الدكتور محمد آل زلفة من الشخصيات المحلية التي أثرت في الساحة الثقافية السعودية وأثرتها بالتنوع الفكري وإبراز وجهة نظر الرأي الآخر المخالف ،والدفاع عن حقوق المرأة على وجه الخصوص , الأمر الذي أغضب البعض منه ليحصد هجوما كاسحا من قبل المحافظين الذين لا يتوافقون معه فكريا، طموحٌ إلى أبعد الحدود , وغيورٌ على مقدرات الأمة والتي تتمثل في تربية جيل على مستوى المسئولية , ومن مسقط رأسه ببلاد رفيدة يفتح قلبه ليجيب على 30 سؤالا فكانت الإجابات كالتالي: الدكتور محمد آل زلفة من الشخصيات التي أثرت في المشهد الثقافي السعودي وأثرته لإبرازه مفهوم الرأي, فما الذي حصدت ؟ ربما عدم مسايرتي لأصحاب الرأي الأحادي وجنوحي إلى طرح ما أعتقده برأي مختلف عن السائد هو ما جعلني في نظر البعض خارجاً عن المألوف وأحس بالغبطة إذا كان هذا التوجه له أثره في تشكيل المشهد الثقافي والخروج به من النمطية , أمّا ما حصدته نتيجة لهذا فهو الهجوم الكاسح من قبل المحافظين حماة الرأي الأحادي الذين لم يعتادوا على سماع الرأي الآخر، ولكن في المقابل كان هناك من المؤيدين ما يفوق المعارضين و هم ما يعبّر عنهم بالأغلبية الصامتة. من خلال قراءاتك للواقع الاجتماعي المحلي , هل ترى بأننا نسير في الطريق الصحيح ؟ أعتقد ،نعم ،بأننا نسير في الطريق الصحيح ؛ لأن مجتمعنا تغيّر والظروف المحلية كذلك ،وما نشهده من انفتاح على جميع الأصعدة و الحوار حول القضايا المختلف حولها يجعلني أعتقد بأننا نسير في المسار الصحيح. برأيك لماذا يوصف من يدافع عن حقوق المرأة في مجتمعنا بأنه إمّا ساذج أو مارق على أعراف المجتمع أو منافق ؟ أعتقد أن إطلاق مثل هذه الصفات أو المقولات نجمت عن ثقافة حديثة عهد بقبلية متخلفة وفهم خاطئ للدين حمله أصحاب هذا الفهم ما ليس فيه تجاه المرأة ، ولذا وقفوا بشدة تجاه كل من نادى بحقوق المرأة حقها في التعليم وحقها في العمل وحقها في اختيار الزوج وحقها أن تعيش بكرامة، وأنا اعتقد أن أصحاب هذه الأفكار في انحسار أمام مد التغيير وارتفاع الوعي. من يتابع لقاءاتك يلمس الحماس والغيرة على المجتمع وأبنائه , فلماذا تُكال لك الاتهامات ؟ دائما وفي كل حِقب التاريخ دعاة الإصلاح يواجهون بقوى معارضة، بعضهم يجهلون حقيقة ما يدعو إليه المصلحون وبعضهم يرون في الإصلاح تهديداً لمصالحهم وامتيازاتهم، ولذا يتصدون للمصلحين والغيورين والمتحمسين لمصلحة وطنهم ومجتمعهم بتسديد الاتهامات الباطلة. هل تؤمن بنظرية المؤامرة على المجتمع وأعرافه ومعتقداته ؟ لا أعتقد بنظرية المؤامرة كلية ، ولكنها ذريعة يرفعها الرافضون للإصلاح بحجة أن هناك مؤامرة تستهدف الوطن والمجتمع والدين إذا عجزوا عن مقاومة الإصلاح والتغيير والتحديث. هناك فئة لا هَمّ لها إلا الاتهام أو سوء الظن , بماذا تنصحهم ؟ أقول لهم اتقوا الله ولا تتهموا الناس بما ليس فيهم، وتبهتوهم ، والله نهى عن ذلك ليس لشيء إلا أنهم يختلفون معكم في الرأي. بماذا خرجت من كل الصراعات التي خضتها ؟ اعتقد أني خرجت منتصرا بدليل ارتفاع أعداد المؤيدين لأنني لم أدعُ إلى شيء يتعارض مع الدين الصحيح ولا القيم الوطنية. لماذا يحارب الفكر التنويري؟ لا يحارب الفكر التنويري إلا أصحاب الفكر الظلامي. ما هي نقطة التحوّل في حياتك ؟ نقطة التحول في حياتي بدأت منذ مغادرة قريتي قبل حوالي خمسين عاما. هل للوعي الثقافي علاقة بالممنوع وكشف المستور؟ نعم الوعي الثقافي يقف في وجه كل ممنوع ويناقش سبب المنع بالحجة والمنطق وبالوعي يتم كشف كل مستور. الرسالة الصادقة هل ينقصها التركيز برأيك؟ الرسالة الصادقة تصل إلى كل قلب واع. كيف تساهم الأفكار في خلق الأعمال الكبيرة؟ الأعمال الكبيرة تبدأ بفكرة خلاقة. التسامح "قوة منسية", لماذا برأيك ؟ التسامح من سمات الكبار وقوة كبيرة للتعايش. ما دور القيم والمعتقدات في البناء الثقافي السعودي؟ قوة الأمم لا تقوم إلا على ركائز قوية من القيم وقوة المعتقد المبني على المحبة والتسامح وبناء الثقافة السعودية تستمد قوتها من هذه المبادئ. لو خيّرت، فما الذي ترغب في إضافته وتعديله؟ لو خيرت فيما أريد إضافته، لطالبت بإقامة مركز ثقافي في كل مدينة وقرية ،ووضع أسس لإستراتيجية ثقافية توعوية لتعديل بعض العادات المضرّة لنمو الوعي الاجتماعي.. هل تفكِّر كثيرا؟ وفي ماذا تفكر؟ أفكر كثيرا في كيف نرتقي بوعي مجتمعنا. بماذا تشعر وأنت شخصية ناجحة ولها ثقلها في المجتمع ؟ أشعر بالسعادة كلما ساهمت في أي عمل يرفع من مستوى و عي المجتمع ، لأن تقدّم الأوطان تقاس بارتفاع ثقافة ووعي مواطنيها. ما مدى تفاعلك من الناحية الاجتماعية مع الآخر المخالف؟ أعمل على بقاء جسور التفاهم مع الجميع من اختلف معه فكريا أحاوره بالفكر ومن اختلف معه اجتماعيا ربما ارتقاء الوعي الثقافي يجمع بيني وبينه. هل أنت مع إعادة التقييم المرحلي لما تقدم؟ أنا مع النظرة المستقبلية ، ولا مانع من التقييم المرحلي. ما الذي يحزنك؟ ولماذا؟ يحزنني وضع المرأة ؛ لأنها لم تأخذ حقوقها أو لا تعرف أن لها حقوقا مهدرة ويحزنني وضع الأطفال وكذلك وضع كبار السن. ماذا بعد؟ هل يرد عليك هذا السؤال بعد كل إنجاز تحققه؟ أحيانا. هل أنت من النوع المتفائل؟ لو لم أكن كذلك لما أنجزت شيئا. ما الذي تفعله لتجعل نفسك سعيدا؟ بإنجاز ما أستطيع انجازه. ذكريات الطفل محمد آل زلفة , بماذا تصفها ؟ فيها الحلوة والمرة. الشباب وطريق مليء بالعراقيل، ما الرسالة التي ترغب في نقلها إليهم؟ ليست كل الطرق مفروشة بالورود بالجد والصبر والمثابرة يصل الشاب إلى غايته. رسالة توجهها إلى من ؟ ولماذا ؟ إلى رفيقة دربي ثلاثة وأربعين عاما، زوجتي الغالية لك حبي وشكري على صبرك معي طوال هذه السنين ،وبدونك ما كنت حقّقت شيئاً. مركز آل زلفة الحضاري والثقافي , هل هو حنين للماضي أم هو طريق إلى حاضر أجمل ؟ بل هو الطريق إلى حاضر ومستقبل أجمل. هل سبق وتراجعت عن بعض آرائك ؟ ربما تم التراجع عن بعض الآراء ولكن لا تراجع في المبادئ. بماذا تردّ على من يصف المرأة بالنقص؟ من يتهم نصف المجتمع بالنقص إنسان غير سوي. وأخيرا مساحة حرة ماذا تقول فيها ؟ ليس لدي ما أقوله بعد هذه الأسئلة الشيّقة والمحاولات المتواضعة في الإجابة عليها.
السيرة الذاتية • محمد بن عبد الله بن سعيد آل زلفة القحطاني. • عضو سابق منذ 1418 ه حتى 14/2/2009 بمجلس الشورى السعودي. • معيد وأستاذ بجامعة الملك سعود من عام 1393 ه. • المؤهلات العلمية: • دكتوراة في التاريخ الحديث من جامعة كمبريدج، بريطانيا 1988م. • ماجستير في التاريخ الحديث، جامعة كنساس، الولاياتالمتحدةالأمريكية. • بكالوريوس في التاريخ الحديث، جامعة الملك سعود. • شارك في عدد كبير من المؤتمرات والندوات المحلية والعربية والدولية في مجال الاختصاص.