الإعلان عن البرنامج الطبي الذي سيخضع له أثناء بقائه في البرج»؟. شقيقته: ارحموا ماجد.. واتركوني أعيش معه وعلى العكس من ماجد، بدت شقيقته التي ترقد في الغرفة 507 بالطابق الخامس من البرج الطبي، أكثر هدوءاً من شقيقها، وقالت: «لا أجد معاناة في جلستي في البرج الطبي، وراضية بالمعاملة التي أجدها منهم، إلا أن ما ينغص علي رقدتي هنا، أنه لا يوجد شخص يطمئنني على صحة ماجد، وماذا سيفعلون معه، وما هو البرنامج العلاجي الذي سيتبع معه في قادم الأيام»، مشيرة إلى أن «ماجد يشكو من الخدمة السيئة، وأنا على استعداد أن أساعده وخدمته، شريطة أن يسمحوا لي بالجلوس معه في غرفة واحدة». وتعاني شقيقة ماجد من سمنة مفرطة، ووصل وزنها إلى 300 كيلوجرام، ويبدو حالها الطبي أفضل حالاً من شقيقها الذي يعاني من التصاق اللحم، المترهل إلى الأرض، كما يعاني من داء الفيل، وخلل في إفرازات الهرمونات.