تبدو أسواق الطاقة رهينة حالة ترقب والانتظار لنتائج التصويت في الولاياتالمتحدة على خطة أوباما القاضية برفع سقف الديون العامة الأمريكية، وسط قلق بشأن انعكاسات استمرار الازمة على الاقتصاد العالمي. وعززت العقود الآجلة لخام برنت مكاسبها في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي، استقر سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي قرب 117 دولارا للبرميل لكن الاتجاه يبدو نزوليا مع ترقب المستثمرين والمتعاملين التوصل إلى قرار بشأن مشكلة الديون الأمريكية. وسجلت أسعار النفط الأمريكي للعقود الآجلة أدنى مستوى إغلاق في أسبوعين بعد بيانات أظهرت نموا اقتصاديا ضعيفا في الربع الثاني من العام ومع استمرار المأزق في المحادثات الرامية للتوصل لاتفاق لرفع سقف الدين. وأنهى الخام الأمريكي الخفيف للعقود تسليم سبتمبر جلسة التعاملات في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) منخفضا 1.74 دولار أو 1.79 بالمائة ليسجل عند التسوية 95.70 دولارا للبرميل وهو أدنى مستوى اغلاق منذ الرابع عشر من يوليو. وتراوح الخام الأمريكي في جلسة يوم الجمعة في نطاق من 94.95 دولارا الي 97.39 دولارا في تعاملات ضعيفة. وأنهت عقود سبتمبر في نايمكس أسبوعها على خسائر قدرها 4.17 دولارات أو 4.2 بالمائة بعد ان كانت سجلت مكاسب على مدى الأسابيع الأربعة السابقة. وبالنسبة للبيانات الاقتصادية المؤثرة على الأسواق فقد أظهر مؤشر طلبات الإعانة في الولاياتالمتحدة انخفاضا الأسبوع الماضي ليصل إلى 398 ألف طلب مقارنة بالقراءة السابقة التي وصل فيها إلى 418 ألف طلب بعد أن ذهبت التوقعات لان يكون عدد طلبات الإعانة خلال هذا الأسبوع حوالي 415 ألف طلب. ومازال الاتفاق على تجنب التخلف عن سداد الديون في أكبر اقتصاد في العالم مراوغا وسط خلافات داخلية بين الجمهوريين تمنعهم من التوصل إلى تسوية مع الديمقراطيين. وعلى الرغم من المشاكل في الولاياتالمتحدة ارتفع الدولار أمام سلة عملات إذ ظل اليورو يتعرض لضغوط بسبب مشكلة الديون الأوروبية المستمرة. وعلى صعيد متصل قالت منظمة أوبك إن سعر سلة خامات نفط المنظمة انخفض إلى 113.36 دولارا للبرميل من 113.40 دولارا في اليوم السابق. وقالت ناتالي روبرتسون، المحللة في «إيه إن زد»، «رغم السياق السلبي للاقتصاد الكلي يبدو أن تأثيرات كفة المعروض تدعم الأسعار». وأضافت «العواصف الأولى لموسم أعاصير الأطلسي تحتل عناوين الأنباء، مما يذكر السوق باحتمال تعطل الإمدادات جراء موسم أعاصير من المتوقع أن يكون نشطاً». وفي السياق نفسه، أبلغ بيتر فوسر، المدير التنفيذي لشركة «شل»، أن أسعار النفط لا تزال مرتفعة، لأن السوق تعتقد أن الطاقة الإنتاجية الفائضة ل«أوبك» تتناقص سريعاً، وربما تكون قد نزلت عن ملياري برميل يومياً. وأضاف «يعكس سعر النفط التوقعات بارتفاع الطلب وبأن العرض مازال يلاحق الطلب، كما يبرهن على أن الطاقة الإنتاجية الفائضة ل(أوبك) أقل من مليوني برميل يومياً حالياً، وفقاً لأحدث البيانات». وأبدى تشككه في أن يؤدي سحب وكالة الطاقة الدولية من المخزونات إلى تحقيق استقرار طويل الأجل في أسواق النفط العالمية. وفي الصدد نفسه، توقع مسح لرويترز أن يرتفع إنتاج منظمة «أوبك» من النفط في يوليو إلى أعلى مستوى له في نحو ثلاثة أعوام، بسبب زيادة المعروض السعودي والأنغولي. وخلص المسح الذي شمل شركات نفطية ومسؤولين في منظمة «أوبك» ومحللين، إلى أنه من المتوقع نمو معروض الاثني عشر عضواً في منظمة البلدان المصدرة للبترول إلى 30.07 مليون برميل يومياً في المتوسط هذا الشهر، من 29.81 مليون برميل يومياً في يونيو. الخام الأمريكي الخفيف للعقود تسليم سبتمبر ينهي جلسة التعاملات الاسبوعية في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) منخفضا 1.74 دولار أو 1.79 بالمائة ليسجل عند التسوية 95.70 دولارا للبرميل وهو أدنى مستوى اغلاق منذ الرابع عشر من يوليو من جانب آخر في إطار نتائج أهم شركات النفط في الربع الثاني أعلنت شركة "توتال" النفطية الفرنسية انخفاض أرباحها الصافية في الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 6 بالمائة عازية ذلك إلى تعطل الإنتاج في ليبيا واستمرار ضعف هوامش التكرير في أوروبا. وقالت "توتال" إن صافي الأرباح المعدل بلغ 8ر2 مليار يورو بتراجع نسبته ستة في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي مشيرة الى ان زيادة الطلب العالمي على النفط والأزمات السياسية زادت من التوتر في السوق النفطية خلال الربع الثاني من هذا العام. وأضافت أنها سجلت تراجعا بنسبة 2 بالمائة في انتاج النفط والغاز خلال تلك الفترة مع تسجيل حقول بحر الشمال تراجعا لاعمال الصيانة وتعطل عمليات الانتاج في ليبيا. من جانبه ذكر المدير التنفيذي للشركة كريستوف دو مارجيري أن تغيير المحفظة الاستثمارية وارتفاع تكاليف الصيانة وتوقف العمليات في ليبيا إلى جانب استمرار ضعف هوامش التكرير في أوروبا انعكست جميعها بشكل سلبي على أرباح الشركة في هذه الفترة. يذكر أن مجموعة توتال تعد من اكبر الشركات النفطية في العالم حيث تحتل المركز الأول من حيث القيمة بين الشركات المدرجة على مؤشر البورصة الفرنسية . كما كشفت نتائج ثاني أكبر شركات النفط الأمريكية "شيفرون" ان أرباحها المحققة خلال الربع الثاني المنتهي في يونيو ارتفعت بنسبة 43 بالمائة بدعم من ارتفاع أسعار النفط والبنزين. وتبعا لذلك فقد بلغت أرباح الشركة التي يقع مقرها في "سان رامون" بولاية كاليفورنيا 7.7 مليار دولار أو 3.85 دولار للسهم الواحد بالمقارنة مع 5.4 مليارات دولار أو 2.7 دولار للسهم الواحد خلال نفس الفترة قبل عام، أما الإيرادات فقفزت 31 بالمائة إلى 66.7 مليار دولار. يذكر أن "اكسون موبيل" حققت ارتفاعا في أرباحها الفصلية بنسبة 41 بالمائة إلى 10.7 مليارات دولار، في حين تضاعفت أرباح "شل" الهولندية تقريبا إلى 8.66 مليارات دولار.