عودت نفسي مع حلول كل رمضان على البعد عن الشعر وأجوائه حرصاً مني على روحانية ونقاء هذا الشهر الفضيل وتجديداً للنشاط واستعادة للطاقة, ومع الوقت أصبحت أجد في نفسي عزوفاً حقيقياً عن كل ما يتعلق بالشعر خلال رمضان، وكنت ومازلت أجد صعوبة شديدة في الجمع بين الصوم وقراءة القرآن وسماعه من جهة وبين الشعر من جهة أخرى, على الأقل في رمضان ولكن سأختلس هذه اللحظات المستقطعة من رمضان لكتابة هذه الخواطر الرمضانية داعياً الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال وأن يجعلنا مفاتيح للخير ومغاليق للشر خاصة الشعراء منا المتواجدون في الساحة خلال رمضان. * يبدو أنه أصبح لدى شعوبنا في الوطن العربي ميل إلى اللهو ووسائل الترفيه خلال شهر رمضان. فرمضان أصبح لدى البعض شهر المسلسلات الكوميدية والفوازير والمسابقات الرمضانية الترفيهية التي تتفنن في تقديمها القنوات الفضائية بأسلوب جذاب وتتلقفها عقول المشاهدين قبل عيونها. في سياق الحديث عن اعتزال الشعر في رمضان أجدها مناسبة لحث الشعراء المكثرين من كتابة الشعر بالتوقف الفوري عن الكتابة منعاً لتفاقم حالة « الإسهال الشعري » وبما أن الساحة الشعبية لا تتوقف في رمضان بتوقف الفقير لله ولا غيره بل ربما ازداد نشاطها أكثر خاصة من خلال المنتديات الإلكترونية والقنوات الشعبية, فهل نرى منها منافسة للقنوات الإعلامية الأخرى وخاصة الفضائيات وهل يستطيع شعراء وكتاب وإعلاميو الشعر الشعبي مشاركة الفضائيات كعكة مشاهدي المرح والترفيه؟ * وبما أننا في سياق الحديث عن اعتزال الشعر في رمضان فأجدها مناسبة لحث الشعراء المكثرين من كتابة الشعر وخاصة من صرح منهم بأنه يكتب مالا يقل عن قصيدتين يومياً بالتوقف الفوري عن الكتابة منعاً لتفاقم حالة “ الإسهال الشعري “ التي أصيبوا بها , واستغلال هذا الشهر الفضيل كفترة نقاهة لاسترداد عافيتهم الشعرية, فوالله إني لأخشى عليهم من الجفاف الفكري والذي ربما أدى إلى نضوب القريحة الشعرية. * وختاماً, عذراً رمضان فعلى الرغم من كثرة القصائد الشعبية وتنوع مواضيعها فللأسف هناك شح بل ندرة في الأبيات التي تستحق أن تستدرج وتعلق بالذاكرة عنك. يا أيها الضيف الكريم على المدى شرف الضيافة أننا الخدام إن كنت تأتي كل عامٍ مرةً فلقد أضأت على المدى الأعوام