هذا الزعيم العابد الخاشع الراكع الساجد الرافع يديه إلى السماء داعيا.. مبتهلا باكيا بأن يخلص الله أمته من معاناتها وآلامها وحروبها وتشتت شملها وفرقتها.. وأن يجمع الله كلمتها ويوحد صفوفها وتنبذ خلافاتها.. وتصون كرامتها وتستعيد أمجاد عزتها وانتصاراتها.. ومواكبة عصرها.. هذا الإنسان الصالح الذي تواضع المُلك بين يديه فأصبح أبا لصغيرنا.. عونا لفقيرنا.. سندا لسواعدنا في بناء بلادنا. رأيناه بالأمس في مشهد لا يمكن تبديده ولا إخفاؤه ولا تمحوه الأيام على مر الزمن.. لقد رآه الله قبلنا في مواقف شتى فاعلا للخير ساعيا من أجل وحدة الأمة ورفع شأنها بين أمم الأرض.. هذا الساجد في بيت الله وكعبته المشرفة ودموعه قبل يديه تغسل أرض أطهر بقعة على وجه الأرض. ذلك المظهر الذي أبكانا وأيقظ في صدورنا جذوة الإيمان وصحوة الخير والسلام.. عزز الثقة في قلوبنا بأن الله قد أراد الخلاص لأمتنا من محنها وآلامها وهزائمها على أيدي رجال اختارهم الله لنصرة دين الله من أرض النور والهدى والحب السلام. لقد رآه الله قبلنا في مواقف شتى فاعلا للخير ساعيا من أجل وحدة الأمة ورفع شأنها بين أمم الأرض.. هذا الساجد في بيت الله وكعبته المشرفة ودموعه قبل يديه تغسل أرض أطهر بقعة على وجه الأرضعبدالله بن عبدالعزيز الملك.. والإنسان والأب والأخ والزعيم كان قبل هذا وبعده هو ذلك المؤمن.. العابد الواثق بنصر الله فالله ينصر من ينصره.. إنه خادم الحرمين الشريفين قولا وفعلا وعملا.. والمواقف المشهودة لملك هذه البلاد في جمع كلمة العرب والمسلمين يعرفها العالم أجمع.. ولن نقف عند أراجيف المرجفين والناكرين والجاحدين.. ومن اختار العمل من أجل خير الامة وتوحيد صفوفها ورفع شأنها لا تضيره ادعاءات الصغار ولا أحقادهم ولا صغائرهم.. فالكبار في هذا الوطن سيبقون كبارا بأعمالهم ونصرتهم لإخوتهم العرب والمسلمين في كل أرض.. بدون منة على أحد.. والجاحدون لا يضير بلادنا ولا قادتنا جحودهم.. ورحم الله موحد شمل هذه الأمة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي قال: «الخير بذرة صالحة تقذفها خلف ظهرك فإن جاءت على أرض خصبة أينعت وأثمرت وعم نفعها وإن جاءت على أرض قاحلة وصلبة لم تثمر». وهكذا هم الناس فيهم من يثمر في وجهه الخير ويعترف بالجميل ومواقف الرجال.. وفيهم من ينكر ويجحد ولا يثمر فيه المعروف.. وهؤلاء لا نقف عند جحودهم ونكرانهم.. ولا نعبأ إطلاقا بأكاذيبهم وبهتانهم.. فقد اختاروا هم بأنفسهم مواقع خطاهم إلى الردى والتشتت والفرقة والجحود.. واخترنا نحن طريقنا إلى الخير والوحدة والحب والسلام.. وهذا يكفي.. ولا أزيد.