يفتتح مساء يوم الخميس الرابع من رمضان المعرض الشخصي للخطاط الصيني الحاج نور الدين مي قوانج جيانغ، يقام في جالري أثر بمركز الصيرفي ميجامول بمدينة جدة وسيصاحب المعرض ورشة عمل فنية .أوضح ذلك ل ( اليوم ) حمزة صيرفي صاحب الجالري.ولد الحاج نور الدين عام 1963 في يويتشانغ من مقاطعة شاندونغ في الصين. حاز عام 1997 على إجازة الخط العربي من مصر, وأصبح أول صيني يكرم بجائزة رفيعة. في عام 2000. علم مبادئ أول منهج تعليمي بشكل نظامي ودوري لفن الخط العربي في جامعة العلوم الإسلامية بمدينة تشنغتشو في الصين .في عام 2005 اقتنى المتحف البريطاني لوحة أسماء الله الحسني وعرضها بشکل دائم في معرض الفن الإسلامي. وتعتبر هذه المرة الأولي التي تعرض فيها لوحة من هذا النوع مکتوبة بالأسلوب الصيني للخط العربي .وفي عام 2009 اختير الحاج نور الدين ضمن أهم 500 شخصية إسلامية لها تأثير على مستوى العالم.عن الخط العربي في الصين يقول الخطاط الحاج نور الدين: «إن الخط العربي في الصين واضح ومتنوع، يستدعي دائمًا مرأى الخيول العاديات، والقمم المهيبة، والجداول المنحدرة، مع قيم جمالية، ونداءات فنية خفية. إنه تعبير موسيقي دون نغم، صورة منظورة للأحاسيس، إنها سطور رقيقة طبيعية ورقيقة، ينتجها الخيال الخصب.إنها ميراث العطاء الإسلامي في الصين، وهو كنز ثقافي وفني من كنوز الدنيا. ويتابع» إن الخط العربي التقليدي هو الذي يمثل بحق الفنون الإسلامية في الصين.
إن الأدوات التي تستخدم في إبداع الخط العربي التقليدي في الصين تشكل أساسًا لتصنيف التقنيتين الكبيرتين في الكتابة التقليدية فالأعمال متوازنة – بالرغم من وجود بصمات شخصية لكل فنان بنسب متفاوتة – وإن العمل الفني ينبغي أن يتم مرة واحدة للمحافظة على وضوحه وإيقاعاته والإحساس بأبعاده الثلاثة. إن هناك روحانية خاصة في هذا النوع من الفنون.ولدى الحاج نور الدين إحساس عميق بمسئوليته كخطاط صيني مسلم في نشر فن الخط العربي ويقول عن هذا الشعور والإحساس الجميل :» وكخطاط صيني مسلم فإن عندي إحساسًا عميقًا بمسؤولية ترويج ونشر هذا الفن المركب من ميراثنا الثقافي النفيس. وهذا سيمكِّن العائلات الإسلامية من امتلاك أعمال فنية ذات جاذبية عالية، ويمكِّن آخرين من إدراك وتجربة هذا الكنز التراثي الغني والقيم، كما يعمق فهمهم للإسلام.وعن الأدوات التقنية المستخدمة في الخط العربي بأسلوب صيني يقول: « إن الأدوات التي تستخدم في إبداع الخط العربي التقليدي في الصين تشكل أساسًا لتصنيف للتقنيتين الكبيرتين في الكتابة التقليدية أولاهما هي الكتابة بالفرشاة الصلبة حيث يستخدم الخطاط قطعة قلمًا من البامبو، أو قطعة خشبية، أو يكتب بقطعة من العظم، وفي الطريقة الثانية تستخدم الفرشاة اللينة حيث يستخدم الخطاط فرشاة من الصوف أو الشعر، أو الألياف النباتية؛ لإنجاز كتابته» ويمكن تقسيم الكتابة العربية الصينية ثلاثة أقسام أو مدارس، طبقًا للمنطقة الجغرافية: الشمالية، والجنوبية والغربية.
ويمكن تصنيف كل من هذه المدارس الثلاث بحسب الخط وكيف يبدو.وتشمل هذه الخطوط (الأنواع) تقليد الخان الإمبراطوري، خط الشرف (بانج شو) الخط الطوماري (تو ما ري) رسم الحروف القرآنية، والخط العربي المقوس (للكتابة على الحروف المقوسة).وعن التبادل الثقافي بين الثقافتين العربية والصينية يقول :» إن آليات التبادل الثقافي بين الثقافتين العربية والصينية هي إعادة الكتابة. وقد انضم إلى قائمة الخطوط الصينية أخيرًا خطا الديواني والثلث، وصارت لهما شعبية لافتة.ولقد استعار الخط العربي الصيني بعض مفاهيمه من الشعر الصيني. كما أن تقنيات الإنتاج الفني الصيني أثرت كذلك في الخط العربي الصيني.فمن الفن الصيني أتت لمسة المبالغة البصرية أو المبالغة الفنية، وتقسيم سطح العمل، أو المساحة الخطية، وتقنية التقويس (الكتابة المقوسة)، والتقابل (في المساحات الإيجابية والسلبية ) التي تسمى (خطأ صواب) وأسلوب التسميك والتنحيف في الكتابة، وأسلوب الاقتباس الخلاق، وأسلوب التظليل البُعدي، وأسلوب التغطية الجزئية.وإن الجمال المتفرد للأعمال الخطية العربية التي ابتدعها الخطاطون الصينيون المسلمون من أسلافنا لتمثل اتحادًا جماليًّا بين الفنون الصينية والإسلامية. إنها خلاصة الحكمة المشتركة بين آبائنا المسلمين.