على الهواء مباشرة.. ترقب مئات الملايين في مصر والعالم، مثول الرئيس السابق حسني مبارك في قفص الاتهام، أمام أول محاكمة من نوعها طوال التاريخ المصري. وبينما خلت غالبية الشوارع في القاهرة والمدن الرئيسية الكبرى، التي تسمّر فيها المواطنون أمام شاشات التلفزة غير مصدّقين ما يرونه، قرر رئيس محكمة جنايات القاهرة المستشار أحمد رفعت الأربعاء تأجيل قضية الرئيس السابق ونجليه علاء وجمال إلى 15 أغسطس الجاري. بعد جلستين استمرت الأولى قرابة الساعة، فيما استمرت الثانية 75 دقيقة بالضبط، قرر القاضي أيضاً بعدهما إيداع مبارك مستشفى المركز الطبي العالمي حتى الانتهاء من محاكمته. فيما تعاود المحكمة النظر في محاكمة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وكبار معاونيه السابقين إلى هذا الخميس. وقد انكر الرئيس السابق حسني مبارك امام المحكمة «كل الاتهامات» الموجّهة اليه بالقتل العمد للمتظاهرين السلميين اثناء الانتفاضة المصرية لدفع الآخرين الى التفرّق» وانهاء التظاهرات السلمية المطالبة برحيله بالاتفاق مع وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي. وبعد ان تلا ممثل النيابة العامة قرار الاتهام الذي يتضمّن اتهامات بالقتل العمد والفساد المالي، نادى رئيس المحكمة القاضي احمد رفعت على «المتهم الاول محمد حسني مبارك» فأجاب: «افندم انا موجود» وسأله عن رأيه في الاتهامات الموجّهة إليه فقال: «انا انكر كل هذه الاتهامات تماماً». كما نفى أيضاً اتهامات بأنه قبل «عطية» ممثلة في 5 فيلات قيمتها تزيد على 39 مليون جنيه في مدينة شرم الشيخ من رجل الاعمال حسين سالم، الذي يحاكم غيابياً في نفس القضية، مقابل منحه مساحة كبيرة من «الاراضي في اكثر المناطق تميّزاً في شرم الشيخ (..) واسناد امر بيع وتصدير الغاز الطبيعي المصري لإسرائيل بسعر ادنى كثيراً من سعر السوق الى شركة البحر المتوسط التي يمثلها (حسين سالم) ويستحوذ على معظم اسهمها» مما ادى الى اهدار للاموال العامة. وسأل القاضي نجلي مبارك، جمال وعلاء تباعاً، عن رأيهما في الاتهامات بالفساد الموجّهة إليهما فأجابا انهما ينفيان الاتهامات جميعاً. ولوحظ وقوف علاء وجمال مبارك حاملين المصحف بجوار والدهما على السرير الأبيض، وهي المرة الأولى التي يلتقون فيها منذ الأحداث التي اطاحت بحكمه. ووضح تماماً تعمّدهما الوقوف أمام سرير والديهما، لحجب صورته عن كاميرات التليفزيون. بينما شوهد مبارك أكثر من مرة وهو ينظر في ساعته. اقتصادياً.. انعكست محاكمة الرئيس السابق وبعض معاونيه على مؤشرات البورصة المصرية الثلاث، التي أنهت تعاملاتها أمس، على تراجع جماعي لتخسر 1.5 مليار جنيه من قيمتها السوقية، مدفوعة بعمليات بيع مكثفة من قبل كل من المستثمرين الأجانب والعرب، بالإضافة إلى المؤسسات وسط حالة من الخوف والترقب من قبل المستثمرين لما ستسفر عنه محاكمة مبارك، بالإضافة إلى التراجع الكبير الذى شهدته الأسواق العالمية الأربعاء. وخسر مؤشر البورصة الرئيسى «إيجى إكس 30» حوالى 1.02 بالمائة من قيمته، كما تراجع مؤشر الشركات المتوسطة والصغيرة « إيجى إكس 70» 0.35 بالمائة، وتراجع مؤشر «إيجى إكس 100» الأوسع نطاقاً 0.48 بالمائة. واستحوذ المستثمرون الأجانب على 23.87 بالمائة من إجمالى التعاملات وحققوا صافي بيع بقيمة 17.1 مليون جنيه، في حين استحوذ المصريون على 69.48 بالمائة وحققوا صافي شراء بقيمة 27.5 مليون جنيه، ومثل العرب نحو 6.65 بالمائة وحققوا صافي بيع بقيمة 10.4 مليون جنيه.